رئيس المجلس الثقافي البريطاني: تعليم اللغة العربية في المدارس البريطانية حاجة لا بد منها

مؤتمر بارز لتعزيز اللغة والثقافة العربيتين في المملكة المتحدة

رئيس المجلس الثقافي البريطاني: تعليم اللغة العربية في المدارس البريطانية حاجة لا بد منها
TT

رئيس المجلس الثقافي البريطاني: تعليم اللغة العربية في المدارس البريطانية حاجة لا بد منها

رئيس المجلس الثقافي البريطاني: تعليم اللغة العربية في المدارس البريطانية حاجة لا بد منها

منذ عام 2013 انضمت أكثر من 50 مدرسة بريطانية إلى برنامج المجلس الثقافي البريطاني لتعزيز تعليم وتعلم اللغة العربية في المملكة المتحدة. ويهدف برنامج المجلس الثقافي البريطاني إلى زيادة عدد معلمي اللغة العربية في المدارس، وبناء فهم أفضل عن العالم والتراث العربي في المملكة المتحدة.
وكشف تقرير المجلس الثقافي البريطاني أن 15 جامعة في المملكة المتحدة وفرت الدرجة الجامعية في اللغة العربية. وتعمل كل مدرسة بريطانية كمركز لدعم تطوير مدارس أخرى في البلاد من أجل الترويج لتعليم اللغة العربية، ويقوم المجلس الثقافي البريطاني باختيار مستشارين في اللغة العربية للمساعدة في دعم وتطوير برامج اللغة العربية في المدارس حول البلاد لتصبح مراكز للتميز.
واستضافت العاصمة البريطانية المؤتمر السنوي الثامن لتعزيز تعليم وتعلم اللغة العربية في المدارس والجامعات وثقافتها في المملكة البريطانية الأسبوع الماضي برعاية المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع مؤسسة قطر وسلطة لندن الكبرى. وغاية المؤتمر، الذي عقد في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، هو توفير المعلومات للأشخاص المعنيين عن اللغة والثقافة العربية، وإقناع مديري المدارس وأصحاب القرار لتعريف قيمة اللغة العربية. وعرض المؤتمر اللغة العربية كلغة مهمة لهيئة الدراسة والمدرسين في المملكة البريطانية.
وهدف المؤتمر إلى تعزيز خيار اللغة العربية كلغة أجنبية أساسية في المدارس البريطانية، وزيادة عدد معلمي اللغة العربية من الناطقين وغير الناطقين بها، وبناء فهم أفضل عن العالم العربي في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وأعرب مدير المجلس الثقافي البريطاني في البحرين، طوني كالدربنك، عن أن «تعليم اللغة العربية في المدارس حاجة لا بد منها». ويذكر أن كالدربنك أقنعته تجربته الخاصة في تعلم العربية بأهمية هذه اللغة في تحقيق الازدهار الاقتصادي والثقافي في المملكة المتحدة على الأمد الطويل.
وأضاف كالدربنك أنه «من شأن إتقان الشباب في المملكة المتحدة اللغة العربية أن يعود بمنافع أكبر، كالتفاهم المتبادل بين الثقافات، وإعادة بناء الثقة التي فقدت خلال العقود الماضية جراء الظروف السياسية».
وتبادل الخبراء والمدرسون والمحترفون في قطاع التعليم خلال المؤتمر المعلومات لمناقشة سبل تنمية برنامج تعليم اللغة العربية. ويأمل المنظمون أن يسهم المؤتمر في تعزيز الوعي حول منافع اللغة العربية للفرد والمجتمع البريطاني على المستوى الاقتصادي والثقافي على المدى البعيد.
ويهدف المؤتمر إلى زيادة عدد الطلاب الذين يتعلمون اللغة العربية في المملكة المتحدة. وقال رئيس المجلس الثقافي البريطاني، السير فيرنن أليس، في بيان إن «اللغة العربية هي من اللغات الصعبة، وحتى يتم تعليمها بصورة جيدة يجب البدء بها بعمر مبكر وليس من عمر الـ18».
وأضاف أليس أن «السنوات الـ3 في الجامعات البريطانية ليست كافية لإتقان اللغة، فمن المهم أن تهتم المداس البريطانية بتطوير اللغة العربية».
وذكر تقرير المجلس الثقافي أن اللغة العربية هي ثاني لغة مهمة بعد اللغة الصينية في المملكة المتحدة. كما أشار التقرير إلى أن نحو 4 في المائة من المدارس الثانوية الحكومية قامت بتدريس اللغة العربية، غالبا كمادة خارج نطاق المناهج الدراسية. وقد تم اعتمادها في عام 2002 لأول مرة كمادة في مناهج الشهادة الثانوية العامة البريطانية «جي سي اس اي»، وفي المستوى المتقدم «إيه ليفيل».

* تعليم اللغة العربية في بريطانيا.. بالأرقام
* يعتبر «المجلس البريطاني» أن اللغة العربية ثاني أهم لغة لمصالح المملكة المتحدة بعد المندرينية (اللغة الرسمية للصين).
* 1 في المائة من سكان المملكة المتحدة يقولون إنهم يتحدثون العربية بطلاقة، وتسعى المملكة المتحدة لتوسيع التعليم في المراحل المتوسطة والعليا ليتقن عدد أكبر من البريطانيين اللغة العربية.
* 4 في المائة من المدارس الثانوية البريطانية تدرس العربية.
* تم تدريس اللغة العربية على مستوى «جي سي اي اي» (الشهادة المتوسطة) عام 2002 للمرة الأولى مع 3236 طالبا بهذه المرحلة عام 2012.
* تم تدريس اللغة العربية على مستوى «اي ليفل» (الشهادة الثانوية) عام 2002 للمرة الأولى مع 604 طلاب بهذه المرحلة عام 2012.
* تدرس اللغة العربية في 15 جامعة بريطانية.
* عام 2013 تم إطلاق برنامج «لغات المستقبل» من المجلس البريطاني لتطوير تعلم اللغة العربية.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.