المؤتمر الوطني الليبي العام ينفي انسحابه من حوار الصخيرات

المبعوث الأممي أشرف على حوار رؤساء البلديات في بروكسل

المؤتمر الوطني الليبي العام ينفي انسحابه من حوار الصخيرات
TT

المؤتمر الوطني الليبي العام ينفي انسحابه من حوار الصخيرات

المؤتمر الوطني الليبي العام ينفي انسحابه من حوار الصخيرات

نفى ممثلو المؤتمر الوطني العام في الحوار الليبي بمنتجع الصخيرات المغربية وجود أية نية لديهم للانسحاب من الحوار، وعبروا خلال مؤتمر صحافي عقدوه أمس، عن تفاؤلهم بشأن قرب إيجاد حل للأزمة الليبية.
وأكد محمد معزب، عضو المؤتمر الوطني المشارك في حوار الصخيرات، أن فريق الحوار لم يغادر المغرب، وأنه ينتظر رد المؤتمر الوطني العام على التقارير التي أرسلها له حول سير الحوار والأفكار المطروحة فيه والنتائج التي حققها حتى الآن. وأوضح معزب أن المؤتمر الوطني العام سيعقد اليوم، جلسة لمناقشة وثائق الحوار، خصوصًا وثيقة الترتيبات الأمنية والمقترحات بشأن حكومة الوحدة الوطنية.
وعبر معزب عن تفاؤله بشأن قرب التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية. وقال: «لامسنا تفهما كبيرا لمقترحنا من طرف المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، برناردينو ليون، الذي يسعى إلى إيجاد حل شامل يرضي كل الأطراف ويضع حدا بشكل نهائي للأزمة».
وأضاف معزب أن المؤتمر الوطني يتخوف كثيرا من أن تسفر جولة الحوار عن حلول جزئية قد لا تؤدي إلى استتباب السلام والأمن في ليبيا بشكل دائم، وتؤدي بالتالي في حال فشلها إلى تجدد النزاعات المسلحة.
وحول الحل الشامل الذي يقترحه المؤتمر الوطني، أشار معزب إلى أنه يتضمن إحداث 3 مؤسسات، مجلس رئاسي يتولى الأمور السياسية وقيادة البلاد، وبرلمان من غرفتين يضم مجلس النواب في طبرق والمؤتمر الوطني في طرابلس، بالإضافة إلى حكومة التوافق الوطني التي يجري التفاوض بشأنها حاليا في مدينة الصخيرات جنوب العاصمة المغربية.
ويرى المؤتمر الوطني أن البرلمان المكون من غرفتين سيضطلع بالمهام التشريعية، وسيشكل لجانا مشتركة بين المجلسين لحل القضايا المستعصية. غير أن هذا الاقتراح يواجه تمسك مجلس النواب في طبرق بكونه الهيئة التشريعية الوحيدة في ليبيا، وتعبيره عن عدم استعداده للتنازل عن صلاحياته لأي طرف.
في غضون ذلك، توجه المبعوث الأممي برناردينو ليون صباح أمس إلى بروكسل، حيث أشرف على حوار رؤساء البلديات الليبية. فيما أكد عضو المؤتمر الوطني العام محمد معزب أن ليون سيحل قريبا بطرابلس لمناقشة تفاصيل الحل الشامل الذي يقترحه المؤتمر الوطني العام.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.