أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، وقائد أركان الجيش، غادي ايزنكوت، توجيهات لجميع الوحدات العسكرية وأجهزة المخابرات، «بالاستعداد لوضع تدخل فيه إيران، رسميا، إلى مجال يسمح لها بأن تكون دولة على عتبة التسلح النووي، ومحررة من غالبية قيود العقوبات». وجاء في تلك التوجيهات، أن «المكانة الجديدة التي ستتمتع بها إيران بعد هذا الاتفاق، سوف تزيل كل الموانع والعوائق أمام نشاطها التآمري العدواني في الشرق الأوسط».
وقال مصدر إسرائيلي عسكري كبير، في حديث نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أمس، إن «التوقيع على الاتفاق بين إيران والقوى العظمى ينطوي على تأثير كبير، مالي وعسكري، على خطة العمل متعددة السنوات التي يفترض بالجيش الإسرائيلي إعدادها حتى شهر يونيو (حزيران) المقبل. وسيحدد الجيش وأجهزة الاستخبارات، القدرات الاستخبارية والعسكرية بشكل يتفق مع احتمال صدور قرار بوقف هذا التهديد في كل وقت».
ورفض المصدر توضيح معنى هذه الخطة، لكنه فسرها قائلا: «لقد كان واضحا منذ الأسبوع الماضي، بعد خروج الوفد الإيراني للتشاور، إن الأميركيين باتوا مستعدين للتوقيع. لكن المشكلة الأساسية التي ظهرت في الأسبوع الأخير، كانت في الأساس، بين القوى العظمى: لقد وجدت الولايات المتحدة صعوبة في إقناع حلفائها، خصوصا فرنسا، باستكمال الصفقة. وعلى الرغم من الخلافات التي تبقت بينهما – مثلا حول قدرة إيران على مواصلة البحث والتطوير النووي – فإن أي مسؤول في إسرائيل، لا يشك في أن الفرنسيين سيوافقون على الاتفاق الذي سيوقع خلال أيام».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد صرح في مستهل جلسة الحكومة العادية، صباح أمس، بأن «الاتفاق فالمزمع توقيعه في لوزان، قد يكون – كما تبدو عليه الأمور حاليا – أخطر مما كنا نعرف ونتوقع». وقال: «وصلت إلى هنا بعد أن التقيت بزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور ماكونيل. وخلال نهاية الأسبوع تحدثت مع زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، السيناتور هاري ريد. وقد سمعت منهما، عن الدعم الراسخ والقوي والمتواصل لإسرائيل، الذي يبديه كل من الحزبين، وهذا بالطبع مهم للغاية. وقد أعربت في محادثاتي معهما عن قلقنا العميق إزاء التسوية المرتقبة مع إيران في إطار المحادثات حول ملفها النووي. وهذا الاتفاق، مثلما تبدو الأمور حاليا، يؤكد جميع مخاوفنا وحتى أكثر من ذلك».
وأضاف: «في موازاة الاتصالات التي تجرى من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق الخطير، يحتل وكلاء إيران في اليمن، أجزاء كبيرة من هذه الدولة، ويحاولون الاستيلاء على مضيق باب المندب الاستراتيجي، مما يغير توازن الملاحة وإمدادات النفط العالمية. وبعد المحور الذي ربط بين بيروت ودمشق وبغداد، تقوم إيران بعملية كماشة أيضا في الجنوب، من أجل الاستيلاء على الشرق الأوسط كله واحتلاله. المحور الذي يربط بين إيران ولوزان واليمن خطير جدا بالنسبة للبشرية ويجب التصدي له وإيقافه».
