في حين أكد مكتب رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أمس أن معركة تحرير تكريت تسير وفق برنامج معد وترتيب مسبق نافيا بذلك ما جرى الحديث عنه بشأن توقف المعارك، ألقت طائرات القوة الجوية العراقية صباح أمس منشورات على مدينة الموصل أكدت فيها قرب انطلاق عملية عسكرية لتحرير المدينة.
وطبقا لبيان صادر عن وزارة الدفاع، فإن المنشورات تضمنت رسالة إلى أهالي الموصل تؤكد أن «الموعد حل لطرد الدواعش الكفرة المتخلفين من أرضكم الطاهرة» وإن «قواتكم المسلحة قريبة منكم وعلى أتم الاستعداد بعون الله للمساهمة معكم في قبر الدواعش إلى الأبد». وجاء في المنشورات أيضا أن «إخوانكم في صلاح الدين لقنوهم درسا لن ينسوه وأنتم كذلك ستفعلون».
وفي إطار التحضيرات الخاصة بمعركة الموصل التي يرشحها المراقبون السياسيون لأن تكون حاسمة في سياق الحرب على تنظيم داعش، فإن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري بحث التحضيرات الخاصة بمعركة الموصل مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس. وذكر بيان لرئاسة الإقليم أن الجانبين بحثا آخر المستجدات السياسية في العراق، والأوضاع في جبهات القتال ضد تنظيم داعش في ديالى والأنبار وصلاح الدين وكركوك ونينوى، وشددا على ضرورة تحرير الموصل.
وشهدت الساحة السياسية في إقليم كردستان نشاطا ملحوظا للقادة العراقيين السنة خاصة مع بدء عملية استعادة السيطرة على محافظة صلاح التي تعتبر مفتاح تقدم القوات العراقية باتجاه الموصل، وتزامنا مع هذه التحركات تواصل القوات الخاصة بتحرير الموصل استعداداتها من أجل التحضير للعملية المرتقبة التي من المقرر أن يشترك فيها أكثر من 10 آلاف مقاتل.
وفي هذا السياق، قال عضو مجلس محافظة نينوى، غزوان حامد لـ«الشرق الأوسط»: «موعد انطلاق عملية تحرير الموصل أصبح قريبا جدا، خصوصا أن القوات العراقية تقترب من تحرير مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وبالتالي ستكون قريبة من الحدود الجنوبية لمدينة الموصل. في المقابل تتمركز قوات البيشمركة على بعد 17 كلم من مركز هذه المدينة بعد أن استطاعت تحرير مساحات واسعة من محافظة نينوى». وأضاف: «في الاجتماع الأخير لمجلس محافظة نينوى بحثنا الخطة المدنية استعدادا لعملية التحرير، التي تتعلق بالأهالي الموجودين داخل مركز المدينة، فمن المتوقع أن تكون هناك موجة نزوح جديدة قد تفوق الألف شخص، والخطة تتضمن تقديم الخدمات الأساسية للنازح من مياه شرب وغذاء والمستلزمات الصحية الأولية، وشكلنا خلية الأزمة من أعضاء المجلس والمحافظة والدوائر الحكومية لاحتواء أي أزمة». وأكد حامد: «ستشارك قوات من أبناء نينوى يفوق قوامها 10 آلاف مقاتل إلى جانب البيشمركة والجيش العراقي وبإسناد وإشراف مباشر من التحالف الدولي في العملية».
بدوره، أكد الخبير الأمني المتخصص هشام الهاشمي، الباحث في «مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تنظيم داعش متحصن في مساحة مقدارها 72 كيلومترا مربعا، ويملك حتى الآن دفاعات قوية، وبالتالي، فإن أي عملية اقتحام للمدينة من دون الاستعانة بالتحالف الدولي ستترتب عليها خسائر كثيرة». وبالنسبة لمعركة الموصل، قال الهاشمي إن «أمر الموصل مختلف إلى حد كبير؛ إذ إنه رغم الإعلان عن انتهاء التحضيرات، فإن أي مغامرة عسكرية ستكون مكلفة، والحل الصحيح هو ما تقوم به البيشمركة من خلال عملية قضم الأراضي تدريجيا بمساعدة التحالف الدولي وإعادة النازحين من أجل مسك الأرض».
منشورات تهيئ أهالي الموصل لـ«ساعة الصفر».. وبارزاني يبحث العملية مع رئيس البرلمان
رئيس الوزراء العراقي: بدء الصفحة الثانية من معارك تحرير تكريت
منشورات تهيئ أهالي الموصل لـ«ساعة الصفر».. وبارزاني يبحث العملية مع رئيس البرلمان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة