مصنعو السيارات الفاخرة يترسملون على ولاء جمهورهم في تسويق سلع تجارية مختلفة تحمل اسم علاماتهم

«جنرال موتورز» و«بنتلي».. الشركتان الأكثر ربحية من «تجارة الاسم»

مصنعو السيارات الفاخرة يترسملون على ولاء جمهورهم في تسويق سلع تجارية مختلفة تحمل اسم علاماتهم
TT

مصنعو السيارات الفاخرة يترسملون على ولاء جمهورهم في تسويق سلع تجارية مختلفة تحمل اسم علاماتهم

مصنعو السيارات الفاخرة يترسملون على ولاء جمهورهم في تسويق سلع تجارية مختلفة تحمل اسم علاماتهم

يشهد قطاع صناعة السيارات الفاخرة تحولا جديدا يتمثل في توسيع الكثير من الشركات المصنعة لهذه السيارات لخطوط إنتاج سلع تبيعها لا تربطها علاقة تذكر بالسيارات. على سبيل المثال، أعلنت شركة «بنتلي» البريطانية مؤخرا عن طرح خامس عطر للرجال تنتجه خلال العامين الماضيين. وفي الخريف الماضي، أعلنت عن طرح هاتف فاخر أطلقت عليه اسم «فيرو» «مغلف في جراب مصنوع من جلود العجول» مقابل 17.100 دولار. وإضافة إلى ذلك، سمحت «بنتلي» بإطلاق اسمها على قطع أثاث وزلاجات وأجنحة فندقية.
من ناحية أخرى، تضع «فيراري» شعارها المعروف المتمثل في جواد مختال على قطع شطرنج وأحذية من إنتاج «تود» ونظارات شمسية من إنتاج «أوكلي»، بينما تطرح في الأسواق سيارات «لامبورغيني» و«مازيراتي» و«تيسلا» سلعا جلدية.
والجدير بالذكر أن موضوع توسع شركات إنتاج السيارات الفارهة في طرح سلع أخرى يسهم في الاحتفاظ بولاءات العملاء خلال الفترة الفاصلة بين عملية شراء سيارة وأخرى، بل وربما تجتذب عملاء آخرين قبل سنوات من وصولهم إلى المستوى المادي الذي يمكنهم من شراء سيارة من إنتاج الشركة المعنية. وفي بعض الحالات، توفر هذه النوعية من السلع مستوى حماية أفضل في إطار النزاعات حول العلامات التجارية.
كما تستفيد خطوط هذه المنتجات من ازدهار سوق السلع الفاخرة، حيث حققت المبيعات ارتفاعا كبيرا بالتزامن مع التنامي الشديد في أعداد الأشخاص بالغي الثراء داخل الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى. وتشير إحصاءات نشرها موقع «إدموندز» الإلكتروني المعني بأبحاث السيارات، إلى أن السيارات الفارهة تمثل 18 في المائة من إجمالي عائدات بيع السيارات في الولايات المتحدة، أي بما يقدر بمائة مليار دولار.
وتعتبر سيارة «بورشه» رائدة في هذا المجال، ذلك أنها أقدمت منذ عقود مضت على فتح خط إنتاج للملابس الفاخرة من دون استعراض صارخ لشعار «بورشه». وافتتحت «بورشه»، التي تعود ملكيتها لمجموعة «فولكسفاغن» الألمانية، مثلما هو الحال مع «لامبورغيني» و«بنتلي»، العشرات من متاجر التجزئة لـ«بورشه ديزاين» وذلك في مدن عدة بينها باريس وشيكاغو.
وتشهد الفترة الحالية اتجاه المزيد من الشركات المصنعة للسيارات للعمل بمجالات خارج نطاق صناعة السيارات على نحو غير متوقع على اعتبار أنها تسهم في زيادة الوعي بالعلامة التجارية وتعزيزها وأحيانا بث الحياة فيها من جديد.
في أحيان أخرى، يكون الهدف من وراء التوسع بمجالات جديدة أبسط من ذلك، وهو بيع منتج ما تحت اسم الشركة بحيث لا تتمكن أي جهة أخرى من فعل ذلك، وكان هذا تحديدا ما فكرت فيه «جنرال موتورز» عندما أطلقت عطر «همر» عام 2004. واللافت أن العطر حافظ على بقائه رغم مرور نحو 5 سنوات على وقف إنتاج السيارة الرياضية التي تحمل هذا الاسم.
إلا أن الحفاظ على الطابع الحصري لسلعة ما، مع إتاحتها في الوقت ذاته للمستهلكين الشباب، ينطوي أحيانا على صعوبات. في هذا الصدد، أوضحت جوليا ماروتسي، من شركة «بنتلي»: «ربما لا يكون باستطاعة شاب في الثامنة والعشرين من العمر شراء سيارة (بنتلي)، لكنه قد يتمكن من شراء ساعة (بريتلينغ بنتلي)، ونأمل أن يصل بالتدريج لشراء سيارة». ومع ذلك، فإن تكلفة ساعات «بنتلي»، التي جرى الترويج لها باعتبارها تمثل تزاوجا بين «الأناقة البريطانية» و«التفوق السويسري»، يتراوح بين 4 آلاف و40 ألف دولار.
أما «فيراري» فلديها 68 ترخيصا لسلع تتنوع بين ألعاب «ليغو» للأطفال وأحذية «بوما» الرياضية، علاوة على 30 متجرا في 14 دولة، حسبما أعلنت الشركة. من جهتها، ذكرت مجلة «لايسنس غلوبال» أن «بنتلي» حققت مبيعات سنوية لسلع مرخصة بلغت 2.6 مليار دولار وجاءت في المرتبة الثالثة والعشرين من بين أكبر جهات الترخيص عالميا، لتأتي بذلك في الترتيب الثاني بين صانعي السيارات بعد «جنرال موتورز» التي تحتل المرتبة الخامسة عشرة بمبيعات بقيمة 3.5 مليار دولار. وقد باعت «جنرال موتورز» مجموعة متنوعة من السلع ضمت قوارب سريعة حملت اسم «كورفيت».
وسعيا للحفاظ على طبيعتها الخاصة، تحرص الشركات المنتجة للسيارات الفارهة على إبقاء الأسعار مرتفعة ومنافذ بيع التجزئة محدودة. على سبيل المثال، يبيع خط تصميم الملابس الخاص بـ«بورشه» بنطالون «الجينز» الحريمي مقابل 300 دولار، بينما يصل سعر السترة الجلد الرجالي إلى 2.800 دولار. وبالمثل، يصل سعر لباس البحر الرجالي الذي يحمل اسم «لامبورغيني» إلى 168 دولار.
كما سمحت «بنتلي» بإطلاق اسمها على جناح تبلغ مساحته 160 مترا مربعا داخل فندق «سانت ريغيس» في نيويورك الذي تبلغ تكاليف الإقامة فيه 10.500 دولار في الليلة الواحدة. وتضم ديكورات الجناح، المقرر افتتاح نماذج مشابهة له في إسطنبول ودبي هذا العام، عناصر خشبية وجلدية.



