حالة ارتباك في إسبانيا بعد حسم «فيفا» نقاط ألميريا

بلاتر يطالب بخصم النقاط من الفرق المسؤولة عن «العنصرية»

الدنماركي مايكل جاكوبسين
الدنماركي مايكل جاكوبسين
TT

حالة ارتباك في إسبانيا بعد حسم «فيفا» نقاط ألميريا

الدنماركي مايكل جاكوبسين
الدنماركي مايكل جاكوبسين

ثارت حالة من اللغط والارتباك في الكرة الإسبانية بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) معاقبة فريق ألميريا بخصم 3 نقاط من رصيده هذا الموسم في الدوري المحلي في إسبانيا، وهو الأمر الذي اعترف به اتحاد الكرة الإسباني ورفضته رابطة أندية الدوري الإسباني من ناحية أخرى.
ونشر اتحاد الكرة الإسباني عبر موقعه على الإنترنت جدول ترتيب أندية الدوري الإسباني، والذي يحتل فيه فريق ألميريا المركز الثامن عشر برصيد 21 نقطة، بينما أصدرت رابطة الأندية الإسبانية ترتيبا مختلفا يظهر فيه ألميريا في المركز السادس عشر برصيد 24 نقطة.
وكان الفيفا قد عاقب الفريق الإسباني في الأسبوع الماضي بخصم 3 نقاط من رصيده بسبب ديونه المتعثرة تجاه أندية أجنبية أخرى نظير حقوق رعاية أحد اللاعبين. وثارت المشكلة الأخيرة بسبب تعاقد ألميريا عام 2010 مع الدنماركي مايكل جاكوبسين لاعب نادي البورغ السابق.
وطالب النادي الدنماركي نظيره الإسباني بدفع مبلغ يتراوح بين 50 و60 ألف يورو (56 و63 ألف دولار) نظير حقوق رعاية اللاعب، وهو الأمر الذي رفضه ألميريا.
ومن جانبه، أكد ألفونسو جارسيا رئيس ألميريا أن ناديه سدد الدين المذكور، كما قدم مستندات للمحكمة الرياضية الدولية (كاس) تثبت صحة ادعائه. ودافعت رابطة الدوري الإسباني عن ألميريا في هذه القضية ورفضت خصم النقاط الثلاث من رصيده حتى هذه اللحظة. ولعب جاكوبسين 54 مباراة لصالح النادي الإسباني في الفترة ما بين عامي 2010 و2012. حيث إنه يلعب حاليا بين صفوف نادي إف سي كوبنهاغن الدنماركي.
وأصبح ألميريا في مأزق معقد بسبب هذه المشكلة، حيث إنه يصارع من أجل البقاء في دوري الدرجة الأولى الإسباني، نظرا لأنه يحتل أحد مراكز الهبوط بعد خصم الفيفا 3 نقاط من رصيده.
من جهة أخرى, طالب سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس الأربعاء بمعاقبة الفرق المسؤولة عن الإساءات والمخالفات العنصرية بخصم نقاط من رصيدها. وقال بلاتر: «أكبر مشكلة واجهتنا خلال الأيام الأخيرة هنا في هذه القارة هي العنصرية والتمييز. هذه أمور غير مقبولة».
وأضاف بلاتر متحدثا لرؤساء اتحادات أميركا الجنوبية خلال المؤتمر السنوي للاتحاد القاري في مقره في باراغواي: «لا بد من خصم النقاط وتطبيق عقوبة الهبوط.. وفي اللحظة التي تتوفر لنا فيها الشجاعة للقيام بهذه الخطوة سيختفي التمييز والعنصرية».
وآخر حادث ينطوي على عنصرية في أميركا الجنوبية كان ضحيته المهاجم البنمي لويس تيخادا الذي يلعب لفريق خوان أوريتش في بيرو، والذي اضطر إلى الخروج من أرض اللعب خلال مباراة بعد تعرضه للإساءة العنصرية من جانب مشجعي فريق سينسيانو.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».