أكمل برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي عقد الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد فوز الأول على ضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي 1/صفر، والثاني على مضيفه بروسيا دورتموند الألماني 3/صفر في إياب ثمن النهائي.
وأسفرت مباراتا الذهاب عن فوز برشلونة في مانشستر 1/2، ويوفنتوس في تورينو بالنتيجة ذاتها. ولحق برشلونة ويوفنتوس بريال مدريد الإسباني حامل اللقب وأتليتكو مدريد مواطنه ووصيفه وموناكو وباريس سان جيرمان الفرنسيين وبايرن ميونيخ الألماني وبورتو البرتغالي إلى ربع النهائي الذي ستسحب قرعته اليوم.
على ملعب «كامب نو»، جدد برشلونة فوزه على مانشستر سيتي بهدف نظيف، وهي نتيجة لا تعكس مجريات اللعب إطلاقا حيث كان الفريق الكتالوني الأفضل طوال الدقائق التسعين لكن لاعبيه أضاعوا كما هائلا من الفرص على مدار الشوطين، رغم إهدار سيتي لركلة جزاء. ويسعى برشلونة إلى إحراز لقبه الخامس بعد أعوام 1992 و2006 و2009 و2011، ويبدو أنه سيكون مرشحا لذلك خصوصا في ظل المستوى الرائع الذي يظهر به نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي في الوقت الحالي حيث فرض نفسه مرة جديدة نجما للمباراة بلا منازع.
المباراة حملت الرقم 201 لبرشلونة في البطولة القارية، حيث حقق 115 فوزا حتى الآن، وبات ثالث فريق يبلغ حاجز 200 مباراة في المسابقة بعد غريمه التقليدي ريال مدريد (207 مباريات) ومانشستر يونايتد الإنجليزي (200 مباراة). وكان برشلونة أخرج سيتي من الدور ذاته في النسخة الماضية بفوزه عليه أيضا ذهابا في مانشستر 2/صفر وإيابا في كتالونيا 1/2. ويأتي تأهل برشلونة قبل الكلاسيكو المنتظر مع ريال مدريد على ملعب «كامب نو» بالذات الأحد المقبل.
ويعتقد لويس إنريكي، مدرب برشلونة، أنه لولا تألق الحارس «المدهش» جو هارت لخرج سيتي بنتيجة أسوأ بكثير. ومرر ميسي قائد الأرجنتين تمريرة رائعة لإيفان راكيتيتش ليسجل هدف المباراة الوحيد، ورغم أن النجم الأرجنتيني لم يسجل بنفسه فإنه أمتع الجمهور بلمسات وتمريرات ساحرة. لكن المدرب يعتقد أن الفريق عليه الانتباه من إهدار الفرص العديدة السانحة للتسجيل.. وقال إنريكي «هذه نتيجة رائعة بالنسبة لنا. سجلنا هدفا مبكرا ولم نتعرض لأي مخاطر، أتيحت لنا فرص عديدة لم نستغلها وهذا غير عادي في مباراة كهذه يتوقف عليها الكثير». وأضاف «لعبنا في مواجهة هارت الذي كان مستواه مدهشا ونحتاج أيضا لدقة أكثر أمام المرمى. كنا نستحق الفوز بنتيجة أكبر. سعينا للعب بصلابة أكبر في الشوط الثاني لكن في ظل رغبة سيتي للاندفاع للأمام كان علينا أن نحاول الاستفادة من ذلك وأن نسعى للتسجيل أيضا».
وبينما استحوذ ميسي على الاهتمام بعد المباراة، أشار لويس انريكي للأداء القوي من الفريق بشكل عام، وقال «ميسي هو الأفضل في العالم بلا شك، وبالنسبة لي هو الأفضل في تاريخ كرة القدم.. إنها ميزة كبيرة بالنسبة لنا بالتأكيد.. نحن سعداء ولن نحاول أبدا إخفاء ذلك. من الرائع أن يكون لديك لاعب بهذا المستوى، لكن للفوز بالألقاب يجب أن يكون الفريق خلفه، وأن نكون قادرين على اللعب معا وهو ما نجحنا فيه».
