اعتبر رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة أن «الثورة السورية تدخل عامها الخامس بمنعطف جديد، وهو مرحلة التحرير، بعد أن سقط النظام بتسليمه مرافق الدولة لإيران وإدارة المعارك لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني».
وفي حين لم تتوقف المعارك ميدانيا على جبهات سورية عدة واستهدفت قوات التحالف الدولي مواقع لتنظيم داعش في الحسكة والرقة، نفذت قوات النظام حملة اعتقالات واسعة في اللاذقية وريف حماه واقتادت عشرات الشباب إلى جهة مجهولة.
ودارت اشتباكات عنيفة أمس بين عناصر تنظيم «داعش» ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانييه) في محافظة الحسكة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وسط قصف متبادل بين الطرفين، فيما نفذت طائرات التحالف الدولي عدة ضربات استهدفت آليات للتنظيم بريف المدينة مما أسفر عن مصرع 15 عنصرا على الأقل من مقاتليه وتدمير آليات لهم.
وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في الأراضي الزراعية المحيطة ببلدة التمانعة بريف إدلب، ومناطق أخرى في بلدة معرة حرمة مما أدى لسقوط عدد من الجرحى، كما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة بنش بريف إدلب.
وفي اللاذقية، اعتقلت قوات النظام عددا من المواطنين على حواجز لها في المدينة واقتادتهم إلى جهة مجهولة، وفق المرصد، كما اعتقلت عشرات الشبان من قرية الصماخ الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حماه الشرقي، وذلك بعد تنفيذها عملية اقتحام ودهم للقرية.
وذكر «مكتب أخبار سوريا»، أن عناصر من القوات النظامية داهموا الصماخ، بعد فرضهم طوقا أمنيا عليها من الجهات الأربع، حيث كان مقاتلو المعارضة المتمركزين في القرية قد انسحبوا منها عند بدء الاقتحام، نظرا «لقلة» عددهم وبالتالي عدم قدرتهم على التصدي للعناصر النظامية.
ولفت «المكتب» إلى أن حملة الدهم والاعتقال التي شملت جميع منازل القرية، أسفرت عن اعتقال أكثر من 30 شابا، تم اقتيادهم إلى الخدمة العسكرية الإلزامية، مشيرا إلى أن عمليات اعتقال الشبان من أجل سوقهم إلى «خدمة العلم» ازدادت في الآونة الأخيرة، في كثير من قرى ريف حماه الشرقي.
يذكر أن القوات النظامية نفذت حملة اعتقالات منذ أيام في قرية العيور الخاضعة لسيطرة النظام، شمال مدينة السلمية في ريف حماه الشرقي، طالت عشرات من شبان القرية ليتم اقتيادهم إلى الخدمة الإلزامية، بحسب ما أفاد ناشطون من المنطقة.
وفي الرقة، شن طيران التحالف الدولي، أمس، 4 غارات على الريف الشمالي لمحافظة الرقة، الخاضعة لسيطرة «داعش».
وأفاد «مكتب أخبار سوريا» أن طائرات التحالف استهدفت حاجزا للتنظيم بجوار مركز الهاتف شمال بلدة حزيمة، مما أسفر عن مقتل 5 من عناصره، وموظفين اثنين يعملان في المركز، وإصابة آخرين من الموظفين العشرة الذين يشغلونه، إضافة لتدمير أجزاء منه.
ولفت إلى أن بلدة حزيمة، التي تضم عدة مقرات للتنظيم، تعرضت للقصف أكثر من مرة، الشهر الماضي، من قبل طيران التحالف.
وليل أمس، تصدت فصائل تابعة للمعارضة السورية، لمحاولة تقدم نفذتها القوات النظامية باتجاه السهول الشرقية لمدينة درعا من جهة فرع المخابرات الجوية ومطاحن الحبوب.
وقال مصدر عسكري من «كتائب الجهاد» التابعة للفيلق الأول من الجيش السوري الحر، لـ«مكتب أخبار سوريا»، إن القوات النظامية مدعومة بعربات مجنزرة حاولت، أمس، التقدم في السهول الشرقية لمدينة درعا للوصول إلى بعض المواقع التي خسرتها قبل أشهر وأبرزها صوامع الحبوب وحاجز قصاد العسكري.
وبين المصدر أن المعارك التي نشبت بين الطرفين أدت إلى مقتل 6 عناصر من القوات النظامية على الأقل بينهم ضابط نقلوا إلى مستشفى الشرق في حي الكاشف بمدينة درعا، في حين أصيب عدد من مقاتلي المعارضة بجروح.
وكانت فصائل المعارضة قد قصفت عددا من المواقع العسكرية التابعة للقوات النظامية في حي المنشية بمنطقة درعا البلد بمدينة درعا، بمدافع محلية الصنع لترتفع سحب الدخان من الحي، من دون معرفة حجم الخسائر التي تكبدتها العناصر النظامية جراء القصف. وقد ردت قوات النظام بقصف أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة درعا، بقذائف الهاون، مما أدى إلى مقتل أحد عناصر المعارضة وإصابة آخرين.
وفي الذكرى الرابعة لبدء الأزمة السورية، قال خوجة: «الثورة السورية باتت معركة تحرير ضد محتل أجنبي» تمثله إيران والميليشيات الطائفية القادمة من وراء الحدود، وذلك عقب فشل نظام الأسد وعجزه «عن كبح إرادة الشعب بكل أدوات الترسانة العسكرية التي دفع ضريبتها الشعب السوري بعرق جبينه للدفاع عن وحدة البلاد».
ودعا الشعب السوري إلى أن «يوحد جهوده ويتعاون مع قيادته لتصويب المسيرة والعمل على تأسيس سوريا الجديدة دولة العدل والحريات، يشارك جميع المكونات في بناء نهضتها وتفعيل مؤسساتها في إطار مجتمع تعددي لا تجاوز لسلطة فيه على أخرى، وجيش حيادي تجاه جميع التيارات والمكونات يؤمن حماية البلاد واستقرارها».
وأكد خوجة أنه في الفترة المقبلة «سيتم العمل من أجل تقوية الجيش الحر ومأسسته ليحمي السوريين ويكون نواة لجيش سوريا الحرة، وهو الضامن الوحيد لنجاح الحل الذي يقود البلاد إلى المرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار».