تشكيك في استجابة دمشق لمطالب دروز السويداء بتسليحهم «للدفاع ضد أي عدوان محتمل»

أنباء عن استياء «قوات الدفاع الوطني» بسبب تركها في بصرى الشام

تشكيك في استجابة دمشق لمطالب دروز السويداء بتسليحهم «للدفاع ضد أي عدوان محتمل»
TT

تشكيك في استجابة دمشق لمطالب دروز السويداء بتسليحهم «للدفاع ضد أي عدوان محتمل»

تشكيك في استجابة دمشق لمطالب دروز السويداء بتسليحهم «للدفاع ضد أي عدوان محتمل»

قال ناشطون سوريون، أمس، إن الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، التي تعينها السلطات الرسمية، «طالبت النظام السوري بتأمين السلاح والدعم اللوجيستي المناسب فورا» للشبان الدروز، كما «طالبت الحكومة السورية بالإشراف المباشر على تدريب معظمهم»، على أن تكون هذه القوات المسلحة «خط الدفاع الثاني خلف قوات النظام للدفاع عن بلداتهم ضد أي عدوان محتمل». وتأتي هذه المطالبة بموازاة كشف مواقع إلكترونية معارضة، عن استياء في صفوف قوات الدفاع الوطني التي كانت تقاتل في بلدة بصرى الشام في درعا، المحاذية لمحافظة السويداء، على ضوء ما تسرب بأنها وجهت نداءات استغاثة للنظام، لكن الأخير لم يسعفها وتركها وحدها في الميدان، وأحجم عن الدفع بتعزيزات إليها.
طلب الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية في سوريا، التي تتألف من 3 مشايخ عقلاء تقر تعيينهم الحكومة من 3 عائلات تتوارث المشيخة، هي: الهجري، وجربوع، والحناوي، وفق مصدر درزي لبناني مطلع لـ«الشرق الأوسط»، هو الثاني من نوعه. وذكر أن المطلب الأولى «لم يلق استجابة من السلطات الرسمية النظامية»، مرجحا أن يلقى الطلب الحالي المصير نفسه.
وقال إن النظام «يسلح قوات فقط ضمن الدفاع الوطني (الشبيحة) التي تقاتل في صفوفه، ولا يمكن أن يلقي السلاح في أيدي أبناء الطائفة ككل، لأن ذلك يترتب عليه مخاطر ضده نظرا لأن قسما من أبناء محافظة السويداء يعدون من المعارضين لنظام (الرئيس السوري بشار الأسد)».
في المقابل، شكك مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، بالرواية، قائلا إن «عددا من مقاتلي الدفاع الوطني، وصلوا من السويداء إلى التلال الشرقية المطلة على مدينة بصرى الشام، قبل أن تستهدفها قوات المعارضة، وتمنعها من التقدم باتجاه المدينة»، وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى بعض الذين حضروا للمؤازرة «قتلوا في قصف المعارضة، وجرى دفنهم سرا في السويداء». ولفت إلى أن قوات الدفاع الوطني في السويداء «فتحت الطريق أمام عائلات وأفراد القوات النظامية التي كانت تقاتل في بصرى الشام، لحظة فرارها من المعركة باتجاه السويداء، على وقع تغطية نارية كثيفة من الطائرات الحربية».
أما بشأن بيان الرئاسة الروحية، فقد حث شباب «محافظة السويداء إلى ضرورة تحمل مسؤولياتهم في حماية مناطقهم والدفاع عنها في أي وقت تتعرض فيه للخطر». وأشار إلى «أننا سنسعى باتجاه طلب تأمين السلاح والدعم اللوجيستي المناسب فورا من الجهات المعنية في الحكومة السورية، لجميع أبناء السويداء الراغبين في التسلح»، والعمل تحت إشراف غرفة عمليات القوات الحكومية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.