تضارب عراقي حول طلب الدعم من التحالف الدولي

علاوي أكده.. ومسؤول الحشد الشعبي نفاه

تضارب عراقي حول طلب الدعم من التحالف الدولي
TT

تضارب عراقي حول طلب الدعم من التحالف الدولي

تضارب عراقي حول طلب الدعم من التحالف الدولي

قال إياد علاوي، نائب الرئيس العراقي، إن الضربات الجوية التي ينفذها طيران التحالف الدولي ضد تنظيم داعش «تمثل التزاما بالاتفاقية الأمنية بين العراق ودول التحالف من أجل مساندة القوات الأمنية كي تتمكن من تحرير كامل الأراضي العراقية المستباحة من قبل التنظيمات المتطرفة».
وأشار علاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن القوات الأمنية والحشد الشعبي «كانت بأمس الحاجة لتدخل طيران التحالف الدولي كي تحسم معركة تكريت وتنتقل القوات لتحرير مناطق أخرى»، مؤكدا أن تدخل الولايات المتحدة الأميركية في معركة تكريت جاء بطلب من الحكومة العراقية «إذ تجددت العمليات العسكرية في تكريت بعد أن تدخلت الولايات المتحدة الأميركية لدعم العراق حسب الاتفاقية الأمنية، وجاء هذا بطلب من الحكومة لدعم المجهود العسكري».
وفيما يتعلق بالمشكلات التي يتعرض لها سكان مناطق حزام بغداد قال علاوي إن حزام بغداد «أصيب بمشكلات كبيرة وتهميش وإقصاء، إضافة إلى اعتقالات واسعة ونزوح من تلك المناطق»، داعيا إلى ضرورة إعادة النازحين إلى أماكنهم وأن يعوضوا تعويضا كاملا عن الأضرار التي لحقت بهم.
وبينما أكد رافد جبوري، المتحدث باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي، أيضا طلب الحكومة الدعم الجوي من التحالف الدولي، فإن هادي العامري، رئيس منظمة بدر والمسؤول عن الحشد الشعبي، نفى ذلك. وقال العامري إن «القوات المشتركة ستستأنف في وقت قريب الحملة العسكرية في مدينة تكريت»، مشيرا إلى أن العراق لم يطلب المساعدة من التحالف الدولي في هذه الحملة «من أجل إيران». وأضاف العامري لـ«الشرق الأوسط»: «إن هجماتنا لاستعادة تكريت مستمرة، نحن على أبواب المدينة، وسندخلها في وقت قريب وفقا للخطط التي أعددناها، وسنستعيد السيطرة عليها». وأكد: «لا نستطيع طلب المساعدة من التحالف الدولي في هذه الحملة، بسبب الإشكاليات التي ستنجم عن ذلك، بدءا من عمليات القصف بالخطأ، وصولا إلى حساسية الموضوع، خاصة لأن إيران تدعمنا في تلك المنطقة».
من ناحية ثانية، أعلن قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت عن تحرير 137 قرية وقضاء وناحية في محافظة صلاح الدين من سيطرة مسلحي تنظيم داعش، فضلا عن تطهير العديد من الأحياء السكنية والشوارع والأزقة من العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون.
وقال جودت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «العمليات العسكرية جارية على قدم وساق، وإن القوات المشتركة العراقية تمكنت من تحرير ما نسبته 85 في المائة من أراضي محافظة صلاح الدين».
وفي حين أكد جودت على استمرار العمليات العسكرية لتحرير مدينة تكريت، أشار إلى أنه لم يشاهد أي ضربة جوية لطيران التحالف نُفذت داخل المدينة.
وأضاف جودت أن «قوات الشرطة الاتحادية تعمل بمستوى عال مع قوات الجيش والحشد الشعبي، ولا يوجد أي انسحاب من قواطع المسؤولية»، مبينا «أننا نتعامل بمهنية مع المعلومات الاستخباراتية بأن ضرباتنا ضد أماكن وجود العدو تتم من خلال التعاون مع قيادة طيران الجيش والقوة الجوية العراقية، وليس التحالف الدولي».
وفي سياق متصل، أكد جودت أنه «ليس هناك تأخير بعمليات تكريت، لكن توجيهات رئيس الوزراء ووزير الداخلية شددت على ضرورة الحفاظ على أكثر ما يمكن من البنى التحتية»، مشيرا إلى أن «خططنا تراعي الجانبين العسكري والخدمي من أجل إعادة افتتاح جميع الدوائر بعد تحرير المناطق».
وتابع أن «سماء العراق مسيطَر عليها من قبل طيران الجيش والقوة الجوية»، موضحا: «لم أشاهد طيران التحالف الدولي ينفذ ضربات جوية في تكريت ولكنني سمعت بذلك».
من جهة أخرى، أفاد مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين بأن 25 عنصرا من مسلحي تنظيم داعش قُتلوا أثناء محاولتهم الهروب من مدينة تكريت باتجاه محافظة الأنبار. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية وبمساندة كتيبة دبابات (ابرامز) تمكنت اليوم (أمس) من قتل 25 عنصرا من تنظيم داعش الإرهابي خلال تقدمها باتجاه مدينة تكريت من جانبها الغربي».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «عناصر التنظيم كانوا يحاولون الهروب من مدينة تكريت باتجاه منطقة الجزيرة المرتبطة بمحافظة الأنبار».
بدوره، اتهم رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب حاكم الزاملي، الولايات المتحدة الأميركية بمحاولة تهريب أكثر من 500 عنصر بتنظيم داعش ما زالوا محاصرين في تكريت، فيما اعتبر كثرة الرايات المرفوعة من قبل المقاتلين في المعارك ضد التنظيم لا تصب في مصلحة البلد. وقال الزاملي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن كثرة الرايات في المعارك لا تصب في مصلحة البلد، لافتا إلى أن المرجعية الدينية ومقتدى الصدر دعوا إلى ضرورة رفع راية العراق فقط.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.