لبنان: «14 آذار» تؤكد صمودها بوجه الظلم والإرهاب وتعلن عن تأسيس «مجلسها الوطني»

نائب عوني: هو نتيجة إفلاسها السياسي ومحاولة «لاستغلال التسوية الإقليمية»

لبنان: «14 آذار» تؤكد صمودها بوجه الظلم والإرهاب وتعلن عن تأسيس «مجلسها الوطني»
TT

لبنان: «14 آذار» تؤكد صمودها بوجه الظلم والإرهاب وتعلن عن تأسيس «مجلسها الوطني»

لبنان: «14 آذار» تؤكد صمودها بوجه الظلم والإرهاب وتعلن عن تأسيس «مجلسها الوطني»

أعلنت قوى 14 آذار عن تأسيس «مجلسها الوطني» ليكون إطارا يجمع الأحزاب والمستقلين والمجتمع المدني، مؤكدة أنها لا تريد هزيمة أحد، بل عودة الجميع اللبنانيين إلى بلادهم.
واتهمت في الذكرى العاشرة لانطلاقتها النظام السوري بوقوفه خلف الإرهاب وارتكابه جرائم ضد الإنسانية و«حزب الله» ومن خلفه إيران باستجرار العنف إلى لبنان.
رئيس كتلة المستقبل البرلمانية ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، قال في الكلمة التي ألقاها بعد انتهاء المؤتمر الذي حضره نحو 400 شخصية لبنانية: «بعد 10 سنوات على انتفاضة قوى 14 آذار بوجه الظلم والإرهاب نجتمع لنقول للرأي العام المحلي والعربي والدولي إننا صمدنا»، معلنا عن إنشاء المجلس الوطني لقوى 14 آذار، وتأليف هيئة تحضيرية مهمتها اقتراح برنامج عمل 14 آذار للمرحلة المقبلة، ووضع نظامها الداخلي لعقد مؤتمر خلال شهرين.
وأكد السنيورة أن «14 آذار لا تزال على موعد مع مستقبل لبنان والمنطقة، ونريد صناعة هذا المستقبل بأيدينا لا أن يكون رهينة أو ورقة تفاوض بيد الآخرين»، مضيفا: «لن نتخلى عن دستورنا ودولتنا التي يجب أن تحتكر استخدام القوة والسلاح، وفق القانون. إننا ونحن في 14 آذار لا نريد هزيمة أحد، ولن نسمح لأحد أن يهزمنا، بل نريد عودة الجميع إلى لبنان الدولة لا بشروط طائفة أو حزب أو قوة إقليمية محددة، بل انطلاقا من الميثاق الوطني والدستور واتفاق الطائف وإعلان بعبدا والقرارات الدولية».
ورأى السنيورة أن «الإرهاب الذي عانى منه لبنان الأمرين بات يهدد العالم العربي بل يهدد العالم بأسره»، معتبرا أن «المشروع الفارسي يسعى إلى إدخال المنطقة في حرب موصوفة خدمة لمصالحه، ووضع استقرار المنطقة على طاولة المفاوضات الدولية».
ولفت إلى أن «الدولة لم تعد قادرة على تأمين استمرارية مؤسساتها وعاجزة عن إيجاد الحلول، داعيا الجميع للعمل والتواصل من أجل الوصول إلى العيش المشترك».
وأكد أن إطلاق دينامية جديدة عبر «المجلس الوطني» من شأنها أن تحد من آثار العنف وتمهّد الطريق أمام انتفاضة سلام، داعيا جميع اللبنانيين إلى التواصل والتضامن للحد من العنف الذي يمارسه من لم يغادروا كهوفهم، ويمارسون لعبة التطرف والاختزال، والعمل على إعادة الاعتبار للنموذج اللبناني في العيش المشترك في منطقة يجتاحها جنون العنف.
من ناحية ثانية، اعتبر زياد أسود وهو نائب من التيار الوطني (التيار العوني) وتكتل التغيير والإصلاح، أن إنشاء قوى 14 آذار «المجلس الوطني» يأتي «نتيجة إفلاس هذه القوى».
وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه يعبر عن «حالة سياسية فارغة المضمون تعبر عن الإفلاس الذي وصلت إليه هذه القوى، بعدما لم يعد لديها أي استراتيجية سياسية، وبات خطابها السياسي غير صالح للاستعمال».
ورأى النائب العوني أن قوى 14 آذار باتت تبحث عن وسيلة جديدة لإنقاذ نفسها بعدما كانت قد أطلقت الشعارات الكبيرة وسقطت مع الوقت من دون أن تصل إلى أي نتيجة، مما يؤكد أن المطلوب هو تغيير الممارسة والوجوه وتنقيح الأداء.
واعتبر أن هذه القوى، ومن خلال إعلان مجلسها الوطني تحاول استغلال «اللحظة السياسية»، بعدما بات واضحا أن الأمور متجهة نحو تسوية سياسية إقليمية وسقوط مشروعهم في سوريا والعراق، كما حصل في عام 2005، حين استغلوا لحظة الخروج السوري من لبنان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.