ووجهت مصادر سياسية وعسكرية في إسرائيل، أمس، انتقادات مباشرة للسياسة الأميركية. وذكرت هذه المصادر، أن «أهم إنجاز بالنسبة للإيرانيين في هذا الاتفاق، هو رفع العقوبات التي فرضت عليهم في مجلس الأمن. فعلى الرغم من أن بعض العقوبات الاقتصادية التي فرضها الكونغرس ستبقى سارية المفعول، إلا أن إلغاء العقوبات التي فرضها مجلس الأمن، يعتبر أهم من ذلك بكثير، فهو عمليا يعيد إيران إلى عائلة الشعوب ويعيد الازدهار إلى تجارة الأسلحة لديها.. اذهبوا واعثروا على المنطق الكامن في السياسة الخارجية الأميركية المنقطعة عن الواقع: إيران لم تتجاوب أبدا مع متطلبات مجلس الأمن، بعدم تزويد المتمردين في اليمن بالأسلحة، وتزويد حزب الله وسوريا والعراق أيضا، أو تزويد حماس – وهذه فقط مجرد قائمة جزئية في الأماكن التي تعمل فيها إيران ضد المصالح الأميركية».
وعددت المصادر نفسها سلبيات الاتفاق، وفقا للصحيفة المذكورة، فقالت: «اللامعقول في الشرق الأوسط يتفشى برعاية أوباما: من يمنع اليوم وصول السلاح الإيراني إلى المتمردين في اليمن؟ إنها ليست الولايات المتحدة أو أوروبا، وإنما الأسلحة الجوية لدول الخليج التي أغلقت المسارات الجوية بين البلدين». كما يبدو استسلمت الولايات المتحدة على جبهات عدة في المفاوضات مع إيران. فيما يتعلق بالأبحاث والتطوير النووي الذي تصر إيران على استمراريته، تستعد الولايات المتحدة للسماح لها بعمل ذلك خلال سنوات عدة. على الرغم من أنه سيتم تقييد عدد أجهزة الطرد المركزي التي سيسمح لإيران باستخدامها، وسيمنعها من استبدال أجهزة الطرد المركزي القديمة بأخرى جديدة، إلا أن إيران تواصل الإصرار على عدم كشف المعلومات حول حجم التطوير النووي العسكري. كما يبدو، فإن فترة الاتفاق ستكون بين 10 – 12 سنة. مع ذلك تم تحديد مواعيد مرحلية يتم خلالها التداول في تقديم تسهيلات أخرى في العقوبات. الاتفاق لا ينطوي على أي ذكر لتطوير الصواريخ الباليستية وتورط إيران في الإرهاب، وكلاهما قد يتواصل من دون أي عائق. وثيقة المبادئ التي ستفتح النقاش حول الاتفاق الدائم بين إيران والقوى العظمى، الذي يفترض توقيعه في يونيو (حزيران) المقبل، يمكن ألا يتم توقيعه بتاتا، وإنما يتم الاتفاق عليه شفويا حسب مطلب الإيرانيين. من جانبه يتحمس البيت الأبيض لطرح اتفاق خطي وموقع أمام الكونغرس، وعرضه كإنجاز يؤخر سباق التسلح الإيراني لمدة سنة – وإيران تستغل ذلك بشكل جيد. وتأمل إدارة أوباما أن تؤدي هذه الخطوة إلى صد القانون الذي يجري العمل على بلورته في الكونغرس، لتشديد العقوبات على إيران وتجميد محاولة المشرعين إجباره على طرح كل اتفاق مستقبلي مع إيران لمصادقتهم عليه. في السطر الأخير: الأميركيون يمسكون بين أيديهم باتفاق سيء لإسرائيل، يوفر الهدوء لإدارة أوباما حتى نهاية ولايته، ولكنه يترك الغيمة النووية تحلق في أجواء الشرق الأوسط لسنوات طويلة».
نتنياهو: الاتفاق المزمع توقيعه في لوزان أسوأ بكثير مما كنا نتوقع
الجيش الإسرائيلي يعلن عن تأهبه لوضع ما بعد إيران نووية
نتنياهو: الاتفاق المزمع توقيعه في لوزان أسوأ بكثير مما كنا نتوقع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة