مطعم الاسبوع: «كاتيه».. حيث يجتمع المذاق الإيراني بالذوق الإيطالي

في واحد من أجمل أزقة لندن

«كاتيه».. مزيج بين التقليدي والعصري في عالم الضيافة الإيرانية
«كاتيه».. مزيج بين التقليدي والعصري في عالم الضيافة الإيرانية
TT

مطعم الاسبوع: «كاتيه».. حيث يجتمع المذاق الإيراني بالذوق الإيطالي

«كاتيه».. مزيج بين التقليدي والعصري في عالم الضيافة الإيرانية
«كاتيه».. مزيج بين التقليدي والعصري في عالم الضيافة الإيرانية

في كثير من الأحيان نظلم المطابخ العالمية، والسبب يعود إلى معرفتنا المتواضعة بما يزخر به كل مطبخ غريب عنا، أو بسبب توفر أطباق محدودة تقدمها بعض المطاعم لتصبح اللائحة مملة.
المطبخ الإيراني على سبيل المثال، يعتبر من المطابخ المميزة بتعدد أطباقها، ولكن إذا زرت المطاعم الإيرانية في لندن، فستعتقد بأن المطبخ الفارسي يقتصر فقط على الأرز والمشويات وأصناف لا تتعدى عدد الأصابع من المقبلات التي تسبق الطبق الرئيس الذي يضم الأرز الأبيض، أو الأرز بالزعفران، أو الأرز بالشوفان.
ولكن في الحقيقة، يتعدى المطبخ الإيراني الأطباق التي عددناها ويرتقي إلى مستويات أعلى بكثير، والدليل هو مطعم «كاتيه» في لندن المدرج في دليل ميشلان للتميز لعام 2012، وهذا التقدير لم يأت من فراغ، فإذا زرت هذا المطعم سوف تدرك أهميته منذ أن تطأ قدمك أرضه، فعلى الرغم من صغر حجمه، حيث يتسع لـ75 شخصا فقط، يمكنك أن تدرك مدى نجاحه، بمجرد أن تشتم رائحة الطعام، وطريقة تقديم الأطباق التي لا تزال تعتبر عائقا في مجال تطور الأكل الشرق أوسطي، إلا أن «كاتيه» تغلب على هذه العقبة لأنه استطاع بأن يمزج الأكل الإيراني بقالب أوروبي، وبالتحديد بقالب إيطالي متوسطي، من خلال ديكورات جميلة وبسيطة وندل من إيطاليا، يضفون بلكنتهم الإيطالية لمسة إضافية للمذاق الإيراني، لا سيما وأنهم على دراية ومعرفة تامة بلائحة الطعام وبجميع الأطباق، على عكس بعض المطاعم الشرق أوسطية في لندن التي تستعين بموظفين غير عرب لا يعرفون الفرق ما بين البقدونس والنعناع.

* الجو العام
يتميز «كاتيه» بأجواء حميمية بحكم صغر حجمه، طاولات مربعة خشبية ترافقها كراس من الخشب أيضا باللون البني الداكن، ويتوزع المطعم على طابقين، تدخل من باب تغطيه ستارة من المخمل أرجوانية اللون، تخفي وراءها تعالي أصوات وقهقهات الذواقة، الذين يجلسون في مقاعد ذات قيمة عالية، لأن الحصول على حجز مسبق، ليس بالسهل، لذا ينصح دائما بالحجز قبل فترة من الزيارة، ومن خلال سلم ضيق تصل إلى الطابق السفلي، حيث يوجد المطبخ وغرفة خاصة للطعام تتسع لـ12 شخصا، ومنها تخرج إلى شرفة خاصة مدفأة تناسب الحفلات الخاصة والباحثين عن الخصوصية والمدخنين تتسع لـ25 شخصا.

* سبب التميز
اسم المطعم Kateh وترجمته «الأرز المطبوخ»، هو ترجمة حقيقية للطعام الإيراني الذي يمزج النكهة والتزيين والتنوع، فهو يقدم على لائحته أكثر من 33 طبقا يوميا، يدخل في مكوناتها ما هو تقليدي مثل الرمان والباذنجان واللبن، مع إضافة لمسة عصرية واستخدام مكونات مختلفة مثل جبن الماعز والفيتا والبوراتا والجوز والبنجر، وكل الأطباق وحتى السلطات مقدمة بطريقة على مستوى الأطباق التي تقدم في المطاعم التي تزينها نجوم ميشلين، أما بالنسبة للذواقة الذين يقصدون المكان فهم بالغالبية من سكان المنطقة المحيطة بالمطعم الواقع في «ووريك أفنيو» القريب من قناة «ليتل فينيس» في لندن التي تنتشر فيها القوارب والبيوت العائمة.

