الحكومة المصرية تطرح رؤيتها على المستثمرين في ثاني أيام المؤتمر الاقتصادي

محلب: اتجهنا نحو استراتيجية دفع الاستثمار عبر المشروعات العملاقة وبدأنا بـ«قناة السويس الجديدة»

رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب يعرض خطة حكومته للتنمية وجذب الاستثمارات في مؤتمر مصر المستقبل في شرم الشيخ أمس (رويترز)
رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب يعرض خطة حكومته للتنمية وجذب الاستثمارات في مؤتمر مصر المستقبل في شرم الشيخ أمس (رويترز)
TT

الحكومة المصرية تطرح رؤيتها على المستثمرين في ثاني أيام المؤتمر الاقتصادي

رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب يعرض خطة حكومته للتنمية وجذب الاستثمارات في مؤتمر مصر المستقبل في شرم الشيخ أمس (رويترز)
رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب يعرض خطة حكومته للتنمية وجذب الاستثمارات في مؤتمر مصر المستقبل في شرم الشيخ أمس (رويترز)

خصصت الحكومة المصرية اليوم الثاني، أمس، من مؤتمر «دعم وتنمية الاقتصاد المصري - مصر المستقبل» الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، لعرض رؤيتها الاقتصادية على المستثمرين. واستعرض رئيس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، خطة حكومته للتنمية وجذب الاستثمارات، كما عرض عددا من الإصلاحات التشريعية التي تم إجراؤها لتحقيق التوازن بين الانضباط الشامل والعدالة الاجتماعية، مؤكدا أن القاهرة اتجهت نحو استراتيجية دفع الاستثمار عبر المشروعات العملاقة وبدأنا بالفعل بمشروع «قناة السويس الجديدة». في حين عرض وزراء المالية والاستثمار والتخطيط، خطوات تحسين مناخ الاستثمار في البلاد.
ويشارك في المؤتمر الاقتصادي الذي يختتم أعماله اليوم (الأحد) عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات وكبرى شركات ومؤسسات المال والأعمال في العالم، وقدمت دول الخليج دعما للقاهرة في اليوم الأول للمؤتمر، قدر بنحو 12.5 مليار دولار.
وتحدث في أولى جلسات اليوم الثاني أمس، والتي جاءت تحت عنوان «رسم الطريق إلى الأمام»، رئيس الوزراء المصري محلب. وقال إن «إصدار قانون الاستثمار الموحد هو أهم الإصلاحات حيث ييسر إجراءات منح التراخيص وتخصيص الأراضي ويعزز آليات فض منازعات الاستثمار»، مؤكدا حرص الحكومة على الالتزام بالسياسة الضريبية الثابتة حتى تتأكد معها فرص نجاح الاستثمار في مختلف مجالاته، بالإضافة إلى ذلك تم إجراء بعض التعديلات على مجموعة من القوانين الهامة لتهيئة بيئة مواتية للاستثمار، منها «تنظيم إجراءات الطعن على عقود الدولة، وقانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، وقانون الشركات الذي يضمن تيسير إجراءات النشاط واستقرار العقود»، مشيرا إلى أن تعديل أحكام قانون المناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة على نحو يعالج أحكام القصور الذي أظهره التطبيق العملي طوال 12 عاما ماضية، بما يوفر آلية تساعد على تجهيز البنية الأساسية والمرافق اللازمة لممارسة النشاط.
وأضاف محلب خلال كلمته أن الحكومة شرعت في تنفيذ منظومة جديدة وهي «العنونة المكانية» التي تهدف إلى تحديد كود مكاني لكل متر مربع من أرض مصر، موضحا أن مصر اتجهت نحو استراتيجية دفع الاستثمار عبر تنفيذ المشروعات العملاقة وذلك بدءا بمشروع قناة السويس الجديدة، الذي يعبر عن رغبة المصريين في مواصلة مسيرة الأجداد في البناء والتعمير، لافتا إلى أن مصر تستهدف من إنشاء القناة الجديدة تيسير التجارة العالمية وتنميتها ومضاعفة إيرادات القناة، وبالتالي إلى زيادة الدخل القومي وتوفير الآلاف من فرص العمل.
