استطلاع: شعبية نتنياهو ارتفعت بعد خطابه أمام الكونغرس

الدبلوماسيون الإسرائيليون يصوتون قبل 12 يومًا من الانتخابات التشريعية

استطلاع: شعبية نتنياهو ارتفعت بعد خطابه أمام الكونغرس
TT

استطلاع: شعبية نتنياهو ارتفعت بعد خطابه أمام الكونغرس

استطلاع: شعبية نتنياهو ارتفعت بعد خطابه أمام الكونغرس

انقسمت الصحف وآراء الخبراء بشأن أثر وانعكاسات خطاب نتنياهو على الساحة السياسية في إسرائيل، وذلك قبل أقل من أسبوعين من الاقتراع غير معلوم النتائج.
وبحسب استطلاعين للرأي نُشرا، مساء أول من أمس، من قبل القناتين «العاشرة» و«اروتز 2» الخاصتين، فإن خطاب نتنياهو في الكونغرس أدى إلى تحسن طفيف في شعبية حزب الليكود، لكن من دون تحقيق اختراق، ومنح الاستطلاعان حزب نتنياهو 23 مقعدا من 120.
وفي المقابل، فإن «المعسكر الصهيوني»، الذي يُعد أبرز قوى المعارضة، بقيادة الزعيم العمالي إسحاق هرتزوغ المتضامن مع الوسطية تسيبي ليفني، بقي مستقرا، حيث منحتهما الاستطلاعات على التوالي 23 و24 مقعدا. واعتبر معلقو القناتين أن نتنياهو يبقى حتى الآن في وضع أفضل من هرتزوغ لحشد أغلبية مع الأحزاب الوطنية والدينية المتطرفة.
وحتى الآن نجح نتنياهو، المرشح لولاية جديدة، في إعادة توجيه النقاش العام للحملة الانتخابية بعيدا عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تشكل نقطة ضعفه، بحسب رأي المحلل الاستراتيجي السياسي الإسرائيلي - الأميركي ستيفن ميلر، الذي قال إن «ما ساعد نتنياهو هما الأسبوعان اللذان مرا في الحديث عن خطابه في كل عمود صحافي، وفي كل دقيقة بث تلفزيوني، حيث تم تخصيص هذا الوقت لقضية إيران، وللعلاقات الإسرائيلية - الأميركية. وهو وقت غابت فيه القضايا الاقتصادية»، مضيفا أن زعيم الليكود يبدو «غير قادر على الدفاع عن حصيلته أو عرض استراتيجية حول القضايا التي تشغل أكثر بال الناخبين، وبالتالي فإن أفضل استراتيجية هي محاولة تغيير مجرى النقاش».
وفي استطلاعات منفصلة أجرتها قنوات حول مدى شعبية كل مرشح على حدة، حصل نتنياهو على تأييد 44 في المائة لشغل منصب رئيس الوزراء، مسجلا ارتفاعا بنقطتين مئويتين عما كان عليه قبل أسبوع، فيما انخفض تأييد هرتزوغ نقطتين مئويتين إلى 35 في المائة، حسبما أظهرت نتيجة استطلاع للقناة العاشرة.
لكن نتنياهو كان متقدما بدرجة أكبر على منافسه في استطلاع للقناة الثانية، إذ حصل على تأييد 47 في المائة، مقابل 28 في المائة لهرتزوغ. كما أوضحت جل الاستطلاعات أن نتنياهو لديه عدد أكبر من الحلفاء السياسيين المحتملين الذين يمكن أن يشكل معهم حكومة ائتلافية بعد الانتخابات.
وفي النظام الانتخابي الإسرائيلي، يختار الناخبون أحزابا وليس مرشحين أفرادا، ويفوز بالتكليف الرئاسي لتشكيل حكومة زعيم الحزب الذي يمتلك العدد الأكبر من الحلفاء السياسيين.
ويقول نقاد إسرائيليون إن نتنياهو الذي يسعى للفوز بفترة ولاية رابعة خاطر بالإضرار بتحالف إسرائيل الاستراتيجي مع واشنطن، بقبوله التحدث في الكونغرس الأميركي الثلاثاء الماضي، لمغازلة الناخبين قبيل الانتخابات التي تشهد منافسة حامية.
كما تعرض نتنياهو لانتقاد قوي من إدارة أوباما بسبب الكلمة التي تقول واشنطن إنها أضرت بالعلاقات الأميركية - الإسرائيلية، بسبب ما سببته من انقسام حزبي في الولايات المتحدة، حيث قاطع الكلمة ما يصل إلى 60 من بين 232 مشرعا ديمقراطيا في الكونغرس. لكن أنصار نتنياهو في إسرائيل يصرون على واقع أن الخطاب لم يهدف إلا إلى منع اتفاق سيئ مع إيران. أما خصومه، فيرون فيه محاولة لكسب مزيد من الأصوات في الانتخابات.
وعلى صعيد متصل بالحملة الانتخابية في إسرائيل، افتتح الدبلوماسيون الإسرائيليون في الخارج التصويت للانتخابات التشريعية الإسرائيلية، وقاموا بالتصويت قبل 12 يوما من الموعد، حسبما أعلنت عنه وزارة الخارجية.
وقال بيان صادر عن الوزارة إن التصويت الذي يشارك فيه 5 آلاف دبلوماسي يمثلون الوكالة اليهودية من أجل إسرائيل بدأ صباح أول من أمس في نيوزيلندا، وسينتهي اليوم في تمام الساعة 12 بتوقيت غرينتش في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة. وسيتم إرسال صناديق الاقتراع عبر البريد إلى لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية في القدس، ولن يتم فرزها قبل 17 من مارس (آذار) الحالي، وهو اليوم المقرر للانتخابات التشريعية الإسرائيلية. ولا يحق للإسرائيليين في الخارج التصويت للانتخابات إن لم يكونوا في مهمة دبلوماسية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.