* أفضل الأطباق
في «كاتيه» لا بد أن تجرب الطبق الأشهر والذي يعتبر التوقيع الخاص بالمطعم وهو «خوبيديه» بالإضافة إلى المشاوي على أنواعها التي تقدم مع أصناف رائعة من الأرز، ومن الأطباق اللذيذة أيضا، طبق «الفسنجون» الذي يضم لحم البط والجوز والرمان، ويتميز هذا الطبق بمذاق البيت ويمكن الجزم بأنه الأفضل بين جميع المطاعم الإيرانية في لندن. ومن أطباق الحلوى المميزة طبق «باستاني» (بوظة مصنوعة من الزعفران) و«فالوديه» (نودل مع الحامض) وإذا كنت تفضل تجربة الطبقين الأخيرين يمكنك ذلك من خلال تناول طبق «مخلوط» الذي يضم الاثنين معا.

* المقبلات
يتميز الخبز الإيراني كونه خفيفا ورقيقا، فقد تتمادى بأكله مع أطباق المقبلات فقد تشبع قبل وصول الطبق الرئيسي.
نذكر من بين المقلات «ماست فا خيار دامافاند» (عبارة عن لبن مع خيار مزين بالفجل والأعشاب والزبيب) و«كاشكيه بادمجان» (عبارة عن باذنجان مع نعناع مجفف ولبن وجوز ممزوج مع البصل المحمر). ولمحبي السلطات، يمكنهم تجربة سلطة «لابو» (عبارة عن جبن البوراتا الأشبه بالموتزاريلا الإيطالية مع البنجر أو الشمندر السكري)، بالإضافة إلى سلطة «كاتيه» (يدخل فيها جبن الفيتا، والجرجير والرمان والحامض وزيت الزيتون).
يشار إلى أن المطعم تملكه سيدة أعمال إيرانية تدعى نرجس بورخماني، ولطالما كان حلمها بأن تمزج ما بين التقليدي والعصري في عالم الضيافة الإيرانية، وكانت النتيجة مطعم «كاتيه» الذي يعتبر من أهم عناوين المطبخ الفارسي في العاصمة البريطانية.



«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

الست بلقيس (الشرق الاوسط)
الست بلقيس (الشرق الاوسط)
TT

«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

الست بلقيس (الشرق الاوسط)
الست بلقيس (الشرق الاوسط)

تنشغل ربّات المنازل خلال شهر رمضان بالتحضير للمأكولات التي تزيّن مائدة الشهر الفضيل. بعضهن تلجأن إلى أمهاتهن أو إلى أي شخص مقرّب يملك خبرة في هذا المجال، فيزودهن بالعناوين العريضة لأطعمة يجب أن تُحضّر يومياً، ويحبّها جميع أفراد العائلة. ونساء أخريات تفضّلن اغتنام الوقت والاستعداد للشهر الفضيل على طريقتهن قبل وصوله. وحسب خبرة «الست بلقيس» الشيف المشهورة اليوم في لبنان بتحضير المأكولات التراثية، فإن هناك قواعد يجب الالتزام بها في هذا الشأن.

وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لكل ربة منزل أسلوبها في تنظيم مطبخها لاستقبال شهر الصوم الكريم على أفضل وجه. ولكن من خلال خبرتي فأني أنصح كل سيدة بأن تغتنم وقت فراغها، فتقوم بالتحضير سلفاً لأكلات نحتاج إليها أسبوعياً على مائدة رمضان، فتخزنها في ثلاجتها بحيث تستعين بها في الوقت المناسب».

وتنصح «الست بلقيس» بتحضير جميع أنواع المعجنات من رقائق الجبن والـ«سنبوسك باللحم» وتلك المحشوة بالسبانخ. وكذلك، لا يجب أن ننسى أقراص الكبّة المحشوة باللحم والجوز، فتخبزها وتحتفظ بها في «الفريزر» بحيث لا تتطلب منها سوى تسخينها عند الإفطار. وتتابع: «أعتقد أن تحضير نحو 5 دزينات من كل نوع تكفي لطيلة الشهر».

