تشهد المناطق المحررة في محافظة نينوى عودة المئات من سكانها الذين نزحوا إلى إقليم كردستان العراق في أغسطس (آب) الماضي إبان سيطرة تنظيم داعش على هذه المناطق.
وقال قائمقام قضاء سنجار، ميسر حجي صالح، لـ«الشرق الأوسط»: «تبلغ نسبة المناطق المحررة من حدود قضاء سنجار 60 في المائة، وتضم ناحية سنونى (الشمال) أكبر ناحية على مستوى العراق، وعددا من المجمعات السكنية التابعة لها، أما القسم الآخر من سنجار فلا يزال يخضع لسيطرة تنظيم داعش، وحتى الآن عادت أكثر من 700 عائلة إلى المناطق المحررة».
وأضاف حجي صالح: «أعيد فتح كل الدوائر الحكومية في ناحية سنونى ماعدا المدارس. نحن فتحنا مكتب قائمقامية سنجار أيضا في هذه الناحية، لتقدم الخدمات إلى المواطنين، لكننا نعاني من عدم توفر الخدمات الرئيسية خاصة الطاقة الكهربائية التي كانت تأتي في السابق من قضاء تلعفر، وهذا القضاء لا يزال تحت سيطرة (داعش)». وتابع «أما بالنسبة لمياه الشرب، فقد أصلحنا بعض الآبار الارتوازية الموجودة فيها لغرض إيصال الماء إلى العائلات العائدة، كذلك استأجرنا عددا من السيارات الحوضية لتوزيع الماء عليها. وفيما يخص الخدمات الصحية، افتتحنا مؤخرا قسما من مستشفى سنونى العام، وهذه الخدمات تقدم من الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، لكن الإقليم يقدم النسبة الأكبر منها»، مؤكدا أن ناحية سنونى «أمنت بالكامل من خطر تنظيم داعش، وتم تطهيرها من العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم قبل أن ينسحب منها».
وتابع حجي صالح: أن «نحو 800 عائلة من سكان مركز قضاء سنجار والمجمعات السكنية الجنوبية التي لم تحرر لحد الآن لا تزال في جبل سنجار، وهي تعتمد على المساعدات الإنسانية التي تقدمها منظمات الأمم المتحدة ومؤسستا بارزاني الخيرية و(روانكة)».
وتمكنت قوات البيشمركة خلال عملية عسكرية واسعة بدأت في نهاية أغسطس (آب) الماضي من تحرير أكثر من 12 وحدة إدارية في محافظة نينوى، لكن كثرة العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم داعش وغياب الخدمات تسببا في تأخير عودة سكانها الذين نزحوا إلى إقليم كردستان إثر سيطرة التنظيم على مناطقهم.
من جهته قال مزاحم سعدون، مدير ناحية زمار (غرب الموصل)، لـ«الشرق الأوسط»: «عادت الحياة مرة أخرى إلى زما، بعد أن حررتها قوات البيشمركة من داعش، وتم إصلاح شبكة الطاقة الكهربائية ومياه الشرب والخدمات الرئيسية الأخرى، وأعيد دوائر الدولة فيها، وهي تستقبل المواطنين وتقدم لهم الخدمات اللازمة». وأشار سعدون إلى أن «80 في المائة من سكان زمار عادوا إليها، أي نحو 11 ألف عائلة، أما العائلات التي لم تعد فهي أما فجرت منازلها من قبل (داعش)، أولادها يدرسون في مدارس الإقليم وجامعاته»، مؤكدا «الأمن في زمار وأطرافها تحت سيطرة قوات البيشمركة وهي مؤمنة بالكامل، حتى أن هناك مناطق تابعة لناحية العياضية تم تأمينها أيضا».
لكن قضاء تلكيف (شمال الموصل) لا يزال يشهد عودة خجولة للسكان إلى المناطق التابعة لها، وفي هذا الإطار، قال باسم بلو، قائمقام تلكيف لـ«الشرق الأوسط»: «المناطق المحررة من قضاء تلكيف لم يعد إليها سكانها بعد، إضافة إلى أن هناك معاناة من غياب الخدمات الأساسية في هذه المناطق». وأضاف بلو أن المناطق المحررة من تلكيف تعتبر مناطق عسكرية والعائلات لا تستطيع الإقامة فيها باطمئنان.
عودة المئات من العائلات النازحة إلى مناطقها المحررة في محافظة نينوى
بلغت نسبة العائدين إلى بعض البلدات 80 %
عودة المئات من العائلات النازحة إلى مناطقها المحررة في محافظة نينوى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة