سواريز: العقوبة كانت قاسية.. والفيفا عاملني كما لو كنت همجيًا

اللاعب الأوروغواياني يتحسر على عدم مشاركته في بطولة كوبا أميركا

سواريز ما زال يدفع ثمن العضة ({الشرق الأوسط})
سواريز ما زال يدفع ثمن العضة ({الشرق الأوسط})
TT

سواريز: العقوبة كانت قاسية.. والفيفا عاملني كما لو كنت همجيًا

سواريز ما زال يدفع ثمن العضة ({الشرق الأوسط})
سواريز ما زال يدفع ثمن العضة ({الشرق الأوسط})

عاد اللاعب الأوروغواياني لويس سواريز إلى وصف العقوبة الموقعة عليه بسبب «عض» أحد المنافسين خلال مونديال البرازيل الماضي بـ«المبالغ فيها». وقال سواريز خلال مقابلة مع مجلة «كيكر» الألمانية: «الإيقاف أمر وارد ولكن لم يكن بإمكاني التدرب في بداية الأمر.. إنه تعامل أسوأ مما لو كنت همجيا».
وخلال مباراة منتخب أوروغواي مع نظيره الإيطالي في الدور الأول لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، غرز سواريز أسنانه في كتف المدافع الإيطالي جورجيو كيليني ولم يشاهد الحكم الواقعة لكن كاميرات التلفزيون وعدسات المصورين التقطت المشهد لتدفع باللاعب إلى فترة لم يكن يتوقعها ولم يكن يريدها على الإطلاق. وفرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عقوبة قاسية على اللاعب بإيقافه 9 مباريات دولية ليغيب اللاعب عن مباراة فريقه التالية في المونديال البرازيلي ويضعف آمال فريقه في البطولة ويحرم من المشاركة مع الفريق في رحلة الدفاع عن لقبه ببطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2015) في تشيلي. كما تضمنت العقوبة إيقافه 4 أشهر عن المشاركة في أي مباريات رسمية مع ناديه مما حرمه من المشاركة مع فريقه الجديد برشلونة الإسباني في بداية الموسم قبل أن يعود للمباريات الرسمية في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأضاف سواريز قائلا: «في العطلة كنت أخشى حتى من الذهاب لمشاهدة أقاربي وهم يلعبون كرة القدم في أوروغواي في فرق الشباب.. طبقا للعقوبة كان محظورا علي أن تطأ قدماي أي ملعب كرة قدم وهو الأمر الذي لا أفهمه حتى الآن». وتحدث سواريز عن التحاقه ببرشلونة بعد توقيع العقوبة عليه، مشيدا بالعلاقة الطيبة التي تجمعه بزملائه في الفريق وخاصة الأرجنتيني ليونيل ميسي: «لقد تعودنا على الاعتذار المتبادل عندما لا يمرر أحدنا الكرة للآخر».
وفرض الفيفا هذه العقوبة القاسية لأنها كانت واقعة العض الثالثة لسواريز علما بأنه نال عقوبة قاسية أيضا في كل من المرتين السابقتين لكن العقوبة بعد مباراة المونديال البرازيلي كانت الأقسى في مسيرته الكروية. وفي ظل الانتقادات الهائلة التي نالها والكم الهائل من السخرية التي تعرض لها بسبب إصراره على تكرار واقعة العض، حرص سواريز على عزل نفسه في منزله بأوروغواي ومع أفراد أسرته بعيدا عن أي أجواء خارجية. ولكن الصدمة التي نالها سواريز بهذه العقوبة القاسية تحولت إلى كم هائل من السعادة بعد 17 يوما فقط من واقعة العض حيث أعلن نادي برشلونة الإسباني في يوليو (تموز) الماضي تعاقده مع اللاعب من نادي ليفربول الإنجليزي. وبعد اعتذار اللاعب علانية على هذه الواقعة، قرر برشلونة منحه الفرصة الذهبية لتحقيق الحلم الذي راوده منذ بداية مسيرته مع فريق ناسيونال في أوروغواي وهو في الثامنة عشرة من عمره. وانتقل سواريز من ليفربول إلى برشلونة بعقد يمتد لخمسة مواسم مقابل نحو 80 مليون يورو تصل إلى 252 مليون يورو مع إضافة رسوم الانتقال والضرائب والرواتب.
واستعاد سواريز نشاطه الكروي تدريجيا حيث شارك في أول مباراة مع برشلونة في سبتمبر (أيلول) الماضي وذلك في المواجهة الودية أمام منتخب إندونيسيا للشباب. وفي 25 أكتوبر الماضي، كانت المشاركة الأولى له مع برشلونة في المباريات الرسمية وكانت في مواجهة المنافس التقليدي العنيد ريال مدريد ليبدأ اللاعب مسيرته الرسمية مع الفريق بلقاء الكلاسيكو المثير. وبعد انتقاله من ليفربول لم يترك مهاجم أوروغواي تأثيرا كبيرا في مباراته الأولى مع برشلونة حين خسر أمام ريال باستاد سانتياغو برنابيو. وفي المباراة الثانية بينهما تفوق سواريز على ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو بهدفه الثاني الحاسم الذي وضع برشلونة على مسافة أ4 نقاط من أقرب ملاحقيه في صدارة دوري الدرجة الأولى الإسباني قبل 10 جولات على النهاية. وبعد 18 انتصارا في 19 مباراة تأهل برشلونة أيضا لدور الثمانية في دوري أبطال أوروبا وصعد لنهائي كأس ملك إسبانيا. وتأقلم سواريز ببطء على الأجواء في برشلونة عقب انتهاء إيقافه لأربعة أشهر بسبب العض لكن هدف الفوز الذي سجله في مباراة حاسمة ضد ريال أظهر قيمته لناد ينافس على 3 ألقاب هذا الموسم. وسيطر سواريز برشاقة على كرة طويلة من داني الفيس ومن ثاني لمسة سدد في الزاوية البعيدة رغم محاولة يائسة من الحارس أيكر كاسياس.
وقال لويس إنريكي بعد الكلاسيكو الأخير «إنه هدف يستطيع فقط أبرز اللاعبين تسجيله. الطريقة التي سيطر بها على الكرة وسددها بها. لهذا السبب دفعنا هذا المال لضمه. ليس لهذا السبب فقط ولكن أيضا لسلوكه وجهده وما يقدمه للفريق. أنا سعيد أنه كان لاعبا مؤثرا وبشكل عام سعيد للجهد الذي بذله في المباراة. قلت منذ وقت طويل إنه ليس مهاجما عتيق الطراز لكنه يمتلك الكثير من القدرات. إنه هداف ولاعب يستطيع صناعة الفرص وهو قوي أيضا على المستوى البدني». وفي نفس الوقت، وعد سواريز مشجعيه بألا يعود إلى «العض» مجددا. وقال سواريز «أقول لجميع المشجعين إنني لن أعود لهذا مجددا. وسائل الإعلام انتقدتني لكني لم أشعر بالقلق. سأواصل العمل».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».