خبراء لـ {الشرق الأوسط} : الميزانية البريطانية «محايدة» لسوق العقار

لم تتضمن ضرائب جديدة أو قيودًا على الاستثمار العقاري في لندن أو خارجها

خبراء لـ {الشرق الأوسط} : الميزانية البريطانية «محايدة» لسوق العقار
TT

خبراء لـ {الشرق الأوسط} : الميزانية البريطانية «محايدة» لسوق العقار

خبراء لـ {الشرق الأوسط} : الميزانية البريطانية «محايدة» لسوق العقار

استطلعت «الشرق الأوسط» آراء بعض خبراء العقار في لندن حول تأثير بيان الميزانية البريطانية الجديدة على سوق العقار. وأجمعت معظم التعليقات على أنها ميزانية «محايدة» لم تأتِ بمفاجآت. واعتبر بعض الخبراء أن الجانب الإيجابي فيما يتعلق بأسواق العقار يأتي في مساعدة الحكومة لصغار المشترين الذين يدخلون السوق للمرة الأولى بإضافة دعم مباشر لحسابات التوفير الخاصة بهم.
كما أشار أحد الخبراء إلى الفوائد الإيجابية على العقارات خارج لندن مع دعم الحكومة لنشر قنوات الاتصال السريعة بالإنترنت، حيث يسهم ذلك في تشجيع بعض المشترين على العمل من مكاتب ملحقة بمنازلهم والانتقال إلى خارج العاصمة.
ويعد إعلان الميزانية هو الأخير لحكومة الائتلاف الحالية التي تقبل على انتخابات عامة في شهر مايو (أيار) المقبل. وحاول وزير الخزانة جورج اوسبورن أن يمد يد المساعدة إلى المدخرين الذي يعانون من انخفاض تاريخي في أسعار الفائدة وذلك بإعفاء فوائد حسابات الادخار من الضرائب حتى ألف جنيه إسترليني سنويا، وهو ما يفيد نسبة 95 في المائة من المدخرين. كما وعد بمنح حسابات التوفير المخصصة لشراء أول عقار منح مباشرة تصل إلى 50 جنيها لكل 200 جنيه يدخرها صاحب الحساب، وذلك من أجل تدبير مقدم شراء العقارات.
وقدم وزير الخزانة تسهيلات أخرى لحسابات التوفير المعفاة من الضرائب بحيث يمكن سحب وإيداع مبالغ فيها في أي وقت، بدلا من تجميد الإيداع فيها بعد السحب. ولم تذكر الميزانية أي ضرائب عقارية جديدة أو قيود على الاستثمار العقاري سواء في لندن أو خارجها.
وفيما يلي ردود فعل الخبراء الذين استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم بشأن انعكاس بيان الميزانية البريطانية الجديدة على أسواق العقار:
* سايمون بارنز، مستشار عقاري: انطباعي الأول عن هذه الميزانية هو أنها محايدة، على الأقل فيما يتعلق بعقارات وسط لندن الفاخرة. ولكني أعتقد أنها أيضا ميزانية إيجابية لأن الحديث عن ضرائب عقارية أو التهديد بها تراجع، وهي ضرائب تسببت في الكثير من عدم الاطمئنان وعدم الاستقرار في أسواق العقار. وكانت لمسة جيدة مساعدة صغار السن على الادخار من أجل شراء العقار الأول لهم، لأن أسواق العقار لن تنمو من دون الجيل الجديد الذي يدخل الأسواق للمرة الأولى. ولفت نظري أيضا التزام الحكومة التام بنشر قنوات «برود ب أند» العريضة لاتصالات الإنترنت في كل أرجاء بريطانيا لأن هذا سوف يسهم في تطوير العقارات الريفية خارج لندن ويفيد هؤلاء الذين يفضلون العمل من مكاتب خاصة ملحقة بمنازلهم الريفية والابتعاد عن لندن. ومع ذلك فلا بد من بعض الاهتمام بتوفير الاتصالات السريعة داخل لندن أيضا حيث تعاني بعض الأحياء من خدمات بطيئة للإنترنت والهاتف الجوال، منها منطقة مايفير التي من المفروض أن تكون أحد أحياء عاصمة المال في العالم.
* أليكس مواري مدير شركة «هانوفر» العقارية: بالنظر إلى الميزانية الأخيرة فهي لن تؤثر في أسواق العقار كثيرا. وهي بذلك أخبار نرحب لها. ونرجو أن تسهم هذه الميزانية المحايدة في خفض المخاوف من ضرائب العقارات الفاخرة المقترحة غير الحكيمة التي جرى تداولها في الماضي. وهي ميزانية مشجعة كما كان متوقعا، خصوصا أنها تأتي قبل انتخابات شهر مايو (أيار) المقبل.