وقال رئيس وزراء مصر، إن «قناة السويس الجديدة تحمل بين ضفتيها فرصا اقتصادية واستثمارية هائلة من شأنها تنشيط الحركة الاقتصادية، ومن ثم ترسيخ الأمن الاجتماعي وتعزيز الأمن القومي ونشر رسالة السلام العالمية».
من جانبه، أكد هشام رامز، محافظ البنك المركزي، أنه «تم اعتماد سياسة إغلاق السوق السوداء بوضع معدلات للصرف أكثر مرونة، وفرض بعض القواعد التقنية للقضاء على السوق السوداء». وقال رامز إن «البنك شهد زيادة في الموارد المالية»، مشددا على أن «البنك المركزي مستقل تماما، وأننا ملتزمون بجعل مصر مستقرة».
وأضاف رامز في كلمته بالمؤتمر الاقتصادي أمس، أن المؤشرات في السوق دلت على أن هناك إيجابية، موضحا أن الحضور المتميز للمؤتمر تأكيد على تلك الإيجابية، مشيرا إلى أن القطاع المصرفي في مصر جيد، وأن مصر شهدت أسوأ الأيام؛ ولكنها تغلبت على تلك الأزمة بإيجابية، لافتا إلى أن القطاع المصرفي في مصر جيد، وذلك بسبب البنية الأساسية والكوادر الممتازة والمعرفة واسعة النطاق عبر القطاعات المختلفة.
فيما أوضح هاني قدري، وزير المالية المصري، أن «الحكومة استطاعت على مدى عام أن تنجح على كافة المستويات.. وأننا هنا اليوم من أجل إعادة الثقة في الاقتصاد المصري، وإعادة الطموحات من أجل المستقبل على أساس قوي وثابت نستمده من القيادة السياسية للتقدم إلى الأمام».
وأضاف وزير المالية، خلال كلمته أمام مؤتمر «مصر المستقبل»، أن الحكومة اتخذت خطوة كبيرة للحفاظ على التوازن الاقتصادي وعنصر الثقة، موضحا أن «المستثمرين يتوافدون للحصول على فرصة في الزراعة والنقل وتطوير الموانئ وفرص متعددة غير محدودة».
في غضون ذلك، قال الدكتور أشرف العربي، وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري إن «الحكومة المصرية قامت مؤخرا بمجموعة إجراءات للاستفادة من مكانة القاهرة»، مؤكدا خلال كلمته بالمؤتمر الاقتصادي أن «مصر الجديدة ستكون من ضمن الدول الـ30 في تنميتها وتحقيق التنمية»، مشيرا إلى أن «مصر تنظر إلى التنمية المستدامة باعتبارها سبيلا للاستفادة من مواردنا البشرية التي تمثل قلب السياسة».
وأكد العربي أن مصر تبدأ رؤية التقدم من خلال خطوات لتحسين مناخ الاستثمار وحل العديد من المنازعات الاستثمارية، موضحا أن الحكومة تعمل على تنفيذ برنامج طموح للتنمية الاستراتيجية تضمن النمو الاقتصادي والعناصر البيئية، مضيفا أن «تدابير الإصلاح سوف تساعد على النمو، ونقوم بتنفيذ المشروعات الكبيرة كثيفة العمالة لتوفير فرص عمل وتشغيل الشباب»، موضحا أن الاقتصاد المصري بدأ يتعافى، وتم توفير العديد من فرص الاستثمار في البلاد والحكومة تدرك تمامًا كل التحديات التي تواجهها ولها إرادة سياسية قوية، لكي تعالجها، والحكومة وضعت الخطط السليمة والعمل من أجل مواجهة هذه التحديات وقد بدأت في عملية التنفيذ.
من جهته، أوضح أشرف سالمان، وزير الاستثمار المصري، أنه يجب الالتزام بمعايير الأسواق الحرة وإعادة الاستقرار والرخاء إلى الشعب المصري، حتى يتحقق النمو الشامل في البلاد، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الحكومة لديها فكر القطاع الخاص وتعمل بتنسيق كامل لتحقيق التغيير في البلاد.
في ذات السياق، أكد العالم المصري الدكتور أحمد زويل، أهمية الاستثمار على أرض مصر أرض التاريخ والسلام والفرص الواعدة للاستثمار، لافتا إلى أن الدولة تدعم بكل قوة اقتصاد المعرفة، كما تعمل على تذليل العقبات التي تعترض طريقه، وأنه بصفته عضو الهيئة الاستشارية العلمية للرئيس عبد الفتاح السيسي، فإنه شاهد بنفسه مدى الاهتمام والدعم المقدم لمنظومة البحث العلمي من الرئيس شخصيا والحكومة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.