وزير العمل الأردني يدعو المجتمع الدولي إلى مكافحة ظاهرة الاتجار في البشر

قال إن العالم لم يعطها الاهتمام اللازم للحد من انتشارها

وزير العمل الأردني يدعو المجتمع الدولي إلى مكافحة ظاهرة الاتجار في البشر
TT

وزير العمل الأردني يدعو المجتمع الدولي إلى مكافحة ظاهرة الاتجار في البشر

وزير العمل الأردني يدعو المجتمع الدولي إلى مكافحة ظاهرة الاتجار في البشر

دعا نضال القطامين، وزير العمل الأردني، المجتمع الدولي إلى تطوير وابتكار أساليب جديدة لمكافحة «الاتجار بالبشر»، مشيرا إلى أن العالم لم يعط هذه الظاهرة القدر الكافي من البحث العلمي والمنهجيات اللازمة للحد من انتشارها.
جاء ذلك خلال رعاية القطامين، أمس، ورشة عمل بمنتجع البحر الميت، حملت عنوان «إنشاء آلية إحالة وطنية لحماية ضحايا الاتجار بالبشر والعمال المهاجرين المستغلين»، ونظمت بالتعاون بين المنظمة الدولية للهجرة، ووزارة العمل، ووحدة مكافحة الاتجار في المملكة.
وأوضح القطامين أن جريمة الاتجار بالبشر «أصبحت تتطلب وجود معايير ذكية للوصول إلى مرتكبيها، والتأكد من تعرض العمال لها، لكونها عملا معزولا يختلسه بعض ضعاف النفوس، ويسعون إلى مواراته وإخفاء معالمه عن عين الرقيب»، مشيرا إلى أن الأردن حقق مرتبة متقدمة بفضل الجهود المؤسساتية التي اعتمدها لمكافحة هذه الظاهرة، وإلى أنه يمكن رصد ذلك من خلال تقرير وزارة الخارجية الأميركية حول الاتجار بالبشر لعام 2014، والذي صنف الأردن في المستوى الثاني ضمن 89 دولة، توجد في المستوى ذاته وتبذل جهودا حثيثة في إيجاد معايير مكافحة هذه الظاهرة، من بينها دول متقدمة كاليابان.
وقال القطامين إنه «بعد قيام الأردن بتأسيس وحدة الاتجار بالبشر مطلع 2013، خطونا خطوة نوعية، برزت بفضلها نتائج جديدة تظهر الجدية والجهود الحثيثة في مكافحة هذه الجريمة، التي لا تشكل ظاهرة في الأردن، والتي تعد عملا معزولا بالنظر إلى حجم وعدد الهجرات القسرية المتتالية إلى الأردن».
وأضاف القطامين أن الأرقام أظهرت زيادة عدد الحالات المكتشفة من 92 ضحية سنة 2013 إلى 165 حالة خلال العام الماضي 2014، وأن الزيادة المذكورة في عدد هذه الحالات التي تمت إحالة المتورطين فيها إلى القضاء، يُفترض أن تبدأ بالانخفاض التدريجي غداة تكريس المنهجيات الدقيقة المتبعة حاليا في مكافحة هذه الظاهرة على يد مختصين، مؤكدا أنه جرى تأمين مأوى آمن لـ122 ضحية محتملة للاتجار بالبشر اكتشفتها الوحدة العام الماضي، كما جرت مساعدة أكثر من 60 ضحية محتملة، من حيث الإعفاء من الغرامات وتأمين تذاكر السفر والمغادرة إلى بلادهم.
من جانبها، أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي جوانا رونيكا أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم الجهود التي يبذلها الأردن لمكافحة جريمة الاتجار بالبشر. وأضافت في كلمتها الافتتاحية أن الأردن طور إدارات جديدة لمكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر، بعد أن أصبح دولة عبور، ودولة مقر لهذه الظاهرة. وأوضحت أن أزمة اللاجئين السوريين يمكن أن تؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة.
من جانبه، عبر رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة ديفيد تيرزي عن إعجابه الشديد بالتقدم الذي قطعه الأردن، مؤكدا أن الحكومة الأردنية وفت بالعديد من الالتزامات بهذا الصدد، وأن المنظمة الدولية للهجرة ملتزمة بتقديم كل أوجه الدعم للأردن في هذا الإطار.
من جهته، قال إبراهيم السعودي، مساعد أمين عام وزارة العمل لشؤون الميدان، إن الأردن «ينفذ نصا وروحا قانون منع الاتجار بالناس، ويضمن تجريما لكل أشكال الاتجار بالبشر، بما ينسجم مع بروتوكول قمع ومنع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص خاصة النساء والأطفال». وأضاف السعودي أنه بموجب القانون المشار إليه تشكلت اللجنة الوطنية لمنع الاتجار بالبشر، برئاسة وزير العدل، وضمت ممثلين رفيعي المستوى من وزارات العمل والعدل والداخلية، وكذا ممثلين عن مختلف الوزارات والجهات الحقوقية الرسمية وغير الرسمية المعنية بهذا الموضوع.
وفي ختام ورشة العمل، أوصى المشاركون بوضع إطار تعريفي وآلية واضحة للتعامل مع ضحايا الاتجار بالبشر، وإحالة المتورطين إلى القضاء، مع ضرورة تعاون كل الجهات، سواء كانت حكومية أو مؤسسات مجتمع مدني، لمكافحة الاتجار بالبشر. كما حثت التوصيات جميع الجهات المشاركة على صياغة منهاج لحماية الضحايا.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».