وحقق برشلونة 17 انتصارا في آخر 18 مباراة لجميع المسابقات، لكن لويس إنريكي أشار إلى أن الفشل في استغلال الفرص أمام سيتي كاد يكلف الفريق الكثير، وقال «واجهنا لاعبين مميزين لديهم القدرة على صنع هجمات وإنهائها بحسم.. كانت النتيجة متقاربة في النهاية، ولم تعكس ما حدث في المباراة».
وأكد أسطورة كرة القدم الأرجنتينية والعالمية ليونيل ميسي أنه يستمتع في الوقت الحالي بجاهزيته الفنية العالية، مشيرا إلى أن فريقه في طريقه للوصول إلى أعلى المستويات لمواجهة المرحلة الحاسمة من عمر الموسم. وقال ميسي «نحن نشعر بهدوء.. لقد حان وقت التحديات المهمة.. أشعر بأنني أؤدي بشكل جيد وأستمتع بالحالة الفنية التي وصلت إليها مثل باقي الفريق الذي يستمتع بالأداء الذي نقدمه». وأضاف «بدأنا العام بطريقة مختلفة، بشغف ورغبة أكبر.. لقد تعرضنا للحظات هبوط وارتقاء لكننا سنعود لأفضل مستوياتنا».
وتحدث ميسي عن لقاء الكلاسيكو الذي يجمع فريقه يوم الأحد المقبل مع غريمه التاريخي ريال مدريد، وقال «إنه فريق كبير جدا ولديه لاعبون رائعون، وعلينا أن نظهر له أقصى درجات الاحترام.. في مثل تلك اللحظات يظهر ريال مدريد في أقوى صورة على الإطلاق.. سنحاول أن نفرض أسلوب لعبنا والفوز بالمباراة».
وبدوره، أشاد راكيتيتش نجم خط وسط برشلونة وصاحب هدف الفوز بمهارات ميسي السحرية، وقال «إنه رائع.. ما يقوم به أمر لا يصدق.. حتى لاعبو مانشستر سيتي استمتعوا به». وأضاف «لقد أدينا عملا رائعا واستمتعنا داخل الملعب.. نرغب في الاستمرار على هذا المنوال»، نحن نعيش لحظات رائعة ونرغب في أن نستفيد منها في الكلاسيكو.. جميعنا يريد خوض هذه المباراة.. سنكون مستعدين جميعا يوم الأحد بشكل كامل».
ومن ناحيته، أعرب جوسيب ماريا بارتوميو، رئيس برشلونة، عن سعادته بتقدم ناديه خطوة جديدة للأمام في مشوار بطولة دوري أبطال أوروبا، وقال «الهدف كان الوصول إلى دور الثمانية.. نحن سعداء للغاية.. أفضل لاعب في المباراة كان حارس مرمى المنافس.. لقد كانت مباراة رائعة بالنسبة للجماهير». وتحدث بارتوميو أيضا عن ميسي، قائلا «إنه يتحسن من مباراة لأخرى.. يمكننا أن نفخر بخط هجومنا». وعن وجود جوسيب غوارديولا، المدير الفني السابق لبرشلونة والحالي لبايرن ميونيخ الألماني، في مدرجات الكامب نو، أكد بارتوميو «لقد جاء مشجعا للفريق، واستمتع بالمباراة مثل أي مشجع للفريق الكتالوني».
في المقابل، أعرب التشيلي مانويل بيليغريني، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، عن خيبة أمله لخروج فريقه من دوري الأبطال، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أنه لا يعتبر هذا الإقصاء «فشلا». وقال بيليغريني «لا أعتبره فشلا.. ربما يكون خيبة أمل.. من سوء الحظ أن تتأهل إلى دور الستة عشر ثم تواجه برشلونة خلال عامين متتاليين.. أشعر بالإحباط لأنه سنحت لنا فرص لتغيير التاريخ لكن برشلونة كان الأقوى». وأشاد بيليغريني بأداء ميسي الذي قام بالتمريرة الحاسمة التي أحرز منها راكيتيتش هدف المباراة الوحيد، وقال «عندما يمتلك ميسي الكرة يحدث الارتباك في صفوف المنافسين، بالإضافة إلى قدرته على خلق مساحات لزملائه.. حاولنا السيطرة عليه بأفضل طريقة ممكنة.. وعندما كنا نحصل على الكرة كنا لا نتمكن من تحريكها كما نريد».
