وزير الخارجية اليمني يطالب بتدخل عسكري عربي من كل الدول الراغبة إضافة للخليج ومصر

رياض ياسين لـ («الشرق الأوسط»): إيران زودت الحوثيين بتجهيزات لإطلاق صواريخ باتجاه عدن

رياض ياسين
رياض ياسين
TT

وزير الخارجية اليمني يطالب بتدخل عسكري عربي من كل الدول الراغبة إضافة للخليج ومصر

رياض ياسين
رياض ياسين

حذر وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، من التأخر في إنقاذ اليمن، مؤكدا أن التدخل الحالي سيكون أقل تكلفة من الانتظار لترتيب التحرك العربي العسكري، وكشف في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» عن تسليم إيران جماعة الحوثي تجهيزات لصواريخ استولت عليها لإطلاقها باتجاه عدن، مشيرا إلى أن الحوثيين على مشارف مضيق باب المندب بعد الاستيلاء على ميناء المخاء.
وقال إنه أبلغ الأمين العام للجامعة العربية بكل الأوضاع الخطيرة التي يتعرض لها اليمن، وقد وعد بإجراء المشاورات اللازمة مع كل الدول العربية لاتخاذ القرار المناسب دون إبطاء أو تأخير. وإلى أهم ما جاء بالحوار:
* هل غادر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عدن استعدادا للوصول والمشاركة في القمة العربية؟
- مشاركة الرئيس عبد ربه منصور هادي أكيدة في القمة العربية، أما خط سيره ومتى يصل ومتى يغادر لا أحد يعرفها.
* هل سيخرج ويدخل عدن بضمانات عربية وخليجية كما تردد؟ حتى يأمن هجوما حوثيا متوقعا؟
- توجد ترتيبات لوجستية يتم الإعداد لها.
* دعوتم لتدخل عسكري عربي في اليمن عبر قوة عربية مشتركة.. كيف ترى إمكانية تحقيق ذلك؟ وهل يمكن أن يتحول لتدخل دولي؟
- نحن مع طلب قوة عربية تتكون من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، والانضمام مفتوح لمن يرغب من كل الدول العربية، لأننا نريد أن تتحمل الدول العربية مسؤوليتها ولا تتوقف متفرجة في مثل هذه الظروف الصعبة، لأن ذلك يعني أن السيطرة الإيرانية قد أحكمت على مضيق باب المندب.
* هل كما تردد أن الحوثي وصل إلى ميناء المخاء القريب من المضيق؟
- الحوثي يقترب من مضيق باب المندب وهو موجود بالفعل في ميناء المخاء الذي يبعد عن المضيق بنحو 10 أو 15 كيلومترا.
* مع سيطرة الحوثيين على المضيق ما هو السيناريو المتوقع؟ هل سيدخلون إلى عدن؟
- جماعة الحوثي استولت على منظومة صواريخ يمنية وكانت تنقصهم بعض الأجهزة لتشغيلها، وعليه سلمتهم إيران بعض التجهيزات حتى تمكنهم من تشغيل هذه الصواريخ وتوجيهها نحو عدن، وهذا ما يشكل خطورة كبيرة، لذلك الآن نطلب وبسرعة شديدة فرض حظر جوى على الطيران، وأيضا مراقبة الأجواء اليمنية من أي طائرات تحاول الدخول إليها.
* ألا ترى أن استدعاء قوات للدفاع عن اليمن سيجعل الحوثي يستعين أيضا بإيران بشكل أكبر ومن ثم تدور حرب عربية - إيرانية على أرض اليمن؟
- لا أتوقع هذا السيناريو، لأن إيران ما زالت تحارب من خلال ميليشيات حوثية، لكن إذا استطعنا أن نبقي على الشرعية داخل اليمن، وتم وقف تدفق السلاح الإيراني، يمكن عمل شيء باتجاه الإنقاذ، أما إذا سقطت الشرعية وتحركت الدول العربية بعد 6 أشهر أو أي مدة عندها ستكون إيران أكثر تمكنا، والآن سيكون أي تدخل عسكري أقل تكلفة، لأن الدعم الإيراني ما زال محصورا في بعض الميليشيات الحوثية وبعض الطيارين الإيرانيين وذوى الخبرات البسيطة، ولو انتظرنا أشهرا حتى نرتب أمورنا وما شابه ذلك، فسوف يأتي المدد من إيران بشكل كثيف وسيكون من الصعوبة بالفعل إعادة اليمن إلى مكانه الطبيعي.
* هل هناك وساطة أو حوار مع إيران للكف عن تدخلها في اليمن؟
- لا أعتقد ذلك، وهناك إدانة كاملة من جميع أنحاء العالم على ما تقوم به إيران وجماعة الحوثي في اليمن، وكل دول العالم أدانت ما تقوم به الميليشيات الحوثية وأوقفت الاتصال الدبلوماسي وسحبت سفارتها، وقد تحولت صنعاء إلى مدينة مهجورة بعد انتقال الشرعية إلى عدن، ورغم ذلك تحاول هذه الجماعة محاصرة عدن والشروع في ضربها.
* لماذا قبل الحوثي الحوار في قطر والتوقيع في الرياض ثم أعلن رفضه وفق ما أعلنه جمال بنعمر المبعوث الأممي لدى اليمن؟
- لا أعتقد أن الحوثيين وافقوا على أي شيء، هم يرفضون الحوار ويرغبون في خلق واقع جديد على الأرض عبر قوة السلاح ويقبلون فقط بحوار تحت سيطرتهم في صنعاء، وقد جربنا نتائجه وجلساته التي كانت تتم تحت تهديد السلاح وفرض الإقامة الجبرية على الرئاسة والحكومة، فأي حوار يريد الحوثي.
* ماذا تنتظرون من القمة العربية وقد كان لكم لقاء منذ قليل مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي؟
- وجدنا تفهما كبيرا وتفاعلا من الأمين العام وسوف يبدأ باتصالاته من أجل دعم الشرعية في اليمن.
* هل هناك اتجاه لأن يكون موضوع اليمن شأنا خليجيا في المتابعة والتنفيذ كما تردد؟
- الآن، موضوع اليمن أصبح كبيرا ويشكل الأساس الأصعب على الساحة العربية والمشهد العربي بحكم ما يحدث على الأرض، لذلك يجب أن يكون هناك تحرك عاجل من كل الدول العربية.
* قمت أخيرا بزيارة إلى السعودية، هل اتفقتم على تحرك محدد؟
- هناك تفهم كبير من قبل المملكة العربية السعودية ودعم كامل للشرعية المتمثل في الرئيس عبد ربه منصور هادي.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.