وزير الصحة اليمني لـ {الشرق الأوسط}: إيران تدعم الحوثيين عسكريًّا تحت غطاء المساعدات

قال إن جماعة الحوثي تحقق أهدافها بطريقة أفلام «رعاة البقر» الأميركية

د. رياض ياسين عبد الله
د. رياض ياسين عبد الله
TT

وزير الصحة اليمني لـ {الشرق الأوسط}: إيران تدعم الحوثيين عسكريًّا تحت غطاء المساعدات

د. رياض ياسين عبد الله
د. رياض ياسين عبد الله

شدد الدكتور رياض ياسين عبد الله وزير الصحة اليمني على أن الجسر الجوي الذي فتحه الحوثيون في اليمن مع إيران لا يتعلق بمعدات طبية أو إنسانية كما هو مُعلن، وإنما أشياء خفية لا يُعلم ما هي.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، أمس: «من جهتنا في وزارة الصحة لم نعلن رسميا عن وصول مساعدات إنسانية كما يدعي الانقلابيون، ولا يوجد أي شيء من هذا القبيل وإنما هي أشياء خفية بهدف دعم الانقلابيين من قبل طهران». وعن الوضع الحالي الذي تعيشه اليمن بيّن الوزير اليمني أن «المرحلة الحالية هي مرحلة فاصلة في تاريخ اليمن بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء وضواحيها وصعدة، بما لا يقل عن 20 في المائة من صنعاء والمحافظات المجاورة لها ومحاولة فرض هيمنتهم بالتعاون مع إيران، بصورة أصبحت مكشوفة وواضحة، خصوصا بعد فتح جسر جوي، وحاول الحوثيون وضع غطاء لما يجلبونه إلى داخل البلاد، على أساس أنها مساعدات طبية». وأضاف: «في الحقيقة نحن لا نعتقد أن ما يدخلونه للبلاد هو مساعدات طبية كما هو المعلن، وإنما هي أمور مخفية، ولم نعلن نحن في وزارة الصحة عن أي معدات طبية أو أي تجهيزات أو أي مساعدات من بطانيات وغيرها من المستلزمات».
وفي ما يتعلق بترتيبات مجلس الوزراء اليمني بعد إعلان الرئيس عبد ربه منصور هادي، عدن عاصمة للبلاد، قال: «نحن الآن في عدن تحت رعاية عبد ربه منصور هادي، وسنستأنف اجتماعات مجلس الوزراء لترتيب الأوضاع عامة لإدارة البلاد بأكملها من داخل عدن التي أعلنها الرئيس هادي عاصمة للبلاد، وذلك بهدف إدارة شؤون البلاد كافة». وأكد وزير الصحة أن الشعب اليمني يؤيد التحركات الأخيرة للرئيس هادي، وبيّن أن «الوضع يتحسن بشكل يومي، خصوصا أن هناك إجماعا إقليميا بقيادة السعودية ودول الخليج على دعم الشرعية، وهناك إجماع دولي كذلك، ويضاف إلى ذلك إجماع داخلي يمثله الشعب اليمني على مواجهة الانقلاب الحوثي، ويتضح ذلك من خلال المظاهرات اليومية التي تعلن رفض الشاعر اليمني لما حدث - أخيرا - في البلاد، متمثلا في الانقلاب على الشرعية».
وطالب الدكتور رياض جميع اليمنيين بالعمل معا، بهدف تأمين الاستقرار والعودة مجددا للاهتمام بالبنية التحتية للبلاد وتسهيل حياة المواطنين، لا سيما في ما يتعلق بمجالات الصحة والتعليم والمتطلبات الأساسية للإنسان في اليمن.
وشدد وزير الصحة على أنه لا فائدة من حوار الداخل، لا سيما في صنعاء، في ظل التهديدات التي يجدها أعضاء الحوار من قبل الحوثيين، مشبها ذلك بطريقة أفلام رعاة البقر الأميركية (كاوبوي) الذي يحمل سلاحه في كل شؤون حياته لتحقيق ما يريد، مبينا: «يُفضل أن يكون الحوار في الخارج، لأن حوار الداخل ولا سيما في صنعاء لا فائدة منه، فهو على طريقة (كاوبوي) عندما يضع أحد المحاورين سلاحه على الطاولة أو على رأس الأطراف الأخرى في الحوار، ويطلب منهم الحوار أو إبداء الرأي، ووفقا لهذه الاعتبارات فإن أي حوار في صنعاء هو حوار مسلوب الإرادة وحوار لن يؤدي إلا إلى نتيجة غير مفيدة للمصلحة العامة».
ولفت إلى أن الحوار في الخارج سيكون له تبعاته الإيجابية، ولا سيما إذا كان تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي لتنفيذ الرؤية الحقيقية للمبادرة الخليجية، كاشفا أن «الحوار السابق الذي أشرف عليه المبعوث الدولي احتوى على كثير من الأخطاء والسلبيات، ونتمنى أن يجري تلافي هذه الأخطاء، من خلال الإشراف المباشر والحثيث من قبل مجلس التعاون الخليجي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.