الجبير: سعداء بالدعم الأميركي.. والبيت الأبيض: إنه جزء من الحرب ضد الإرهاب

خبراء عسكريون أميركيون: المساندة يمكن أن تتطور من دعم لوجيستي واستخباراتي إلى طائرات «إير تانكر» و«أواكس»

عادل الجبير
عادل الجبير
TT

الجبير: سعداء بالدعم الأميركي.. والبيت الأبيض: إنه جزء من الحرب ضد الإرهاب

عادل الجبير
عادل الجبير

بينما أكد جيف راثكي، مساعد المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، أن واشنطن تدعم «عاصفة الحزم»، وذلك بسبب «العلاقة الوثيقة بين البلدين»، قال إن واشنطن لا تريد «حربا مفتوحة» في اليمن. وقال «نحن لا نريد لهذه (الحرب) أن تكون حملة عسكرية مفتوحة»، لكنه رفض الحديث عن تفاصيل العملية، وقال إن السعودية هي التي تقودها، وهي المسؤولة عنها.
وقال راثكي، في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس «تم الدعم الأميركي لحملة دول المنطقة العسكرية ضد الحوثيين بناء على طلب من الحكومة السعودية نفسها بسبب عرى العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية».
وقال بيان من البنتاغون إن «وحدات عسكرية أميركية من سنتكوم (القيادة العسكرية الأميركية الوسطى) وأفريكوم (القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا) أنقذت طيارين سعوديين من المياه الدولية في خليج عدن»، وإن الإنقاذ كان بناء على طلب السعودية، وإن الطيارين سالمان، وإن الإنقاذ تم باشتراك المدمرة «يو إس إس ستريت»، وسفينة النقل البرمائي «يو إس إس نيويورك»، ووحدات أميركية من جيبوتي، منها طائرات هيلكوبتر.
وبعد اجتماع مع آن باترسون، مساعدة وزير الخارجية، أشاد عادل الجبير، سفير السعودية في واشنطن، بالدعم الأميركي في «عاصفة الحزم». وقال إن الولايات المتحدة «تساعد كثيرا»، وإن السعودية «مسرورة جدا» بمستوى التنسيق بين البلدين، وإن التنسيق يشمل عمليات عسكرية واستخباراتية ولوجيستية.
وأكد الجبير أن الهدف من «عاصفة الحزم» هو «دعم الحكومة الشرعية في اليمن، وحماية المدنيين، ومنع المتمردين من السيطرة على اليمن وتخريبه، وإيذاء مواطنيه».
من جهته، أعلن البيت الأبيض أن اتصالا أخرا جرى بين الرئيس باراك أوباما وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأن أوباما أكد دعم الولايات المتحدة في «عاصفة الحزم». وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض، برناديت ميهان، إن أوباما «جدد التأكيد على متانة الصداقة بين الولايات المتحدة والسعودية». وقالت إن الهدف هو «تحقيق استقرار مستدام في اليمن، ترعاه الأمم المتحدة، وتشارك فيه كل الأطراف كما تنص مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي». وأضافت أن «الرئيس أكد التزام الولايات المتحدة بأمن السعودية».
وقال خبراء عسكريون أميركيون إن الدعم الأميركي يمكن أن يتطور، من دعم لوجيستي واستخباراتي، إلى طائرات «إير تانكر» (للتزود بالوقود في الجو)، وطائرات «أواكس» (حديثة مزودة بآخر تكنولوجيا الإنذار المبكر)، وطائرات «درون» (من دون طيار).
وقال سيث جونز، مستشار سابق في البنتاغون، والآن خبير في مركز «راند» في كاليفورنيا، إن اليمن فيه «مجموعة إرهابية لديها قدرات ومصلحة في مهاجمة الأراضي الأميركية»، وإن دعم الولايات المتحدة «للتحالف الإقليمي بقيادة السعودية ضروري لإعادة الاستقرار إلى اليمن، وذلك لأن الفوضى السائدة حاليا تشكل أرضية خصبة لـ(القاعدة) وغيرها من المجموعات الإرهابية».
وقال جون الترمان، مدير قسم الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس) في واشنطن، إن الولايات المتحدة لا ترفض عدم مشاركة الحوثيين في تسوية سلمية، رغم دعمها للعملية العسكرية بقيادة السعودية. وأضاف «لا تهدف العملية إلى هزيمة كاملة للحوثيين، بل إلى منعهم من تحقيق انتصار كامل». وحذر من حرب أهلية حقيقية في كل اليمن. وقال «سيطول النزاع إلى سنوات تقريبا إذا استمرت الحرب بالوكالة في اليمن».
وفي الكونغرس، أيد الدعم الأميركي قادة في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وركزوا على ضرورة وقف توسع الحوثيين لإفساح المجال أمام تسوية سياسية محتملة، وللقضاء على تنظيم القاعدة.
وقال النائب آدم شيف (ديمقراطي - ولاية كاليفورنيا) عضو لجنة الاستخبارات في الكونغرس، إن الحوثيين «يتسببون بشكل خطير في حرب أهلية في اليمن.. لهذا، وبسبب الفظائع في سوريا، لا بد من تفادي مثل هذا الاحتمال».
وفي الخارجية الأميركية، نفى راثكي وجود تناقض في السياسة الأميركية بين دور إيران في اليمن، والمحادثات مع إيران في لوزان، في سويسرا، حول أسلحتها النووية. وقال إن الولايات المتحدة كررت قلقها من تدخل إيران في دول المنطقة. وأضاف أن المحادثات لم تتأثر بالوضع في اليمن، قائلا «نستمر نحن في الاتصال مع فريقنا في سويسرا، ولا يبدو أن هناك تأثيرا.. ليس هناك تناقض. يظل موقفنا واضحا، خلال المفاوضات حول الملف النووي مع إيران، بأن سلوك إيران في العديد من المسائل يثير قلقنا».
وفي إجابة عن سؤال إذا كانت واشنطن تؤيد «غزو أرضيا عربيا»، قال راثكي إنه سمع «احتمالات» ذلك. وأضاف «لن أتحدث عن احتمالات ما سيفعل هذا التحالف الذي تقوده السعودية». وعندما كرر الصحافي سؤاله قائلا «لم أسأل عن احتمالات.. سالت: هل تؤيد الولايات المتحدة غزوا عربيا أرضيا؟»، كرر راثكي إجابته «لن أتحدث عما سيفعلون. نعم، نحن نواصل معهم اتصالات مكثفة، لكني لن أعلق على هذا الموضوع». واشترك في السؤال عن «تأييد» الولايات المتحدة صحافيون آخرون. وكرر راثكي عدم رغبته في إجابة مباشرة.
ثم سأل صحافي «هل تؤيدون الغزو الأرضي بصرف النظر عن خططهم؟»، أجاب «أيدنا الخطوات التي اتخذوها حتى الآن. ونحن نرى أن ما يحدث فرصة. أساس تأييدنا هو تأييد العملية السياسية في اليمن: عودة المبادرة الخليجية، وعودة هادي رئيسا شرعيا. لكن، أيضا، مشاركة الحوثيين..».
وكرر راثكي ما كان قاله الأسبوع الماضي عن عدم وجود «اتصالات مباشرة» مع الحوثيين. وعندما كرر صحافيون أسئلتهم عن «اتصالات غير مباشرة»، قال راثكي «ليست لدينا أي اتصالات مباشرة مع الحوثيين أو صالح. ونحن كررنا طلبنا منهم أن يعودوا إلى المفاوضات السلمية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.