طبق "الفتوش" وتحضير مكوناته سلفاً (الشرق الاوسط)

من ناحية ثانية، تشدّد بلقيس عثمان المعروفة بـ«الست بلقيس» على حفظ أنواع الخضراوات الضرورية لطبق سلطة الفتوش. وتقول: «لا يجب أن ترتبك ستّ البيت بالتحضير لهذا الطبق المعروف بـ(سيد مائدة رمضان). ولذلك؛ عليها غسل الخضراوات المكونة للطبق. ومن ثم تحتفظ بها في ثلاجتها بطريقة سليمة؛ كي لا يصيبها الذبل أو العفن. فكما البندورة والخيار والخس، كذلك البقدونس والنعناع والفجل وورق الزعتر الأخضر. ومن الأفضل أن تجففها جيداً بعد الغسيل وتغطيها بمناديل ورقية أو بفوطة جافة داخل علبة من الزجاج أو البلاستيك».

ومن المكونات التي تنصح بأن تشتريها سيدة المنزل قبل وصول الشهر الكريم جميع أنواع الحبوب. وبالأخص العدس المجروش لصنع الحساء منها.

المأكولات المالحة غير منصوح بها

تقدّم «الست بلقيس» نصائح عدة للمرأة اللبنانية التي تحبّ تحضير سفرة الإفطار بأناملها. ومن أهمها عدم الركون إلى الأكلات المالحة وتلك المقلية بالزيت؛ لأنها تتسبب بالعطش. «ابتعدي قدر الإمكان عن جميع الأكلات الدسمة. فالاعتدال بتناول هذا المكون ضروري لتمضية فترة صوم صحية. فلا (سوشي) ولا باذنجان مقلياً ولا صلصة صويا. كما أنصح بتناول كل أنواع اللحوم خلال الأسبوع من سمك ولحم دجاج وبقر. وكذلك السلطات والحساء على أن يفطر الصائم على مكون بارد وسهل الهضم. ومن ثم يمارس المشي أو مشاهدة التلفاز لفترة 10 دقائق قبل أن يهمّ بتناول باقي أنواع الطعام. فمن الضروري جداً ألا يلتهم طعامه بسرعة».

المعجنات تزين السفرة الرمضانية (الشرق الاوسط)

قواعد على الضيف اتباعها

تنصح «الست بلقيس» الأشخاص المدعوين إلى مائدة إفطار عند أحدهم أن يخبره مسبقاً عن الأكلات التي لا يستطيع تناولها. وتوضح: «يجب الوضع في الحسبان احترام وقت ربّة المنزل في تحضيرها أطباق المائدة. فمن يعاني أمراضاً معينة لا تخوّله تناول جميع الأطعمة، عليه أن يفصح عنها باتصال مسبق. فبذلك يوفّر على ربة المنزل الارتباك بصنع مأكولات خاصة له قبل موعد الإفطار بدقائق قليلة. وأنا شخصياً أخبر من يدعوني بأني لا أتناول البرغل ولا الفلافل لأني أعاني داء القولون. وبالنسبة للأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية معينة لإصابتهم بداء السكري أو لأسباب صحية أخرى فعليهم القيام بالمثل».

موسم رمضان هذه السنة بعطر الـ«بوصفير»

تعدّ «الستّ بلقيس» موسم رمضان هذه السنة مواتياً جداً لتحضير أكلات يستخدم فيها عصير الـ«بوصفير». وهو نوع من الحمضيات الشهيرة في مختلف المناطق اللبنانية. وتضيف: «أعرف تماماً أن أهالي بيروت كما سكان مدينتي طرابلس وصيدا وغيرها يتمتعون بموسم زاهر به. ولذلك أنصح بتحضير أطباق «كبّة أرنبية» و«طاجن السمك» و«الفول المدمّس» معه. فهو يضفي طعماً ونكهة لذيذين على هذه الأطعمة. وعلينا الاستفادة من الموسم الزراعي هذا؛ إذ قد لا نصادفه في كل سنة خلال شهر رمضان».

وصفة بيروتية على طريقة «الست بلقيس»

تختار «الست بلقيس» طبق «سلل الأوزة» البيروتي لتقدمه بصفته وصفة طعام تزين مائدة الشهر الفضيل. «هذا الطبق بيروتي بامتياز ويصنع من عجينة البقلاوة اللذيذة. ويمكننا أن نمد هذه العجينة في صينية ونغمرها بكمية من الدجاج مع الأرز المتبقية عندنا. ومن ثم نعود ونغطيها بطبقة من العجين نفسه وندخلها الفرن بعد دهنها بالسمن أو الزيت. «إننا بذلك نعمل على عدم رمي أي مكون طعام سبق وتناولناه قبل يوم أو أكثر. وهنا أحبّ التذكير بضرورة التفكير بهذا الشهر الكريم بالغريب كما القريب، فنقدّم يومياً طبق طعام لفقير أو جار وحيد؛ فتكتمل بذلك معاني الشهر الفضيل قولاً وفعلاً».