الحكومة الفلسطينية تندد باستخدام أموالها المصادرة لسداد فواتير شركة الكهرباء

اقتحامات جديدة لاستهداف الأقصى.. وحملة فلسطينية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية

الحكومة الفلسطينية تندد باستخدام أموالها المصادرة لسداد فواتير شركة الكهرباء
TT

الحكومة الفلسطينية تندد باستخدام أموالها المصادرة لسداد فواتير شركة الكهرباء

الحكومة الفلسطينية تندد باستخدام أموالها المصادرة لسداد فواتير شركة الكهرباء

استنكرت الحكومة الفلسطينية قيام إسرائيل بتحويل مبلغ 300 مليون شيقل (الدولار يساوي 3.90)، لشركة الكهرباء القطرية الإسرائيلية من مستحقات الضرائب الفلسطينية، التي تحتجزها إسرائيل للشهر الثالث على التوالي، بحجة سداد جزء من مديونية الشركة الإسرائيلية، ووصفت ذلك بأنه «جريمة مركبة».
وقالت الحكومة الفلسطينية في بيان إن «هذا الإجراء جريمة مركبة ترتكبها إسرائيل. فهي تحتجز الأموال الفلسطينية، ثم تقوم بالتصرف فيها بإرادتها المنفردة، دون علم أو موافقة أصحابها، خصوصا وأن عملية بيع الكهرباء تتم بشكل مباشر من الشركة الإسرائيلية إلى شركات التوزيع الفلسطينية، ويتم الدفع بشكل مباشر، وذلك حتى قبل قيام السلطة الوطنية، واستمر الوضع كذلك بعد قيامها إلى الآن، وما زالت إسرائيل ترفض إبرام أي اتفاقية تجارية مع الشركة الإسرائيلية، تضمن تزويد الأرض الفلسطينية بتعرفة جملة، ونقل صلاحيات نقاط الربط والشبك للسلطة، وآلية دفع عادلة، وتدقيق كل الفواتير منذ قيام السلطة دون مماطلة أو تسويف وتعطيل للتوصل إلى اتفاق يشمل جميع القضايا».
وجاء قرار إسرائيل بتحويل الأموال الفلسطينية للشركة الإسرائيلية بعد قطعها مرتين عن مناطق في نابلس وجنين الأسبوع الماضي، والتهديد بتوسيع نطاق قطع الكهرباء ليشمل مناطق واسعة في شمال وجنوب الضفة، بسبب ما قالت إنه ديون مستحقة على السلطة تعادل 492 مليون دولار.
وشككت الحكومة الفلسطينية أمس، بعد اجتماع ترأسه رئيس الوزراء رامي الحمد الله، في مدى صحة الديون التي تطالب بها الشركة الإسرائيلية، «نظراً لأن قراءة وفحص العدادات في نحو 230 نقطة ربط للشبكة الفلسطينية بالشركة الإسرائيلية، غير متاحة للجانب الفلسطيني، وتتم من قبل متعهد يعمل لصالح الشركة الإسرائيلية».
وقالت الحكومة إن هذا الوضع، إضافة إلى «تحميل الرواتب الضخمة التي يتقاضاها موظفو الشركة الإسرائيلية على التعرفة التي تباع بها الكهرباء للفلسطينيين، يدعونا للتشكيك في الأرقام التي تدعيها الشركة الإسرائيلية بشأن مديونية شركات التوزيع والهيئات المحلية الفلسطينية».
وأوضحت الحكومة أنها «تبذل جهودا كبيرة لمعالجة هذا الملف من خلال تحفيز شركات التوزيع والهيئات المحلية الموزعة للكهرباء على زيادة الجباية، وتشجيع مبادرات الاستثمار في قطاع الطاقة البديلة المتجددة».
وتحتجز إسرائيل أكثر من 300 مليون دولار من مستحقات ضريبية للسلطة الفلسطينية عن 3 أشهر، ردا على توجه الفلسطينيين إلى محكمة الجنايات الدولية.
وقد جاء اقتطاع لأموال لصالح الشركة الإسرائيلية، في وقت صعد فيه ناشطون، أمس، من الحملة ضد البضائع الإسرائيلية، حيث أتلفوا كميات كبيرة منها وسط شوارع رام الله، في مؤشر على تصاعد الحرب الاقتصادية بين الطرفين. كما أتلف ناشطون آخرون حمولة شاحنات إسرائيلية في شوارع الضفة الغربية علنا، إيذانا بإطلاق مرحلة جديدة من الحملة التي أطلقت قبل 3 أسابيع ردا على احتجاز الأموال الفلسطينية، فيما قام نشطاء بإلقاء حمولة شاحنات كانت تقل كميات من مشتقات الحليب الإسرائيلية في إحدى الساحات المركزية في مدينة رام الله.
وقال عبد الله كميل، رئيس حركة المقاطعة، إن النشطاء ينوون تفقد الدكاكين والمتاجر، ومصادرة منتجات تعود لست شركات أغذية إسرائيلية خلال الأيام القريبة القادمة.
من جهة ثانية، اقتحم مستوطنون أمس، ساحات المسجد الأقصى المبارك، ضمن ما يسمى «برنامج السياحة اليومي»، تحت حراسة شرطة الاحتلال، حيث أوضح شهود عيان أن 30 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية عبر باب المغاربة، وقاموا بجولة في ساحاته.
وتأتي هذه الاستفزازات في سياق دعوة منظمات «الهيكل المزعوم»، إلى تنظيم اقتحامات اليوم، وغدا للمسجد الأقصى المبارك، بمناسبة عيد «المساخر - البوريم» اليهودي تحت شعار «لن نتنازل عن بيت الملك».
وتشجعت الجماعات اليهودية بعد قرار محكمة إسرائيلية السماح لليهود بأداء شعائر تلمودية في ساحات المسجد الأقصى، وهو القرار الذي وصفه ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، بأنه جزء لا يتجزأ من آلة التهويد الإسرائيلية، وهي تستند إلى خرق واضح للقوانين الدولية في إملائها لقرارات تطبق بقوة السلاح على أراضٍ محتلة، معترف بها دوليا على أنها جزء من أراضي دولة فلسطين.
ودعت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في بيان لها أمس، إلى تكثيف الوجود والتواصل، وشد الرحال المبكر إلى المسجد الأقصى، اليوم الأربعاء وغدا الخميس، طلبا لطاعة الله، وقالت إن ذلك «هو الوسيلة المهمة لحفظ حرمة المسجد الأقصى، والدفاع عنه أمام حملات وتكرار اقتحامات المسجد الأقصى من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومن ضمنها منظمات وجماعات الهيكل المزعوم والمستوطنين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.