رايس تلتقي الخطيب وتؤكد على ضرورة رحيل الأسد وانتقال سياسي في سوريا

مطالب بـ«جنيف3» للخروج من حالة الركود

أحمد معاذ الخطيب («الشرق الأوسط»)
أحمد معاذ الخطيب («الشرق الأوسط»)
TT

رايس تلتقي الخطيب وتؤكد على ضرورة رحيل الأسد وانتقال سياسي في سوريا

أحمد معاذ الخطيب («الشرق الأوسط»)
أحمد معاذ الخطيب («الشرق الأوسط»)

أكدت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس التزام بلادها بتحقيق انتقال سياسي في سوريا من خلال التفاوض ووضع الأسس لتشكيل حكومة أكثر شمولية.
وأعلن البيت الأبيض أمس، عن اجتماع رايس مع أحمد معاذ الخطيب الرئيس الأسبق لائتلاف المعارضة السورية، الاثنين الماضي. وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، إن الخطيب أوضح لرايس وجهة نظره حول التوصل لحل سياسي لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، فيما شددت رايس على أن بشار الأسد فقد كل الشرعية في حكم سوريا، وأنه لا بد أن يرحل. وأعربت مستشارة الأمن القومي عن قلقها بشأن الوضع الإنساني المتدهور في سوريا.
وأشار مصدر أميركي مسؤول إلى أن اللقاء بين رايس والخطيب تطرق إلى التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري حول إمكانية التفاوض مع الرئيس بشار الأسد، ومخرجات مؤتمري جنيف كإطار ملائم لحل الأزمة السورية. وأبدت مستشارة الأمن القومي الأميركي اهتمام بلادها بتحقيق انتقال سياسي يحافظ على مؤسسات الدولة السورية ويحمي الأقليات.
وكان معاذ الخطيب قد اجتمع بعدد من الخبراء والمسؤولين الأميركيين خلال رحلته إلى واشنطن، ودعا في كلمة ألقاها مساء الجمعة الماضي بـ«معهد واشنطن للشرق الأوسط» إلى إحياء عملية تفاوضية جيدة سماها «جنيف3»، مطالبا المجتمع الدولي بالعمل على لخروج من حالة الركود الحالية حول الأزمة السورية.
وقال الخطيب إن «إقامة مؤتمر (جنيف3) يجب أن يخرج بخيارات ومقترحات لحل الأزمة السورية، من بينها تشكيل مجلس رئاسي له صلاحيات كاملة يضم اثنين من العسكريين، أحدهما من النظام والثاني من المعارضة، إضافة إلى 3 مدنيين، واحد من النظام واثنين من المعارضة».
واتهم الخطيب النظام الإيراني باحتلال سوريا وإدارة خيوط المعارك بشكل فعلي، إلا أنه في الوقت نفسه رحب بالمشاركة الإيرانية في عمليات التفاوض لوضع حل للأزمة السورية. وحذر الخطيب من التوصل إلى تفاهمات دولية مع إيران على حساب حقوق الشعب السوري، وشدد على أن أي اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني يغفل حل الأزمة السورية، سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وشدد الخطيب على ضرورة التفاوض المباشر، وعلى اعتقاده بأن التفاوض مع النظام السوري بشكل صريح يمكن أن يؤدي إلى التوصل إلى صيغة تحقق أقل خسائر ممكنة للجميع، بما يعيد الهدوء إلى سوريا.
واشترط الخطيب استثناء كل الأشخاص المتورطين في جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.