الانتخابات الإسرائيلية تنطلق الثلاثاء.. ونتنياهو أقوى المرشحين

تسيبي ليفني أبرز المدافعين عن حل الدولتين.. وحزب القائمة العربية يكتسب شعبية متزايدة

الانتخابات الإسرائيلية تنطلق الثلاثاء.. ونتنياهو أقوى المرشحين
TT

الانتخابات الإسرائيلية تنطلق الثلاثاء.. ونتنياهو أقوى المرشحين

الانتخابات الإسرائيلية تنطلق الثلاثاء.. ونتنياهو أقوى المرشحين

تجري يوم 17 مارس (آذار) الحالي حملة الانتخابات الإسرائيلية، وسط تكهنات بتراجع شعبية حزب الليكود، وتكهنات مضادة تؤكد فوزه لا محالة بولاية رابعة.
لكن في الوقت الحالي تظهر استطلاعات الرأي أن تقارب التأييد لحزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتكتل الاتحاد الصهيوني الذي ينتمي ليسار الوسط، إذ يتوقع أن يفوز كل منهما بنحو 24 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا.
وفيما يلي قائمة بأبرز المرشحين في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، وأهم سياساتهم وموقفهم من المشاركة في حكومة ائتلافية.

* بنيامين نتنياهو
* يسعى نتنياهو (65 عاما) للفوز بفترة رابعة في رئاسة الوزراء، رئيسا لحزب الليكود اليميني، بعد أن جعل من الأمن موضوع حملته الانتخابية الرئيس. لكن سياسته التي تقوم على بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة، وكذلك انهيار محادثات السلام مع الفلسطينيين في أبريل (نيسان) الماضي أدت إلى ظهور خلافات بينه وبين الكثير من حلفاء إسرائيل التقليديين. ورغم تقارب التأييد الشعبي لحزب الليكود ويسار الوسط في استطلاعات الرأي، ما زال نتنياهو يعتبر أنسب شخص لتشكيل ائتلاف من أحزاب اليمين التي تتشابه آراؤها. وإذا استطاع نتنياهو أن يبقى في السلطة حتى يوليو (تموز) 2019 فسيصبح عندها صاحب أطول فترة في شغل منصب رئيس الوزراء في إسرائيل.

* إسحق هرتسوغ
* هو محام وزعيم مشارك للاتحاد الصهيوني، الذي يمثل يسار الوسط، وهو ابن رئيس سابق لإسرائيل وحفيد حاخام مشهور، وابن أخ لواحد من أبرز وزراء الخارجية في إسرائيل.
ويرأس هرتسوغ (54 عاما) حزب العمل منذ عام 2013، وقد انتخب عضوا في البرلمان للمرة الأولى عام 2003، وشغل سلسلة من المناصب الوزارية في ائتلافات مختلفة. وخلال الحملة الانتخابية الحالية أصبح شريكا لتسيبي ليفني، التي تمثل تيار الوسط، واتفق الاثنان على أن يقتسما رئاسة الوزراء، عامان لكل منهما، إذا شكل الحزب الحكومة الجديدة. وقد دعا هرتسوغ لبذل جهود لإحياء عملية السلام مع الفلسطينيين، لكنه ردد صدى تصريحات نتنياهو عندما قال إن الكتل الاستيطانية اليهودية الكبرى في الضفة الغربية المحتلة يجب أن تبقى في أيدي الإسرائيليين خلال أي اتفاق مستقبلي للسلام.

* تسيبي ليفني
* أخرجها نتنياهو في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد خلاف داخلي في مجلس الوزراء على السياسات الحكومية. وكانت ليفني تشغل منصب وزير العدل وكبير مفاوضي السلام مع الفلسطينيين. وبدا وقتها أنها ستبتعد عن المشهد السياسي إلى أن أبرمت اتفاق الشراكة مع هرتزوج.
وتعد ليفني (56 عاما) من أبرز المدافعين عن حل الدولتين مع الفلسطينيين، وقد تعهدت بالسعي إلى لاستئناف مباحثات السلام، وبإصلاح العلاقات مع الإدارة الأميركية. ودخلت معترك السياسة في التسعينات بعد أن قضت فترة في العمل لحساب جهاز المخابرات (الموساد) أثناء دراستها في باريس. وحازت ليفني اهتماما دوليا عندما شغلت منصب وزير الخارجية في حكومة رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، والتي سعت خلالها إلى التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين على أساس الأرض مقابل السلام، لكن دون أن تحرز نجاحا.

* يائير لابيد
* كان لابيد (51 عاما) شخصية إعلامية تلفزيونية لامعة، لكنه أصبح نجما في عالم السياسة خلال انتخابات 2013. وجاء حزبه يش اتيد (هناك مستقبل)، الذي ينتمي لتيار الوسط في المركز الثاني بعد حزب الليكود. ونتيجة لذلك عينه نتنياهو وزيرا للمالية، اعترافا بنجاح حزبه، ووافق على تعهده بالتخفيف من حدة أزمة الإسكان، وبخفض الأسعار لمن يشترون مساكن للمرة الأولى، ومعالجة مستوى العيش المرتفع في إسرائيل. لكن تم فصل يائير من منصبه الحكومي بسبب الخلافات الحكومية في ديسمبر الماضي، وشهد شعبية حزبه تهوي في استطلاعات الرأي خلال بداية الحملة الانتخابية، فيما يعكس خيبة الأمل التي سادت في أوساط الناخبين لفشله في تحقيق وعود الإصلاح. لكن يظل لابيد عنصرا مهما في المشهد السياسي، إذ من المتوقع أن يفوز بعدد 12 مقعدا. ولم يستبعد لابيد مشاركته في ائتلاف، سواء كان على رأسه حزب الليكود، أم حزب الاتحاد الصهيوني.

* نفتالي بينيت
* برز بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي، الذي يمثل اليمين المتطرف، كقصة نجاح مفاجئة في انتخابات عام 2013، ودافع عن ضم أكثر من نصف الضفة الغربية المحتلة، ووصف إقامة دولة فلسطينية بأنه انتحار بالنسبة لإسرائيل.
وسعى بينيت (42 عاما) إلى زيادة جاذبية الحزب في عيون الشباب والإسرائيليين من ذوي الميول العلمانية، من خلال سلسلة من الإعلانات التلفزيونية في الحملة الانتخابية، سخر فيها من الليبراليين واتهمهم بالاعتذار للعالم عن وجود إسرائيل.
وعلى نطاق واسع يعتبر بينيت، الذي يشغل الآن منصب وزير الاقتصاد، مرشحا لشغل منصب وزاري رفيع، إذا شكل نتنياهو الحكومة الائتلافية القادمة.

* أيمن عودة
* رغم أن أيمن عودة، المرشح العربي، غير معروف بالنسبة لمعظم يهود إسرائيل، إلا أن الحزب الذي يرأسه، وهو حزب القائمة العربية الموحدة، يكتسب شعبية متزايدة باطراد في استطلاعات الرأي، على اعتبار أن هذه هي المرة الأولى التي تتحد فيها أحزاب إسرائيل العربية الأربعة تحت راية واحدة، ومن المتوقع أن تفوز بنحو 13 مقعدا في البرلمان.
وعودة محام (40 عاما) من مدينة حيفا الشمالية، وهو ينادي بتحالف عربي - يهودي لمحاربة التمييز والعنصرية، والتفاوت الاجتماعي في إسرائيل، وقد قال عودة إن «حزبه سيجلس في صفوف المعارضة، ولن يشارك في أي حكومة بعد الانتخابات مهما كان الفائز». لكنه قد يسهم في تحديد الفائز في الانتخابات إذا أوصى بأن يختار رئيس الدولة هرتزوج بدلا من نتنياهو لو تساوت الكفتان.

* موشيه كحلون
* كان كحلون عضوا في حزب الليكود سابقا، وخرج عن صفوفه بعد احتجاجات اجتماعية عام 2011، واختار ألا يشارك في انتخابات 2013. وبعد ذلك شكل حزبا جديدا ينتمي للوسط يحمل اسم كولانا (أي كلنا) في يناير (كانون الثاني) الماضي، وقد يصبح عنصرا رئيسيا في بناء ائتلاف بعد الانتخابات إذا حصل على المقاعد العشرة التي تتنبأ استطلاعات الرأي بأنه سيفوز بها.
وكحلون (54 عاما) محام ولد لمهاجرين ليبيين فقيرين يسمي نفسه (ليكودنيك)، ملمحا أنه ونتنياهو قد يصبحان بسهولة شركاء في حكومة المستقبل. لكنه لم يستبعد الانضمام لائتلاف برئاسة هرتزوج، وهو ما يضعه في وضع يتيح له أن يقرر من سيصبح رئيس الوزراء.

*
أفيغدور ليبرمان
* ليبرمان (56 عاما) هو وزير الخارجية الإسرائيلي، ويرأس حزب إسرائيل بيتنا القومي المتطرف، الذي شارك حزب الليكود في انتخابات عام 2013. وسيخوض الحزب الانتخابات وحده هذه المرة. وتتنبأ استطلاعات الرأي بأنه لن يفوز إلا بـ5 أو 6 مقاعد، إذ إن قاعدة التأييد التي يتمتع بها بين المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق تشهد مزيدا من الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، ويتجه أفرادها لأحزاب إسرائيلية أخرى. وتشمل سياساته الخلافية فرض أداء يمين للولاء على الأقلية العربية في إسرائيل، وضم مدن عرب إسرائيل لأي دولة فلسطينية تقام مستقبلا في الأراضي التي أقيمت عليها مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».