محكمة مصرية تقضي بإدراج حماس «جماعة إرهابية» والحركة تصف الحكم بـ«الخطير»

معاقبة مرشد الإخوان و3 من نوابه بالسجن المؤبد

محكمة مصرية تقضي بإدراج حماس «جماعة إرهابية» والحركة تصف الحكم بـ«الخطير»
TT

محكمة مصرية تقضي بإدراج حماس «جماعة إرهابية» والحركة تصف الحكم بـ«الخطير»

محكمة مصرية تقضي بإدراج حماس «جماعة إرهابية» والحركة تصف الحكم بـ«الخطير»

قضت محكمة مصرية، أمس، بإدراج حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) كجماعة إرهابية، بعد نحو شهر على صدور حكم آخر باعتبار كتائب القسام الجناح العسكري للحركة جماعة إرهابية. وقال المحامي سمير صبري، مقيم الدعوى، لـ«الشرق الأوسط» إن هيئة قضايا الدولة التي تمثل الحكومة المصرية تضامنت معه في دعواه، لافتا إلى أنه يعتزم أن يتقدم اليوم (الأحد) بطلب للنيابة العامة لإدراج حماس على قائمة الكيانات الإرهابية، التي سن لها قانون الأسبوع الماضي. واستنكرت حماس الحكم، ووصفته بـ«الصادم والخطير». وفي غضون ذلك، قضت محكمة أخرى أمس أيضا، بمعاقبة محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين، و3 من نوابه وعدد كبير من قيادات الجماعة بالسجن المؤبد في قضية تتصل بأعمال عنف وقعت بالقاهرة قبل عامين.
وترتبط حماس فكريا وتاريخيا بجماعة الإخوان التي أعلنتها الحكومة المصرية منظمة إرهابية بعد عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة منتصف العام قبل الماضي. وقالت المصادر القضائية إن محكمة القاهرة للأمور المستعجلة حكمت بإدراج حماس «منظمة إرهابية وألزمت وزير الخارجية المصري بمخاطبة جميع دول العالم باعتبار حماس منظمة إرهابية وكذا كل من ينتمي إليها أو يدعمها ماديا أو معنويا من العناصر الإرهابية».
ويعكس الحكم الذي أصدرته أمس محكمة القضاء المستعجل حدة التوتر بين القاهرة وحركة حماس، على خلفية دعم الأخيرة لجماعة الإخوان التي تخوض صراعا شرسا ضد السلطات منذ عزل الرئيس الأسبق مرسي. وقال سمير صبري، أحد مقيمي الدعوى، عقب الحكم، إن «الحكم واجب النفاذ ولا يحق لأحد أن يطعن عليه، بعد أن تضامنت هيئة قضايا الدولة مع الدعوى»، مضيفا أن الهيئة التي تمثل الحكومة «حضرت في جلسات المرافعة وقدمت للمحكمة مذكرة داعمة لإدراج حماس كمنظمة إرهابية.. وقالت إنها إرادة الشعب المصري، مما يجعل الحكم غير قابل للطعن قانونا».
وقالت المحكمة في حيثيات الحكم أمس إنه من واقع مطالعة المستندات التي قدمت للمحكمة ثبت لها ارتكاب تلك الحركة لتفجيرات أتلفت المنشآت وحصدت الأرواح واستهدفت المدنيين ورجال القوات المسلحة والشرطة، دعما لتنظيم الإخوان الإرهابي.
قضت محكمة القضاء المستعجل، نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، بحظر «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وإدراجها كجماعة إرهابية، وإدراج كل من ينتمي إليها داخل مصر ضمن العناصر الإرهابية. ويتهم مسؤولون مصريون حماس وجناحها العسكري بدعم حركات متشددة تتخذ من سيناء مرتكزا لعملياتها ضد السلطات المصرية منذ عزل مرسي. وقتل مئات من رجال الجيش والشرطة في هجمات يشنها المتشددون. وتنفي حركة حماس أي صلة بتلك العمليات الإرهابية.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة في تصريحات صحافية، أمس، إن الحكم «صادم وخطير» مضيفا أن «القرار لن يكون له أي تأثير على مكانة حركة حماس». إلى ذلك، قضت محكمة مصرية أمس، بمعاقبة مرشد جماعة الإخوان و3 من نوابه هم رشاد البيومي، وخيرت الشاطر، ومحمود عزت الذي يحاكم غيابيا، بالإضافة إلى عدد من القيادات البارزة على رأسها عصام العريان، ومحمد البلتاجي، وسعد الكتاتني، بالسجن المؤبد، وقضت بمعاقبة 4 متهمين آخرين بالإعدام شنقا في القضية التي وجهت فيها النيابة للمتهمين اتهامات بالقتل والشروع في قتل متظاهرين أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم (جنوب القاهرة). وسبق أن صدرت أحكام بالإعدام والسجن المؤبد على بديع وغيره من قيادات ومؤيدي الجماعة في قضايا أخرى تتصل جميعها بالاحتجاجات والاضطرابات التي أعقبت عزل مرسي.
وتعود القضية المعروفة إعلاميا بقضية مكتب الإرشاد إلى يوم 30 يونيو (حزيران) 2013، وهو اليوم الذي انطلقت فيه المظاهرات المناهضة لمرسي بعد عام واحد على توليه الحكم. واندلعت اشتباكات في ذلك اليوم بين معارضي مرسي وعدد من مؤيديه في محيط مقر الجماعة بالمقطم وقتل فيها 7 متظاهرين على الأقل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.