المغرب يعتقل 13 ضمن خلية إرهابية.. كانت تعتزم اغتيال شخصيات عامة

مكتب التحقيقات القضائية: 1354 مغربيًا انضموا للجماعات المتطرفة

المغرب يعتقل 13 ضمن خلية إرهابية.. كانت تعتزم اغتيال شخصيات عامة
TT

المغرب يعتقل 13 ضمن خلية إرهابية.. كانت تعتزم اغتيال شخصيات عامة

المغرب يعتقل 13 ضمن خلية إرهابية.. كانت تعتزم اغتيال شخصيات عامة

كشف عبد الحق خيام مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية المغربي أنه جرى اعتقال 13 متهما ضمن عملية تفكيك الخلية الإرهابية التي أعلن عنها يوم الأحد الماضي.
وقال خيام، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس بمقر المركز بمدينة سلا، إن التحقيق الأولي مع المتهمين، تحت إشراف النيابة العامة، مكن من كشف مخططاتهم الإرهابية، وحجز أسلحة نارية وكمية كبيرة من الذخيرة الحية، جرى العثور عليها في مخبأ أعد من طرف عناصر هذه الشبكة، مشيرا إلى أن أعضاء هذه الخلية يتبعون لما يسمى «ولاية الدولة الإسلامية في بلاد المغرب الأقصى - أحفاد يوسف بن تاشفين» وأنهم كانوا يستعدون لتنفيذ مخطط إرهابي خطير يستهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد.
وكانت السلطات الأمنية المغربية قد أعلنت الأحد الماضي عن تفكيك خلية إرهابية موزعة على 9 مدن، لها ارتباط بتنظيم داعش الإرهابي. وقالت وزارة الداخلية إن الخلية ضبطت بحوزتها أسلحة وكانت تستعد لتنفيذ «مخطط إرهابي خطير يستهدف استقرار المملكة». وأنه جرى العثور بأحد «البيوت الآمنة» بأغادير (جنوب)، التي جرى
إعدادها من طرف عناصر هذه الشبكة، على أسلحة نارية وكمية كبيرة من الذخيرة الحية كانت ستستعمل في تنفيذ عمليات اغتيال شخصيات سياسية وعسكرية ومدنية.
وأشار المسؤول الأمني المغربي إلى أن التحريات أكدت تورط عناصر هذه الشبكة، الذين قاموا بمبايعة «الخليفة» المزعوم لـ«داعش»، في استقطاب وتسفير شباب مغاربة إلى المنطقة السورية - العراقية للالتحاق بصفوف هذا التنظيم الإرهابي، موضحا أن المتهمين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و37 عاما، تلقوا تمويلات من الخارج، وأن الأسلحة المحتجزة مصدرها مدينة سبتة التي تحتلها إسبانيا شمال المغرب.
وبشأن المحجوزات التي جرى العثور عليها، قال خيام إن الأمر يتعلق بـ6 مسدسات أوتوماتيكية من عيارات مختلفة (7. 65 و9 ملم)، و8 حواسيب سيجري تحليلها من طرف مختبر الشرطة العلمية والتقنية، و2 من الأقراص الصلبة للحواسيب، وأجهزة مودم للجيل الثالث ومفاتيح «يو إس بي»، و18 هاتفا جوالا، و14 شريحة «جي إس إم»، ومناظير، وآلة تصوير وأقراص «سي دي» و«دي في دي».
وأبرز خيام أن هذه العملية، التي تندرج في إطار الجهود الاستباقية للتصدي للتهديدات الإرهابية، مكنت من توقيف هؤلاء الإرهابيين المشتبه بهم بكل من مدن أغادير وطنجة والعيون وأبي الجعد وتيفلت ومراكش وتارودانت وعين حرودة والعيون الشرقية. وحسب خيام فإن عناصر هذه الشبكة كانت تخطط من أجل مهاجمة عناصر أمنية للاستيلاء على أسلحتها الوظيفية، وذلك من أجل استعمالها في هذا المخطط الإجرامي.
وعرض المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، أمام وسائل الإعلام صور عملية تفكيك الخلية الإرهابية. وتظهر هذه الصور ومقاطع الفيديو، مسار المداهمات والتوقيفات التي قام بها عناصر المكتب المركزي للتحقيقات القضائية.
في السياق ذاته، أفاد مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، بأن مصالح الأمن المغربية تمكنت من تفكيك نحو 132 خلية إرهابية بين سنتي 2002 و2015. موضحا أن عمليات تفكيك هذه الخلايا مكنت من توقيف 2720 شخصا وإحباط 276 مشروع عملية إرهابية.
وأبرز المسؤول الأمني أن الإرهابيين كانوا يخططون، من خلال هذه العمليات، للقيام بـ119 عملية تفجير، وتنفيذ عمليات اغتيال بحق 109 من الشخصيات العامة، و7 عمليات اختطاف، فضلا عن 41 عملية سطو مسلح.
وبشأن المقاتلين المغاربة في صفوف الجماعات الإرهابية، أشار خيام إلى أن عددهم بلغ 1354 شخصا، من بينهم 220 معتقلا سابقا و246 شخصا قتلوا في سوريا و40 في العراق، مضيفا أن 156 شخصا عادوا إلى المملكة. وأكد خيام أن 185 امرأة التحقن بدورهن بتنظيم داعش الإرهابي مرفقات بـ135 طفلا، معربا عن أسفه لخروج هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين التحقوا في مقتبل عمرهم بمخيمات التدريب، مذكرا أن هذه العمليات تندرج في إطار مكافحة الإرهاب التي تنجز بتنسيق وثيق بين مختلف مصالح الأمن المغربية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».