مقتل ضابط مصري في هجوم على كمين برفح والسجن المشدد لـ22 من أنصار «الإخوان»

توقيف معيدة في جامعة الأزهر بحوزتها 15 قنبلة شديدة الانفجار

مقتل ضابط مصري في هجوم على كمين برفح والسجن المشدد لـ22 من أنصار «الإخوان»
TT

مقتل ضابط مصري في هجوم على كمين برفح والسجن المشدد لـ22 من أنصار «الإخوان»

مقتل ضابط مصري في هجوم على كمين برفح والسجن المشدد لـ22 من أنصار «الإخوان»

قالت مصادر أمنية مصرية أمس إن «ضابط شرطة قتل في هجوم مسلح على كمين أمني برفح (شمال سيناء)، بعدما استهدفه مسلحون أثناء خدمته في الكمين الذي يقع في حي البراهمة».
وبينما قضت محكمة مصرية أمس، بالسجن المؤبد والمشدد 10 سنوات لـ22 من أنصار «الإخوان»، لاتهامهم في قضايا عنف بالشرقية، أوقفت سلطات جامعة الأزهر معيدة عثر بحوزتها على 15 قنبلة معدة للانفجار داخل سيارتها في حرم الجامعة (شرق القاهرة)، وأضرم مجهولون النيران في كمين شرطة بالمنوفية، فيما أبطل خبراء المفرقعات ثلاث عبوات هيكلية في القاهرة والبحيرة.
في غضون ذلك، قال مصدر أمني، إن «وزارة الداخلية تواصل جهودها المكثفة لإجهاض مخططات تنظيم الإخوان الإرهابي التي تستهدف البنية التحتية، وتستهدف ترويع المواطنين بزرع العبوات الناسفة بأماكن التجمعات».
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في يوليو (تموز) من العام قبل الماضي، تزايدت عمليات استهداف عناصر الجيش والشرطة، وقضت دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات الزقازيق، أمس، بمعاقبة 22 شخصا من عناصر وأنصار الإخوان بالشرقية بالسجن لمدد تتراوح بين المؤبد والمشدد 10 سنوات، لاتهامهم في قضايا عنف بالشرقية.
وعاقبت المحكمة 8 متهمين بالسجن المؤبد، لإدانتهم في قضية حصار واقتحام قسم شرطة القرين وإضرام النيران فيه وإحراق سيارتي شرطة، وسرقة أسلحته وتهريب عدد من السجناء من داخله، عقب فض اعتصام ميدان رابعة. كما عاقبت المحكمة 14 متهما بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، لاتهامهم بإثارة الشغب والعنف والتظاهر من دون تصريح ومقاومة السلطات وحيازة أسلحة وألعاب نارية.
وأضرم مجهولون النيران، أمس، في كمين شرطة القاصد بشبين الكوم بالمنوفية، أمام قرية فينيسيا، بعد إلقاء عدد من زجاجات المولوتوف عليه وفروا هاربين. وقال شهود عيان، إن 7 ملثمين اقتحموا الكمين وقيدوا أفراد حراسته وأشعلوا النيران فيه وفروا هاربين؛ إلا أن العشرات من اﻷهالي بمنطقة معهد الكبد نجحوا في إنقاذ أفراد الكمين والسيطرة على الحريق.
وفي البحيرة، نجح خبراء المفرقعات بالمحافظة في إبطال مفعول عبوتين هيكليتين بمحيط مجمع المدارس ومحطة السكة الحديد بمدينة إدكو، كما تمكن خبراء المفرقعات من تفكيك عبوة محلية الصنع تم زرعها خلف محكمة مصر الجديدة أمام مكتب تابع لهيئة البريد بالقاهرة، وذلك عبر تفجيرها عن بعد بواسطة مدفع للمياه.
وأعلنت الحكومة المصرية رسميا الإخوان المسلمين «جماعة إرهابية» بعد أن اتهمتها بتنفيذ تفجيرات وأعمال عنف مسلحة، قتل خلالها المئات من الأشخاص بينهم عناصر تابعة للجيش والشرطة. وقال المصدر الأمني إن «الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تكثف جهودها في التصدي لتحركات عناصر تنظيم الإخوان، وإجهاض مخططاتهم التي تستهدف ترويع المواطنين وضرب البنية التحتية ومقومات الاقتصاد المصري، وإن وزارة الداخلية ماضية في مواجهتها الحاسمة لتلك المخططات، ولا تهاون مع من تسول له نفسه النيل من أمن واستقرار الوطن».
في سياق آخر، أكد الدكتور عبد الحي عزب، رئيس جامعة الأزهر، أن «الجامعة قررت إيقاف معيدة بكلية العلوم عقب ضبط عدد من القنابل البدائية والشماريخ داخل سيارتها أمام البوابة الرئيسية للجامعة بمدينة نصر (شرق القاهرة)». وقالت مصادر مسؤولة في جامعة الأزهر لـ«الشرق الأوسط»، إن «أي طالب أو عضو هيئة تدريس سيتم ضبطه بأي مواد تستخدم في أعمال العنف والتخريب، سيتم تحويله للتحقيق فورا واتخاذ الإجراءات القانونية ضده»، مضيفة أن «المعيدة عثر في داخل سيارتها على 15 قنبلة بدائية شديدة الانفجار».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».