«أسايش» سوريا.. قوات أمن داخلي أولويتها الحالية مواجهة «داعش»

قائدها لـ «الشرق الأوسط»: ننتشر في 16 مدينة كردية داخل سوريا ونغطي كل الجبهات

«أسايش» سوريا.. قوات أمن داخلي أولويتها الحالية مواجهة «داعش»
TT

«أسايش» سوريا.. قوات أمن داخلي أولويتها الحالية مواجهة «داعش»

«أسايش» سوريا.. قوات أمن داخلي أولويتها الحالية مواجهة «داعش»

برز أخيرا دور أساسي لقوات «الأسايش» في المناطق الكردية داخل سوريا بعد ورود أخبار متلاحقة عن حملات اعتقالات تقوم بها في صفوف المدنيين الأكراد لإجبارهم على التجنيد الإلزامي. وتتبع «الأسايش»، والتي هي كناية عن قوات أمن داخلي وشرطة، لحزب الاتحاد الديمقراطي، تماما كـ«وحدات حماية الشعب» التي تعتبر الجناح العسكري للحزب السياسي.
ورغم أن المهام المتعارف عليها لـ«الأسايش» ترتكز على «الحفاظ على النظام العام والسلم الأهلي وتنظيم حيازة الأسلحة ومنع الظواهر المخلّة بالآداب والأخلاق العامة»، فهي تعطي الأولوية حاليا لدعم وحدات حماية الشعب بمواجهة «داعش». وهو ما يؤكده قائد هذه القوات جوان إبراهيم، رافضا تحديد عددها باعتبار أن المعلومة «سرية وأمنية وعسكرية». وقال إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «عددنا كبير بلا شك وننتشر في 16 مدينة سورية كردية، ونغطي كل الجبهات حيث تقاتل وحدات حماية الشعب فندعمها ونساندها بآلاف العناصر للتصدي وبشكل مباشر لإرهابيي داعش».
وأشار إبراهيم إلى أن قوات «الأسايش» تشكلت مع بداية الثورة في سوريا قبل نحو 4 سنوات بهدف «سد الفراغ الأمني الذي نشأ نتيجة غياب وضعف وانهيار النظام السوري ومؤسساته»، لافتا إلى أنّه كان «لا بد من قوات تملأ الفراغ الأمني وتفرض الاستقرار وتكافح الجريمة المنظمة والإرهاب على حد سواء». وشدّد إبراهيم على أن المرأة «جزء أساسي لا يتجزأ من قوى الأمن الداخلي، ولولاها لما كان هناك أسايش». وأضاف: «هي موجودة في كل القيادات والإدارات والوحدات، كما أننا لا نداهم أي منزل إذا لم تكن العناصر النسائية بالمقدمة».
هذا، وينص قانون إنشاء الأسايش على المهام المولجة تنفيذها ومنها، الحفاظ على المؤسسات المدنية وحماية الممتلكات العامة والخاصة، حماية التراث وسلامة الأماكن المقدسة والآثار، مكافحة التهريب بكل أشكاله، كالبحث والتحري في حالات الجرم المشهود والتحقيق فيها، وتنفيذ كل القرارات والأحكام والبلاغات والتعاميم والأوامر الصادرة عن الجهات الإدارية والعدلية، وتلقي الإخبار والشكاوى، والتدخل الفوري وتنظيم وضبط سير المركبات داخل التجمعات السكنية وخارجها.
أما «وحدات حماية الشعب» الكردية (واي بي جي)، فتعرّف عن نفسها بكونها «تناضل من أجل تحقيق حرية جميع القوميات السورية وتنظم نفسها للوقوف في وجه أي تدخل خارجي وداخلي وتتطلع إلى الدفاع المشروع كمهمة أساسية لها». وتؤكد الوحدات، التي أسست عام 2012. أنها «قوة عسكرية وطنية غير مرتبطة بأي قوة سياسية وتخضع لقرارات الهيئة الكردية العليا»، إلا أنه ينظر إليها بشكل عام على أنها الفرع العسكري لحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي»، وتنشط في المناطق التي تسكنها غالبية من الأكراد في سوريا، وتحديدا شمال وشمال شرقي البلاد.
ووفقا للنظام الداخلي لـ«قوات حماية الشعب»، يجب أن تبلغ الحصة (الكوتا) النسائية في «الوحدات» على الأقل 40 في المائة. وقد تأسست «وحدات حماية المرأة» في منتصف عام 2012، وأصدرت حينها بيانا أكدت فيه أن «مقاتلاتها قاومن في الخنادق الأمامية بشجاعة بدءا من عفرين (في شمال غربي سوريا) وإلى حلب وكوباني (عين العرب) والجزيرة، ليكسرن النظرة التي كانت تحط من إمكانية المرأة في النضال».
وتتعامل تركيا مع «وحدات حماية الشعب» على أنها فرع من فروع حزب العمال الكردستاني، وترى في محاولات الأكراد فرض حكم ذاتي في المناطق الكردية في سوريا «خطوات خطيرة». ولا يزال الأكراد يرفضون الحديث عن سعيهم لإقامة دولة خاصة بهم وحكم ذاتي ويؤكدون أن المؤسسات الكردية القائمة حاليا «هي نتيجة استمرار الأزمة التي تعصف في البلاد منذ العام 2011 وهدفها تسهيل أمور المواطنين اجتماعيا واقتصاديا وإداريا والأهم حمايتهم ودحر المجموعات المتطرفة عنهم كما حصل في كوباني (عين العرب)».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».