«جنرال موتورز»: البيع مستمر على الإنترنت في السعودية من 95 صالة عرض

«شيفروليه كورفيت».. وفي الإطار المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث
«شيفروليه كورفيت».. وفي الإطار المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث
TT

«جنرال موتورز»: البيع مستمر على الإنترنت في السعودية من 95 صالة عرض

«شيفروليه كورفيت».. وفي الإطار المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث
«شيفروليه كورفيت».. وفي الإطار المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث

في حوار مع «الشرق الأوسط»، كشف المدير الإقليمي لمجموعة «جنرال موتورز» جون روث، عن أن عدد صالات عرض المجموعة في السعودية بلغ 95 صالة مقارنة بنحو 35 صالة عرض في الإمارات، أي نحو 3 أضعاف، وأكد أن عمليات بيع السيارات مستمرة عبر الإنترنت في السعودية والمنطقة. وتتوفر المبيعات والخدمات من الشركة عبر تطبيق «شوب. كليك. درايف».
كما أشار روث إلى دخول خدمة «أون ستار» تدريجياً إلى المنطقة بداية من سوق الإمارات، على سيارات «شيفروليه» و«جي إم سي» و«كاديلاك» الجديدة. وتوفر الخدمة اتصالات مباشرة من أصحاب هذه السيارات حول جوانب تشغيل السيارات وصيانتها.
ويقول روث إنه يتطلع إلى مستقبل خالٍ من الحوادث المرورية والانبعاثات الكربونية والازدحام. واعترف روث بأن كثيراً من المستهلكين لديهم مخاوف حول استعمال السيارات الكهربائية. وأضاف أن أكبر هذه المخاوف يتعلق بمدى السيارات. ولذلك قدمت الشركة أحدث طراز كهربائي، وهو السيارة «بولت» التي تتميز في طراز 2020 بأداء قوي ومساحة رحبة ومدى يصل إلى 565 كيلومتراً لكل عملية شحن كهربائي كاملة. وهذا يعني القيادة لمدة أسبوع تقريباً من دون الحاجة إلى شحن السيارة.
وقال روث إن الشركة تحاول دوماً البحث عن حلول لمعالجة أي مسائل تمثل قلقاً للمستهلكين، فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية، بالتعاون مع الهيئات المختلفة في المنطقة.
وتشهد مجموعة «جنرال موتورز» كثيراً من النشاطات في المنطقة؛ بدأت منذ الشتاء الماضي حينما أعلنت الشركة عن تقديم 6 سيارات جديدة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بما فيها سيارات «شيفروليه كابتيفا» من نوع «كروس أوفر»، و«جي إم سي أكاديا 2020» متعددة الاستخدامات، و«كاديلاك سي تي 5» و«شيفروليه كورفيت ستينغراي» التي تدخل الأسواق هذا العام.
ويشير روث إلى دراسة حول مؤشر خدمة العملاء في الإمارات لعام 2019 قامت بها مؤسسة «جي دي باور»، وجرى تكريم «كاديلاك» و«جي إم سي» تقديراً لتميز خدمة العملاء خلال العام في الإمارات. وجاءت «شيفروليه» في المركز الثالث لتحقيقها أعلى مستوى من رضا العملاء في خدمات ما بعد البيع.
ونظراً للظروف الحالية للحجر الصحي بسبب فيروس «كورونا» في المنطقة توفر «جنرال موتورز» عمليات الشراء عبر الإنترنت عبر منصة «شيفروليه» (Shop.Click.Drive) وتجتهد في خدمة العملاء بعد البيع رغم الظروف الصعبة الحالية بسبب قيود الحركة الناتجة عن مكافحة فيروس «كورونا».

