حكم بالإعدام لـ4 من الإخوان في مصر والمؤبد لـ14 آخرين

والأحكام قابلة للطعن

حكم بالإعدام لـ4 من الإخوان في مصر والمؤبد لـ14 آخرين
TT

حكم بالإعدام لـ4 من الإخوان في مصر والمؤبد لـ14 آخرين

حكم بالإعدام لـ4 من الإخوان في مصر والمؤبد لـ14 آخرين

أصدرت محكمة جنايات مصرية، اليوم (السبت)، حكما بإعدام 4 من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، والمؤبد بحق 14 آخرين من قياداتها بينهم المرشد العام، بعد إدانتهم بقتل متظاهرين مناهضين عام 2013، حسبما أفاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية.
وترتبط هذه القضية بأحداث عنف أسفرت عن سقوط 12 قتيلا و91 جريحا بعد محاولة متظاهرين مناهضين اقتحام مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة في 30 يونيو (حزيران) 2013.
وقال القاضي معتز خفاجي في الجلسة التي لم تستغرق أكثر من دقائق «حكمت المحكمة (...) بمعاقبة كل من محمد عبد العظيم البشلاوي، ومصطفى عبد العظيم فهمي، وعاطف عبد الجليل، وعبد الرحيم محمد، بالإعدام شنقا حتى الموت عما نسب إليهم».
كما صدرت أحكام بالمؤبد طالت أبرز قيادات الجماعة وعلى رأسهم محمد بديع، مرشد الجماعة، ونائبيه؛ خيرت الشاطر ورشاد البيومي، والمرشد السابق مهدي عاكف، وسعد الكتاتني رئيس البرلمان السابق، ومحمد البلتاجي وعصام العريان وأسامة ياسين وزير التموين في حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي، و7 آخرين.
يشار إلى أن هذه الأحكام قابلة للطعن.
وكانت النيابة العامة أسندت للمتهمين ارتكاب جرائم «القتل والتحريض على القتل، والشروع في القتل، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة حية، والانضمام إلى عصابة مسلحة تهدف إلى ترويع الآمنين والتحريض على البلطجة والعنف».
وصدرت الأحكام غيابيا ضد اثنين من المحكومين بالإعدام و3 من المحكومين بالمؤبد.
وحضر 13 من المتهمين الموقوفين الجلسة في أكاديمية الشرطة الملاصقة لسجن طرة جنوب القاهرة. وتعرف القضية إعلاميا في مصر باسم قضية «مكتب الإرشاد».
ووقعت أحداث هذه القضية قبل 3 أيام من عزل مرسي من حكم البلاد.
وكان المتظاهرون المعارضون للإخوان يحاولون اقتحام المقر الرئيسي للجماعة حين وقعت اشتباكات دامية استخدمت فيها الأسلحة النارية.
وبعدها بـ3 أيام، عزل الجيش المصري مرسي في 3 يوليو (تموز)، إثر احتجاجات شعبية حاشدة عبر البلاد.
وحكم المؤبد (السبت) هو الرابع للمرشد العام محمد بديع.
وسبق أن صدرت 4 أحكام ضده، 3 بالسجن المؤبد بتهمة التحريض على العنف، والرابع بالإعدام بتهمة التحريض على أحداث عنف دامية في محافظة المنيا في عام 2013، لكنها ألغيت وستُعاد محاكمته.
وكانت الحكومة قد صنّفت الإخوان المسلمين «تنظيما إرهابيا» في ديسمبر (كانون الأول) 2013.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.