توحد كتائب إسلامية تحت اسم «جيش الفتح لتحرير محافظة إدلب»

هدفها القضاء على القوات الإيرانية وقوات النظام وميليشيات حزب الله

توحد كتائب إسلامية تحت اسم «جيش الفتح لتحرير محافظة إدلب»
TT

توحد كتائب إسلامية تحت اسم «جيش الفتح لتحرير محافظة إدلب»

توحد كتائب إسلامية تحت اسم «جيش الفتح لتحرير محافظة إدلب»

أعلنت كتائب إسلامية عسكرية مقاتلة في ريف إدلب شمال غربي البلاد اليوم (الثلاثاء)، توحدها تحت اسم «جيش الفتح لتحرير محافظة إدلب» من قبضة قوات النظام السوري. وجاء في بيان صادر عن الكتائب المتوحدة «إن الحاجة لتحرير إدلب وحلب وباقي المدن السورية، بما في ذلك العاصمة دمشق، تتطلب تضافر الجهود للقضاء على القوات الإيرانية وقوات نظام الأسد وميليشيات حزب الله الشيعي».
ومن أبرز الكتائب التي انضوت في جيش الفتح: أحرار الشام، جبهة النصرة، جند الأقصى، جيش السنة، فيلق الشام، لواء الحق، أجناد الشام. وكانت كتيبتا صقور الشام وأحرار الشام أعلنتا توحدهما أمس للغرض نفسه.
وعلى المستوى الميداني في إدلب نفسها، دمَّر لواء جند الأقصى المعارض، دبابة متمركزة على حاجز الكنسروة التابع للقوات النظامية، بمدخل مدينة إدلب الغربي، بعد أن استهدفها بصاروخ تاو، ما أدى لمقتل طاقمها بالكامل.
كما قصف عناصر حركة أحرار الشام وفيلق الشام المعارضين، حاجزي فليون والقلعة، على الأطراف الشمالية الغريبة للمدينة، بالأسلحة الثقيلة، ما أوقع قتلى وجرحى بين صفوف القوات النظامية.
وأفاد الناشط الإعلامي، مصطفى حاج علي، من مكتب أخبار سوريا، أن حالة من «الفوضى» انتشرت بين العناصر النظامية، جراء قصف الحواجز، كما شوهدت سيارات إسعاف تنقل مصابين، إلى مشافي المدينة.
بالمقابل، قصفت القوات النظامية المتمركزة على حاجز القياسات، جنوب مدينة إدلب، بقذائف المدفعية، قرية الرامي بريف مدينة معرة النعمان، الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما أدى لجرح 4 أطفال، وأضرار مادية طفيفة في الممتلكات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.