استبق الرئيس الأفغاني أشرف غني زيارة رسمية للولايات المتحدة بالعمل على ملفات داخلية وخارجية مهمة؛ فبينما ركز غني على «المصالح المشتركة» بين الولايات المتحدة وأفغانستان في مكافحة تهديدات المتطرفين في مقابلة تلفزيونية أمس، كشف أسماء مرشحين للانضمام إلى حكومته مساء أول من أمس. وجاءت هذه الخطوات قبيل مغادرة غني ورئيس الهيئة التنفيذية عبد الله عبد الله إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية من 4 أيام. وصرح غني في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية: «هناك مصالح مشتركة يمكن تعدادها الآن بكل وضوح» بين الولايات المتحدة وأفغانستان بعد سنوات من الالتزام العسكري الأميركي في البلاد. وقال: «إذا تفوقت علينا التهديدات التي نواجهها يوميا، لا سمح الله، فإنها ستهدد العالم أجمع».
ولفت الرئيس الأفغاني إلى أن قوات الأمن الأفغانية باتت «على خط الهجوم» بعد انسحاب القوات القتالية الأميركية، مضيفا: «أعداؤنا كانوا يراهنون على انهيار السلطة»، لكن «طيلة الأشهر الستة الأخيرة، أظهرت القوى الأمنية الأفغانية فعلا قوتها». وسيتطرق غني مع الإدارة الأميركية إلى المسألة الشائكة المتعلقة بالمصالحة مع طالبان، وكذلك إلى مستقبل المساعدة المالية الممنوحة لأفغانستان بعد 2017 بالإضافة إلى الجدول الزمني لانسحاب القوات الأميركية.
ويبقى في أفغانستان حاليا نحو 10 آلاف جندي أميركي. ويتوقع أن يتم خفض عديدهم إلى 5500 بحلول نهاية العام، لكن واشنطن قد تبطئ وتيرة الانسحاب لدعم الحكومة الأفغانية خلال موسم المعارك المقبل. وعلى الصعيد الداخلي، نشر غني مساء أول من أمس لائحة جديدة تضم 16 اسما لاستكمال تشكيل حكومته، وذلك بعد رفض البرلمان نهاية يناير (كانون الثاني) ثلثي الوزراء الذين اقترحهم. وكان تعيين الوزراء مطلبا أساسيا من واشنطن. وبعد أكثر من 6 أشهر من تنصيب الرئيس غني، لم يمنح البرلمان الثقة إلا لثمانية وزراء من 25 وزيرا في يناير. وأثار هذا البطء في تشكيل الحكومة مخاوف بشأن الاستقرار السياسي في أفغانستان في الوقت الذي سحب فيه الحلف الأطلسي قواته المقاتلة نهاية العام الماضي. ويتعين أن يحصل الوزراء الستة عشر الذين توافق عليهم الرئيس غني ورئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله، على ثقة البرلمان. وتنفيذا لوعد الرئيس هناك 4 نساء بين الوزراء الستة عشر، وهن دلبار نزاري في وزارة المرأة، وسلامات عظيمي في مكافحة المخدرات، وفريدة مهند في التعليم العالي، ونسرين أورياخيل في العمل والشؤون الاجتماعية. وفي المقابل لم يتم نشر أي اسم لوزارة الدفاع المهمة، في الوقت الذي حل فيه «موسم المعارك» بين قوات الأمن ومتمردي طالبان.
ومن جهة أخرى، انشغلت أوساط حقوقية أمس بقصة أفغانية بريئة قتلها حشد غاضب على مرأى من الشرطة في العاصمة الأفغانية الأسبوع الماضي بزعم إحراق نسخة من المصحف. وقال كبير المحققين الجنائيين في أفغانستان أمس إن الضحية لم ترتكب هذا الجرم.
وأظهرت لقطات صورت بالهاتف المحمول وتناقلتها مواقع تواصل اجتماعي أن الشرطة لم تتدخل لإنقاذ فرخندة، وعمرها 27 عاما، التي تعرضت للضرب بالعصي ثم أشعل حشد من الرجال النار فيها في وسط كابل في وضح النهار الخميس الماضي.
وقال الجنرال محمد ظاهر في جنازة فرخندة أمس: «راجعت الليلة الماضية جميع المستندات والأدلة مرة أخرى، لكني لم أجد أي دليل يشير إلى أن فرخندة أحرقت القرآن الكريم.. فرخندة بريئة تماما». وتعهد ظاهر بمعاقبة جميع المشاركين في الجريمة، وقال إنه جرى بالفعل اعتقال 13 أفغانيا بينهم 8 من رجال الشرطة. وأدان الرئيس الأفغاني ومسؤولون آخرون قتل فرخندة، لكن الجريمة لاقت استحسان أطراف أخرى، من بينها رجل دين متشدد بارز، أكد على حق هؤلاء الأشخاص في الدفاع عن معتقداتهم مهما كان الثمن.
غني يستبق زيارته إلى واشنطن بتعيين وزراء جدد.. والتأكيد على المصالح المشتركة
صدمة في أوساط أفغانية بعد الكشف عن براءة امرأة قتلت بتهمة إحراق نسخة من المصحف
غني يستبق زيارته إلى واشنطن بتعيين وزراء جدد.. والتأكيد على المصالح المشتركة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة