عون يخوض معركة «حياة أو موت» في ملف رئاسة الجمهورية

يسعى لإتمام صفقة مع جنبلاط بموضوع التعيينات في المؤسسة العسكرية

مراسم تشييع أحد مقاتلي حزب الله في بيروت أمس بعد أن قُتل في معارك بسوريا (أ.ف.ب)
مراسم تشييع أحد مقاتلي حزب الله في بيروت أمس بعد أن قُتل في معارك بسوريا (أ.ف.ب)
TT

عون يخوض معركة «حياة أو موت» في ملف رئاسة الجمهورية

مراسم تشييع أحد مقاتلي حزب الله في بيروت أمس بعد أن قُتل في معارك بسوريا (أ.ف.ب)
مراسم تشييع أحد مقاتلي حزب الله في بيروت أمس بعد أن قُتل في معارك بسوريا (أ.ف.ب)

لم يكن الملف الرئاسي في لبنان بندا على جدول أعمال اللقاء المفاجئ الذي جمع رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» الزعيم المسيحي ميشال عون، برئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي»، الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط يوم أمس الثلاثاء في دارة الأخير في بيروت، بعد أن تقدمت أزمة التعيينات في المؤسسة العسكرية على ما عداها من ملفات. وفي حين أصر الطرفان على الحفاظ على سرية المداولات، فلم يضع عون أعضاء تكتله في أجواء ما بحثه مع جنبلاط، قالت مصادر عون إن «المداولات لم تتطرق للملف الرئاسي»، رافضة تحديد الملف الذي تم التباحث فيه.
مصادر معنية بالملف كشفت أن عون وجنبلاط يسعيان للتوافق على حل لأزمة التعيينات التي ستطرأ قريبا مع انتهاء ولاية رئيس الأركان اللواء وليد سلمان في مايو (أيار) المقبل، وقائد الجيش العماد جان قهوجي في سبتمبر (أيلول) المقبل. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «المسيحيين يتخوفون في حال تمديد ولاية سلمان، وعدم تمديد ولاية قائد الجيش المسيحي وشغور سدة القيادة من تولي رئيس الأركان الدرزي مهامه، بحكم القانون، مما يؤدي لدخول الموقع المسيحي الثاني بعد رئاسة الجمهورية في المجهول».
وأشارت المصادر إلى أن عون يسعى إلى «صفقة مزدوجة، تقضي بسيره بالتمديد لسلمان مقابل سير جنبلاط بتعيين قائد جديد للجيش، على أن يتم ذلك في الوقت عينه»، لافتة إلى أن جنبلاط لم يكن إيجابيا في هذا الاتجاه. ورجحت المصادر أن يصار في النهاية إلى تمديد بالجملة للضباط وعلى رأسهم سلمان وقهوجي حتى من دون رضا عون عبر قرار من وزير الدفاع ومن دون العودة إلى الحكومة.
وقال آلان عون، النائب في تكتل ميشال عون إن «المعركة التي يخوضونها على صعيد الرئاسة هي معركة حياة أو موت بالمعنى السياسي لأنه بقدر ما نعيد الثقل المسيحي نيابيا ووزاريا ورئاسيا بقدر ما نضمن استمراريتنا وديمومتنا».
وأشار عون الذي يقوم بزيارة إلى كندا إلى أن «المعادلة الوحيدة المطروحة أمامنا كفريق سياسي بشكل خاص وكمكون مسيحي بشكل عام هي أن حقوقنا وشراكتنا في النظام وأخذ القرارات، لا تتحدد إلا من خلال ميزان القوى الساري المفعول في السلطة وليس من خلال الحقوق المفترض أن تكون مصانة ومقدسة».
بدوره، أكد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أن «بكركي ستبقى داعمة لكل الحوارات القائمة وستبقى على مسافة واحدة من الجميع»، لافتا إلى أن «التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية من أي من الأطراف السياسية يحتاج إلى مبادرات». وقال الراعي خلال لقائه وفدا من مجلس نقابة الصحافة أن البطريركية المارونية «ستقرع الأجراس عند انتخاب رئيس جديد».
وعلى الرغم من كل الانتقادات التي تطاله، عقد «اللقاء التشاوري» الذي يرأسه رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان اجتماعا جديدا في دارة سليمان ضم رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ووزراء الحزب، بالإضافة إلى الوزراء المحسوبين على سليمان ومستقلين.
وأكد المجتمعون في بيان، «ضرورة الانتقال من المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية إلى العمل على حصول الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت لأن التطبيع مع حالة الشغور الرئاسي بات ينتشر في البلاد ولدى المجتمعين العربي والدولي»، معتبرين أن «هناك مسؤولية تترتب على من يعطل نصاب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، مما يكرس استمرار الشغور ويهدد النظام السياسي ومستقبل البلاد».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.