إسرائيل تنفي أي علاقة للموساد بالفلسطيني الذي أعدمه «داعش»

والده: عندما أدرك ابني أن هذا التنظيم ليس مكانه اخترعوا قصة التجسس

إسرائيل تنفي أي علاقة للموساد بالفلسطيني الذي أعدمه «داعش»
TT

إسرائيل تنفي أي علاقة للموساد بالفلسطيني الذي أعدمه «داعش»

إسرائيل تنفي أي علاقة للموساد بالفلسطيني الذي أعدمه «داعش»

نفى موشيه يعلون، وزير الدفاع الإسرائيلي، بشكل رسمي، أن يكون الشاب المقدسي محمد سعيد مسلم (19 عاما)، عميلا أو مرتبطا بجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، أو بأي جهاز مخابرات آخر في إسرائيل، مؤكدا بذلك رواية أقارب الشاب، الذين رفضوا بالكامل ادعاءات «داعش» حول انتمائه للموساد.
وقال والد الشاب سعيد إسماعيل مسلم، إنه يدرك وزوجته أن ابنهما وقع ضحية تضليل من طرف تنظيم داعش عبر الإنترنت، فهرب إلى سوريا لينضم إليه، ولكن «عندما شعر بأن هذا التنظيم ليس مكانه، اتهموه بأنه عميل للموساد، واخترعوا قصة محاكمته وإعدامه بتهمة التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية».
وكانت مؤسسة الفرقان، التابعة لتنظيم داعش، قد بثت شريطا، أول من أمس، مدته 13 دقيقة، يظهر فيه وهو يحمل بطاقة الهوية الإسرائيلية، ويعترف بأنه كان عميلا للموساد، كما نشر عنه تنظيم داعش في مجلته الشهرية «دابق»، التي يصدرها باللغة الإنجليزية.
وظهر إلى جانب مسلم شاب من تنظيم داعش في العشرينات من العمر، وطفل ينتمي للتنظيم نفسه، وفي الشريط تعهد «الداعشي» الكبير بلغة فرنسية بأن أشبال «داعش» هم من «سيقتلون من أرسله الموساد الغبي، ليتجسس على عورات المجاهدين والمسلمين. وعما قريب سترون جحافل الخلافة تدك دياركم وحصونكم، وتحرر بيت المقدس بإذن الله». وبعد أن يقوم الطفل، الذي يبلغ بالكاد 10 أعوام، بإطلاق النار على رأس مسلم الذي يركع قبالته، تظهر صورته على خلفية القدس والمسجد الأقصى، ثم تظهر في ختام الفيديو صور وأسماء 13 شخصا، تدعي «الفرقان» أنهم أشخاص من سكان القدس انتظموا في خلية تتجسس على تنظيم داعش لخدمة الموساد وإسرائيل، بينما يدعو «الداعشي» المسلمين «أحفاد محمد بن مسلمة» في القدس لإعدامهم وقتلهم.
وفي المقابلة، التي نشرت مع محمد مسلم في الشريط نفسه، يقول إنه تلقى تشجيعا من أهله على العمل لصالح الموساد في التجسس على تنظيم داعش، كما التقى في بيته مع ضابط في المخابرات اسمه إيلي، وكشف أمامه عن الأرباح والمقابل الذي سيحصل عليه من خلال عمله جاسوسا. وأضاف قائلا إن ضابط موساد يدعى ميرو قد وصل إليه، وعرض عليه الخروج في مهمة تجسس لدى تنظيم داعش في سوريا. وأضاف موضحا: «لقد دفعوا لي راتبا شهريا، وأعطوني بيتا، وتكلفوا بجميع الأمور التي واجهتني، وساعدوني في الحصول على جميع المستندات التي كنت بحاجة إليها. كما قاموا بمتابعة احتياجاتي اليومية».
وبحسب أقواله، فقد طلب منه الموساد أن يعرف أين يقوم رجال تنظيم داعش بتخزين الصواريخ والوسائل القتالية، وأين تقع قواعدهم العسكرية، وما أسماء الفلسطينيين الذين سافروا للقتال إلى جانب تنظيم داعش من داخل الأراضي الفلسطينية. وادعى أن مشغليه في الموساد طلبوا منه عدم الاتصال بهم قبل انتهاء فترة التدريبات، وتعلم الشريعة في صفوف التنظيم. وقال إنه دخل إلى سوريا عبر تركيا بواسطة مهرب كان يحمل رقم هاتفه، وأنه هو من قام بتهريبه إلى داخل سوريا.
ونفى الوزير الإسرائيلي يعالون في حديث إذاعي ما ورد في الشريط، وقال موضحا: «صحيح أن عشرات العرب المواطنين في إسرائيل انضموا إلى تنظيم داعش، وذلك غداة إعلان هذا التنظيم المتطرف عن قتل عربي إسرائيلي برصاصة في الرأس. ولكن العدد لم يزد على بضع عشرات، قتل بعضهم، فيما أوقف آخرون لدى عودتهم أو قبل رحيلهم. لكن ذلك لا يشكل ظاهرة منتشرة بين العرب الإسرائيليين». واعتبر أنه «ليس صعبا» بث أفكار تنظيم داعش حتى في إسرائيل بفضل الإنترنت.
وبخصوص شريط الفيديو، نفى يعالون الادعاءات. وأكد أن «هذا الشاب لا صلة له بالموساد، ولا بأي مؤسسة مرتبطة بالأمن في إسرائيل».
وكان المتحدث باسم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، قد أكد أخيرا أن الشاب مسلم ذهب في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى تركيا، وانتقل منها إلى سوريا، وأنه التحق بحسب المعلومات الإسرائيلية بتنظيم داعش بمبادرته الذاتية ومن غير معرفة أهله. أما والدا محمد مسلم فقد عادا لتأكيد نفيهما القاطع لتهمة الانتماء للموساد، ورفضا القبول بأن ابنهما قتل، «حيث إن الشريط لا يثبت ذلك بوضوح»، واعتبرا المسألة عبارة عن مسرحية وضع ابنهم ضحية فيها. وفي هذا الصدد، قال الوالد إن ابنه بريء تماما، وإن تنظيم «داعش اتهمه لأنه حاول الرجوع والهرب منهم».
من جانبه، قال أحمد شقيق محمد مسلم، إن أخاه لا علاقة له بالمتشددين، وأضاف: «لقد عمل أخي في سلطة المطافئ في شرقي القدس، وأخبرنا قبل 3 أشهر أن لديه دورة في سلطة المطافئ، وأنه سيتغيب عن البيت لعدة أيام. وبعد أيام طويلة من غيابه بدأنا نبحث عنه. وعندما توجهنا للشرطة اكتشفنا أنه لم يكن لديه أي دورة، وأنه سافر إلى تركيا دون أن يقول شيئا عن ذلك».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.