* مارك باركنسون، مدير شركة «ميدلتون» العقارية: للوهلة الأولى تبدو الميزانية غير معنية بسوق العقار. والدعم المباشر المقدم لحسابات التوفير للمشترين الجدد لن يكون له تأثير مباشر على السوق في الوقت الحاضر، ولكنه قد يساعد المزيد على الشراء في السنوات المقبلة. ومن يدخل السوق الآن من المشترين الجديد يحصل على مقدم الشراء من جيل الآباء. وقد تنفس المعنيون بسوق العقار الصعداء مع عدم فرض أي ضرائب عقارية جديدة، خصوصا بعد التغييرات العميقة في ضريبة التمغة التي أعلنت في نهاية العام الماضي. ومن المتوقع أن تستقبل الطبقات الوسطى هذه الميزانية بحفاوة لأنها وجهت بعض الاهتمام للمدخرين.
* ماثيو كوب، مدير شركة «هاتون» العقارية: من الأخبار السارة ألا تكون هناك أي مفاجآت في ميزانية هذا العام، حيث جاءت خالية من أي إجراءات لها انعكاسات على قطاع العقار، خصوصا العقار الفاخر. ونحن نرحب بأي مساعدة يتلقاها المشترون الجدد، ولكن لن يكون للدعم المباشر الذي قدمته الميزانية أي انعكاسات على السوق في الوقت الحاضر. ولكن هناك جانب مهم لا يجب إغفاله وهو التسهيلات الجديدة في قانون المعاشات الذي يسمح باستبدال كل المعاش وتحويله إلى نقد، وهذا يعني أن بعض المحالين إلى المعاش يمكنهم الاستثمار في العقارات من أجل الإيجار كمصدر للدخل لهم في تقاعدهم. وهذا بدوره قد يكون له انعكاس إيجابي على أسواق العقار.
* هوارد اليستون، مدير شركة إيلزفورد الدولية للعقار: لا أرى في الواقع أي تغييرات جذرية، إلا فيما يخص الدعم للمشترين الجدد الذي سوف تكون انعكاساته محدودة على قطاع «المدخل» في السوق. وكان الاعتقاد السائد هو أن وزير الخزانة سوف يبتعد عن شبهة تقديم حوافز كبيرة قد يعدها البعض رشوة انتخابية. وقد نجح أوسبورن في تجنب ذلك تماما.
* مارك بولاك، مدير شركة «استون تشيس» العقارية: جاءت هذه الميزانية بطعم «الفانيلا» (اي بلا تأثير جذري) فيما يتعلق بقطاع العقار الفاخر الذي تتعامل فيه الشركة.
ولكن إعلان الميزانية لا يلغي الخطر القائم باحتمال فرض ضرائب جديدة على العقارات الفاخرة في حالة فوز حزب العمال بالانتخابات المقبلة. ويريد الحزب تمويل القطاع الصحي الذي يعاني من عجز متفاقم عن طريق فرض ضرائب على العقارات التي تزيد قيمتها عن مليوني إسترليني (3 ملايين دولار). وتبدو الفرص شبه متكافئة في الوقت الحاضر بين الحزبين، وقد يحتاج الحزب الفائز في الانتخابات المقبلة أن يشكل حكومة ائتلافية كما هو الحال في الحكومة الحالية المشكلة ما بين حزب المحافظين وحزب الأحرار الديمقراطيين.
ولكن الميزانية نجحت إلى حد كبير في تدعيم فرص المحافظين في الاستمرار في الحكومة، لأن الخبراء يرجحون أن فوائدها تعم على القطاعات النشيطة انتخابيا، خصوصا من الطبقات الوسطى وكبار السن. ويرجح الإعلام البريطاني أن تستفيد كل عائلة بنحو 900 جنيه إسترليني في المتوسط من تسهيلات الميزانية الجديدة. ويأتي ذلك عن طريق الحوافز الجديدة على الادخار وإلغاء الضرائب على فوائد أول ألف جنيه من الادخارات، بالإضافة إلى رفع حد الدخل الذي تفرض عليه ضرائب بنسبة 40 في المائة.
كما ألغت الحكومة البريطانية ضريبة مقترحة على الوقود كانت ستفرض في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، لتجمد بذلك ضرائب الوقود لمدة 4 سنوات.
هذه الإجراءات وغيرها سوف تجعل الناخب البريطاني يفكر مرتين قبل أن يصوت لحكومة بديلة قد تأتي بإجراءات بديلة يفقد معها الناخب البريطاني المزايا التي وعدته بها الحكومة الحالية.
وربما كانت هذه الحوافز المغرية ما دعت وزير خزانة حكومة الظل إد بول للقول إنه لن يعكس الإجراءات التي جاءت بها ميزانية أوسبورن في حال فوز حزب العمال. بينما اكتفى حزب «يو كيب» المعارض للمهاجرين الأجانب بالقول إن الميزانية أغلفت بالمرة التأثير لسلبي للمهاجرين إلى بريطانيا على فرص العمل ومستويات معيشة العمال في بريطانيا.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».