أبلغ سياسي عراقي مطلع «الشرق الأوسط»، شريطة عدم الإشارة إلى اسمه، أن «ارتفاع وتيرة النبرة الأميركية ضد الحشد الشعبي الذي يقوم دون شك بدور مهم في القتال ضد (داعش) يثير قلق الحكومة التي تسعى إلى عدم إغضاب واشنطن لصالح طهران، لا سيما أن العراق بحاجة ماسة إلى الدعم الأميركي أو إزعاج قيادات الحشد الشعبي التي باتت تملك نفوذا على الأرض يتفوق على الجيش».
وأضاف المصدر السياسي أن «هناك عدم رضا لدى قيادات عسكرية ميدانية مما يحصل في جبهات القتال بسبب تنازع الصلاحيات حينا أو عدم التنسيق في أحيان أخرى». وأوضح السياسي العراقي أن «الزيارة المقبلة لرئيس الوزراء حيدر العبادي إلى واشنطن خلال الشهر المقبل سوف تكون هامة على صعيد إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بين البلدين».
وكان المصدر يعلق على الهجوم الذي شنه في تصريحات نشرت أمس الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، الجنرال ديفيد بتريوس، على الحشد الشعبي قائلا: «إن الخطر الحقيقي على استقرار العراق على المدى الطويل يأتي من ميليشياته المدعومة من إيران، وليس من تنظيم داعش».
وتأتي تصريحات بترايوس وسط تجاذبات حادة بين واشنطن وبين زعيم منظمة بدر، هادي العامري الذي يتشارك في قيادة فصائل الحشد الشعبي مع أبي مهدي المهندس، ممثل الجنرال قاسم سليماني في العراق. وكان العامري اتهم واشنطن بعدم الجدية بتسليح القوات العراقية والامتناع عن تجهيزها بعربات مدرعة خلال المعارك الأخيرة مع تنظيم داعش، على الرغم من طلبات الحكومة العراقية.
وفي هذا الصدد أعلنت السفارة الأميركية في بغداد في بيان لها استمرارها بدعم القوات العراقية بالمعدات العسكرية والذخيرة. وقال البيان إنه «رداً على التقارير التي تداولتها وسائل الإعلام مؤخرًا بخصوص تصريحات السيد هادي العامري، فإن من المعروف أن الولايات المتحدة الأميركية مستمرة بتزويد القوات الأمنية العراقية بالمعدات والذخيرة التي هي بحاجة ماسة لها لمحاربة (داعش)»، مؤكدا أن «الولايات المتحدة الأميركية لم ترفض أبدًا إعطاء العربات المدرعة للقوات الأمنية العراقية». وأضاف البيان أن «الولايات المتحدة الأميركية تقف إلى جانب العراق في حربه ضد (داعش)، وسنستمر في تزويد القوات الأمنية العراقية بالمعدات المتفوقة والتدريب والغطاء الجوي لضمان قيامها بإلحاق الهزيمة بـ(داعش) في أقرب وقت ممكن».
ويأتي ذلك في وقت يدخل فيه حصار مدينة تكريت ووقوف القوات العراقية على تخومها يومه التاسع فيما تتضارب الآراء والمواقف بشأن الحاجة إلى الدعم الجوي الأميركي من أجل إتمام المهمة أو عدم إلحاق الأذى بالمدنيين المحاصرين داخل المدينة المفخخة، بالإضافة إلى وصول المزيد من الإمدادات اللوجيستية، لا سيما في مجال الجهد الهندسي نظرا لعمليات التفخيخ واسعة النطاق التي قام بها مقاتلو التنظيم».
وفي هذا السياق أكد يزن الجبوري، القيادي في الحشد الشعبي عن محافظة صلاح الدين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «تكريت من الناحية العملية محاصرة من جهاتها الأربع، والقصف مستمر من قبل القوات الأمنية على أحياء تكريت والمجمع الحكومي والقصور الرئاسية». وأضاف الجبوري: «ما أستطيع قوله إن بمقدور قواتنا اقتحام المدينة لكن ذلك يعني شيئا واحدا وهو تدميرها بالكامل بمن في ذلك المدنيون الذين لم يتمكنوا من الخروج ويريد (داعش) استخدامهم دروعا بشرية»، مشيرا إلى أن «أهم ما في الأمر أن الإمدادات مقطوعة تماما عن (داعش) داخل تكريت وهو يقوم بعمليات لفك الحصار من خلال مناطق شرق بيجي أو الفتحة وهو أمر بات مستحيلا».
من ناحية ثانية كشف وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» ولأول مرة أن تنظيم داعش يستخدم طائرات من دون طيار «درون». وقال الكولونيل ستيف وارين، المتحدث باسم البنتاغون إن الطائرات الأميركية، التي تضرب مواقع «داعش» في العراق، دمرت طائرة «درون» تابعة لـ«داعش» في غرب العراق.
وأضاف وارين أن القوات الأميركية رصدت الطائرة في رحلة لمدة 20 دقيقة، قبل هبوطها بالقرب من مدينة الفلوجة، حيث وضعها مقاتلو «داعش» في سيارة. وتابع أنه عندما تحركت السيارة، أطلقت طائرات أميركية صواريخ عليها، ودمرت الطائرة، وقتلت مقاتلين كانوا داخل السيارة. واستطرد قائلا: «إنها نموذج ساذج جدا من الطائرات المسيرة عن بعد».
قلق حكومي من تصاعد النبرة الأميركية ضد «الحشد الشعبي»
حصار تكريت يدخل يومه التاسع.. والبنتاغون: تنظيم داعش يستخدم طائرات «درون» في غرب العراق
قلق حكومي من تصاعد النبرة الأميركية ضد «الحشد الشعبي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة