المعارضة تأسر طاقم مروحية للنظام هبطت اضطراريًا في ريف إدلب

مدير المرصد السوري يتوقع محاكمتهم بتهمة البراميل المتفجرة

عناصر من جبهة النصرة وسكان محليون يتفقدون الطائرة (المرصد السوري لحقوق الإنسان)، ورقم الطائرة المروحية التابعة للنظام التي تحطمت أمس بريف إدلب بحسب الصور التي نشرها موقع «المرصد السوري لحقوق الإنسان»
عناصر من جبهة النصرة وسكان محليون يتفقدون الطائرة (المرصد السوري لحقوق الإنسان)، ورقم الطائرة المروحية التابعة للنظام التي تحطمت أمس بريف إدلب بحسب الصور التي نشرها موقع «المرصد السوري لحقوق الإنسان»
TT

المعارضة تأسر طاقم مروحية للنظام هبطت اضطراريًا في ريف إدلب

عناصر من جبهة النصرة وسكان محليون يتفقدون الطائرة (المرصد السوري لحقوق الإنسان)، ورقم الطائرة المروحية التابعة للنظام التي تحطمت أمس بريف إدلب بحسب الصور التي نشرها موقع «المرصد السوري لحقوق الإنسان»
عناصر من جبهة النصرة وسكان محليون يتفقدون الطائرة (المرصد السوري لحقوق الإنسان)، ورقم الطائرة المروحية التابعة للنظام التي تحطمت أمس بريف إدلب بحسب الصور التي نشرها موقع «المرصد السوري لحقوق الإنسان»

أظهرت صور بثها ناشطون معارضون في سوريا يوم أمس، طاقم طائرة تابعة لقوات النظام هبطت اضطراريا في مناطق تسيطر عليها المعارضة في ريف إدلب شمال غربي البلاد، وبدا الطيار وطاقمه وقد غطت وجوههم الدماء بينما يقتادهم مقاتلون من المعارضة قالوا إنهم من قوات النظام وتم أسرهم.
وأكدت عدة مصادر متقاطعة هبوط مروحية تابعة للنظام اضطراريا لسبب غير معروف، وأوضحت «شبكة سوريا مباشر» أن مروحية تابعة لقوات النظام، لم تبين طرازها، هبطت اضطراريا بين بلدتي دير سنبل وحنتوتين الخاضعتين لسيطرة «الثوار» في جبل الزاوية بريف إدلب، وتم أسر طاقمها المكون من 5 أفراد. كما بثت الشبكة فيديو يظهر طائرة مروحية تهبط تدريجيا بشكل عمودي في منطقة مكشوفة من دون أن يظهر دخان يتصاعد منها، وهو ما يرجح فرضية هبوطها جراء عطل فني.
من جانبه، قال المرصد السوري في بيان يوم أمس الأحد بأن طائرة مروحية هبطت بشكل اضطراري في جبل الزاوية بريف إدلب في سوريا، نتيجة لعطل فني أصاب الطائرة. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والفصائل الإسلامية، تمكنوا من أسر 4 عناصر على الأقل من طاقم الطائرة المروحية التي هبطت اضطراريا بالقرب من قرية فريكة الواقعة في شمال غربي مدينة معرة النعمان بريف إدلب، بينهم قائد الطائرة الذي يتحدر من حي الخالدية بمدينة حمص، إضافة لمساعده. فيما لا يزال مجهولا مصير عنصر آخر كان على متن الطائرة المروحية، التي كان على متنها 6 عناصر على الأقل. وأكد رامي عبد الرحمن مدير المرصد لـ«الشرق الأوسط» إعدام عنصر آخر من قبل الأهالي المسلحين بإطلاق النار عليه قرب مكان سقوط الطائرة، وأن «القتل ربما هو ردة فعل شعبية على رمي هذا النوع من الطائرات للبراميل المتفجرة على المدنيين في القرى والبلدات والمدن السورية».
وأضاف أنه تم اقتياد بقية الأسرى إلى مقرات لجبهة النصرة والفصائل الإسلامية. ويتوقع مدير المرصد أن الفصائل ستفاوض عليهم أو ستحاكمهم، رغم أنه يميل للخيار الثاني، بسبب الآثار الوخيمة التي تنتج عن رمي البراميل المتفجرة.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت سابق، إلقاء طائرات النظام المروحية 5335 برميلا متفجرا، على عدة مناطق في محافظات ريف دمشق، حلب، حمص، حماه، الحسكة، القنيطرة، دير الزور، إدلب، درعا واللاذقية منذ فجر 20 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2014، وحتى فجر 20 مارس (آذار) الجاري.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».