المقاتلات الأميركية تؤمن الغطاء الجوي للجيش العراقي في عملية تحرير تكريت

قصفت أهدافا محددة لمواقع «داعش» في المدينة

المقاتلات الأميركية تؤمن الغطاء الجوي للجيش العراقي في عملية تحرير تكريت
TT

المقاتلات الأميركية تؤمن الغطاء الجوي للجيش العراقي في عملية تحرير تكريت

المقاتلات الأميركية تؤمن الغطاء الجوي للجيش العراقي في عملية تحرير تكريت

قصفت مقاتلات اميركية ومن الائتلاف الدولي مواقع لتنظيم "داعش" المتطرف في تكريت (شمال) أمس الاربعاء، في إطار عملية لتقديم دعم جوي للقوات العراقية التي تواجه صعوبات في استعادة السيطرة على المدينة.
وقال مسؤولون ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تقدم بطلب للحصول على دعم الولايات المتحدة بعد ان كانت القوات العراقية تحصل على دعم عسكري واستشاري من ايران فقط، ولم تتمكن من إحراز تقدم في تكريت.
وأرسلت الولايات المتحدة على الفور مقاتلات جوية وقاذفات. كما أعطى الرئيس الاميركي باراك اوباما موافقته لشن الغارات شرط ان تضطلع القوات العراقية بدور اكبر في الهجوم بدلا من الميليشيات الشيعية التي تدربها وتسلحها ايران.
ومضى على بدء الهجوم من اجل استعادة تكريت مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين اكثر من ثلاثة اسابيع.
وأعلن الكولونيل ستيفن وارن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) "اؤكد ان حكومة العراق طلبت مساعدة من الائتلاف الدولي في العمليات في تكريت". واضاف ان "العمليات جارية".
وصرح مقدم في القوات العراقية الخاصة لوكالة الصحافة الفرنسية ان "قوات الائتلاف الدولي قصفت أربع مناطق في وسط مدينة تكريت". وتابع أن "القصف بدأ بعيد المساء وكان مستمرا بشكل متقطع". وقال ان الغارات الجوية اصابت منطقة محيطة بمجمع احد القصور وبالقرب من مستشفى تكريت.
من جهتهم، اشار مسؤولون اميركيون الى ان المقاتلات تقصف اهدافا "محددة مسبقا"، مؤكدة ان نطاق العملية "ليس ضخما بل يشبه غارات اخرى فوق العراق وسوريا".
وفي نهاية الاسبوع الماضي، بدأت مقاتلات وطائرات بدون طيار اميركية القيام بطلعات استطلاعية لدعم العملية في تكريت.
وتشارك دول اخرى ضمن الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة في الغارات الجوية، إلا ان المسؤولين لم يحددوا ماهيتها.
وأعلن اللفتنانت جنرال جيمس تيري المشرف على القيادة المكلفة الجهود الحربية الاميركية، ان "هذه الغارات تهدف الى تدمير مواقع لتنظيم داعش بدقة وتفادي سقوط ضحايا ابرياء من العراقيين وتجنب إلحاق أضرار بالبنى التحتية.. وذلك من شأنه تعزيز قدرة القوات العراقية تحت القيادة العراقية على المناورة والانتصار على التنظيم في تكريت".
ومع ان الولايات المتحدة وقوات الائتلاف الدولي شنت غارات في مناطق اخرى من العراق، إلا ان الحكومة العراقية لم تطلب من قبل مساعدة من واشنطن في العملية الجارية في تكريت.
في المقابل، تقوم ايران بدور كبير في العملية من خلال تقديم مدفعية ونشر استشاريين للميليشيات العراقية الشيعية المشاركة في العملية. إلا ان الهجوم يراوح مكانه مع ان عدد القوات العراقية يفوق عدد مسلحي التنظيم بشكل كبير.
واعلن مسؤول دفاعي اميركي لوكالة الصحافة الفرنسية "الآن بدأت فعلا العملية لاستعادة تكريت".
وكان وورن صرح في لقاء مقتضب مع الصحافيين في البنتاغون الاربعاء، أن الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة هو الشريك الافضل للعراق حيث "يتمتع بالثقة". مضيفا أن العراقيين كانوا واثقين من النصر عند بدء الهجوم لاستعادة تكريت في مطلع الشهر الحالي، إلا ان "القتال في الشوارع أمر صعب وبطيء" وان الائتلاف له قدرات عسكرية لا تضاهى.
وتابع وورن "اعتقد انه من المهم ان يدرك العراقيون ان اكثر ما هم بحاجة اليه في معركتهم ضد تنظيم داعش هو شريك يمكن الوثوق به". وقال ان "القدرات العسكرية المتطورة والمحترفة والتي يمكن الاعتماد عليها امور من الواضح جدا انها جزء من الائتلاف الدولي".
وبدأت العملية العسكرية لاستعادة تكريت والتي يشارك فيها آلاف الجنود العراقيين وعناصر الشرطة وقوات الحشد الشعبي وغالبيتهم من الميليشيات الشيعية في الثاني من مارس (اذار).
وشددت الادارة الاميركية على انها لا تقوم بتنسيق العمليات العسكرية بشكل مباشر مع ايران، كما ان البلدين يتحركان في مناطق مختلفة من العراق.
إلا ان الطلعات الاستطلاعية والغارات الاميركية على تكريت دليل على انتقال واشنطن نحو تعاون اكبر مع طهران ولو بشكل غير مباشر؛ وذلك بالرغم من الريبة الشديدة بين البلدين.
وفي الوقت الذي تجد فيه الولايات المتحدة نفسها في مواجهة عدو مشترك مع ايران في العراق، فان السعودية شنت الاربعاء غارات ضد مواقع للحوثيين المدعومين من ايران في اليمن ضمن عملية "عاصفة الحزم"، التي تشارك فيها دول أخرى دفاعا عن الشرعية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.