سيارات جديدة
من ضمن مجموعات السيارات التي تقدمها «جنرال موتورز» هذا العام، ترسم سيارات «شيفروليه» الجديدة معالم القطاعات المتنوعة التي تقدم فيها الشركة للمستهلك خيارات غير مسبوقة. فهي تطرح للمرة الأولى في المنطقة السيارة الكهربائية «بولت» لمن يود أن يقبل على تقنيات كهربائية نظيفة، وتوفر الشركة أيضاً سيارة «كابتيفا» لمن يحتاج إلى السعة العملية للسيارات الرباعية الرياضية، ثم تأتي السيارة الأيقونية «كورفيت ستينغراي» في جيلها الثامن لمن يتطلع إلى ملكية سيارة رياضية سوبر تأتي للمرة الأولى بمحرك وسطي. وتضيف الشركة أيضاً أحدث نماذج السيارة الرياضية «كمارو» التي ترفع من قوة الأداء.
واحتفلت «شيفروليه» في نهاية العام الماضي بحصول طراز «سوبر بان» على نجمة التميز من هوليوود بعد ظهورها في 1750 فيلماً ومسلسلاً تلفزيونياً منذ عام 1952. كما كشفت الشركة عن شاحنات «سيلفرادو» الجديدة التي تأتي بمحرك سعة 6.6 لتر بثماني أسطوانات وحقن مباشر للوقود وقدرة 400 حصان، مع ناقل حركة أتوماتيكي بـ6 سرعات.
ومن قطاع «جي إم سي» تقدم «جنرال موتورز» السيارة «أكاديا» بتصميم جديد ومحرك بشاحن توربيني، وهي من فئة السيارات الرباعية الرياضية ويمكنها استيعاب حتى 7 ركاب على 3 صفوف. كما أعلنت «جي إم سي» أيضاً عن نوايا إعادة إنتاج السيارة «هامر» الرباعية الكبيرة، ولكنها هذه المرة تأتي بدفع كهربائي كامل. كما كشفت «جي إم سي» أيضاً عن طراز «يوكون» الرباعي الرياضي الجديد.
وكشف قطاع «كاديلاك» أيضاً عن طراز «إيسكاليد» الجديد الذي يأتي بمحرك سعة 6.2 لتر بثماني أسطوانات مع ناقل حركة أتوماتيكي ودفع على كل العجلات. وكشفت الشركة أيضاً عن تقنية «سوبر كروز» التي سوف تدخل على فئات «سي تي 5» و«سي تي 4» ثم على طراز «إيسكاليد» لعام 2021. وتسمح هذه التقنية بتغيير مسار السيارات على الطرق السريعة من دون استخدام اليدين. ويعدّ النظام خطوة متقدمة على مسار تحقيق القيادة الذاتية.

طراز «كمارو»
كانت السيارة الرياضية «شيفروليه كمارو» هي أحدث ما قدمته مجموعة «جنرال موتورز» إلى المنطقة، وهي من السيارات الرياضية المحبوبة خليجياً ولها إرث يعود إلى بداية انطلاقها في عام 1966. ونجحت السيارة في اجتذاب كثير من المعجبين لها في المنطقة خلال العقود الماضية. وهي حاصلة هذا العام على «5 نجوم» في اختبارات السلامة الأميركية.
ويأتي الطراز الجديد من «كمارو» بكثير من أجزاء التصميم الخارجي مصنوعة من ألياف الكربون.
وخفض ذلك من وزن السيارة بنحو 90 كيلوغراماً، كما زاد من صلابتها بنسبة 28 في المائة. كما توفر لها الشركة مجموعة كبيرة من الإكسسوارات وتصاميم العجلات.
وفي الداخل تأتي «كمارو» بمقاعد رياضية مدعومة بمساند جانبية ومقود بكسوة جلدية وقاع مسطح يساعد على التحكم في المناورات بسرعات عالية. ويختار السائق من بين 3 أنماط لعرض المعلومات على زجاج النافذة الأمامية.
ويمكن اعتبار «كمارو» هي التفسير الحديث لسيارة العضلات التقليدية. وفي جيلها السادس الجديد تأتي «كمارو» بكثير من الخيارات؛ بما في ذلك المحركات التي تبدأ بمحرك بسعة لترين، وتنتهي بالمحرك الأقوى وهو بسعة 6.2 لتر وثماني أسطوانات ويوفر للسيارة قدرة 447 حصاناً من دون الحاجة إلى الشحن التوربيني.
ويرتبط المحرك بناقل أتوماتيكي بثماني سرعات. ويمكن اختيار الناقل اليدوي بـ6 سرعات. ويتميز المحرك بخاصية تعطيل نصف الأسطوانات على سرعات بطيئة لتوفير الوقود.
هذا؛ وتخطط الشركة لاستئناف عمليات التصنيع في أميركا الشمالية، وكان التأثير الواضح من جائحة «كورونا» انخفاض المبيعات الأميركية بنسبة 7 في المائة مع نتائج متفاوتة في مناطق أخرى من العالم.