وتطرق بيليغريني للحديث عن مباراة الكلاسيكو القادمة بين ريال مدريد وبرشلونة يوم الأحد المقبل، حيث قال «الفرق تمر بلحظات متباينة.. ريال مدريد كان الأفضل قبل شهر مضى، بينما كان برشلونة يعاني من أزمة.. الأمور تتغير في ظل وجود لاعبين كبار».
من جهته، اعترف جو هارت، حارس مانشستر سيتي، بأن فريقه خرج من دور الستة عشر أمام فريق ساحر، وقال «خرجنا من البطولة أما فريق ساحر للمرة الثانية في عامين. سينال برشلونة الكثير من التصفيق وعبارات الاستحسان، لكننا أهدرنا فرصة كبيرة بإضاعة ضربة الجزاء». وأضاف «سدد برشلونة على مرمانا كثيرا في هذه المباراة. كنت منهمكا في التصدي للمحاولات المتكررة. كانت مباراة حافلة بالفرص، حاولت فقط كبح جماحهم. يبحثون دائما عن التمرير، وعلى المنافس أن يدفعهم للتسرع».
* يوفنتوس يدمر دورتموند
* وعلى ملعب «سيغنال آيدونا بارك»، عمق يوفنتوس جراح بروسيا دورتموند وجدد الفوز عليه بعد تألق نجميه الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي سجل ثنائية والإسباني ألفارو موراتا الذي سجل هدفا (3/صفر). وكان تيفيز وموراتا سجلا هدفي الفوز ذهابا في تورينو أيضا (1/2) ليكون الفريق الإيطالي قد تأهل بمحصلة غير متوقعة (1/5).
وسبق أن التقى الفريقان في المباراة النهائية للبطولة عام 1997، وكان اللقب في حينها من نصيب دورتموند الذي تغلب على منافسه 1/3. وعزز يوفنتوس سجله في مواجهة الفرق الألمانية رافعا رصيده إلى 13 فوزا و3 هزائم. وقدم يوفنتوس أفضل عروضه أوروبيا منذ سنوات، وكان تيفيز نجما فوق العادة بإحرازه هدفين وصناعته للثالث، لكن اللاعب الأرجنتيني لم يشأ المبالغة في تقدير ما حدث، وقال إنه فقط قام بواجبه.
وأظهر تيفيز تألقا كبيرا وهو يرفع حصيلته من الأهداف إلى ثلاثة في جولتي الذهاب والإياب، وارتسمت البسمة على وجه النجم الأرجنتيني الفائز باللقب الأوروبي مع مانشستر يونايتد في 2008 وهو يحتضن زملاءه وبدا سعيدا بعد المباراة. وقال «النصر لا يعود لي وحدي بل لكل الفريق الذي قدم مباراة رائعة.. هذا هو أهم شيء.. أنا فقط قمت بواجبي وفاز الفريق».
وأقر اللاعب البالغ من العمر 31 عاما بأن حياته أسهل في يوفنتوس الذي ضمه في 2013 عما كانت عليه في إنجلترا حيث لعب في ويستهام يونايتد وفي مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد.
وفاجأ تيفيز، الذي توج بطلا للدوري الإيطالي مع يوفنتوس الموسم الماضي، الفريق الألماني المضيف بتسديدة هائلة في الشباك بعد خمس دقائق من البداية. وبعدها صنع الهدف الثاني لألفارو موراتا في الدقيقة 70 ثم أكمل الثلاثية بهدفه الشخصي الثاني بتسديدة أخرى لا تقل قوة من خارج منطقة الجزاء. وقال تيفيز «كانت مباراة كبرى من جانبنا. دوري أبطال أوروبا هي أصعب مسابقة على الإطلاق، لكننا نسير على الطريق الصحيح».
من جهته، أعرب موراتا عن سعادته بالفوز وتسجيله هدفا من الثلاثية، وقال «اتسم أداؤنا الهجومي بالحدة في هذه المباراة.. تيفيز كان رائعا بالفعل. قدم لي هذا الهدف على طبق. سجل هدفا مبكرا للغاية في المباراة ليضعف آمال دورتموند وجماهيره. كانت أفضل بداية ممكنة لنا في هذه المباراة».