مساع لنقل الحوار إلى تعز في غضون أيام

قيادي في حزب المؤتمر : ما يقوم به هادي مناورات سياسية

مساع لنقل الحوار إلى تعز في غضون أيام
TT

مساع لنقل الحوار إلى تعز في غضون أيام

مساع لنقل الحوار إلى تعز في غضون أيام

قال قيادي بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح: إن «ما يجري في اليمن، حاليا، عمل مخطط له مسبقا ويهدف إلى تقسيم اليمن إلى عدة مناطق»، ودعا القيادي البارز إلى مصالحة وطنية وتسامح في اليمن من أجل طي صفحة الماضية، في الوقت الذي علقت أعمال الحوار بين القوى السياسية اليمنية والذي ترعاه الأمم المتحدة في صنعاء، في حين كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» عن إمكانية التوصل إلى اتفاق لنقل مقر الحوار السياسي إلى محافظة تعز.
وقال حسين حازب، عضو اللجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب المؤتمر الشعبي العام، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «التصرفات والإجراءات التي تقوم بها (اللجنة الثورية) وما يقوم به الرئيس عبد ربه منصور هادي من إجراءات وتصرفات كلها نوع من الضغوطات، كل طرف يضغط على الآخر، نحن نفسر الأمر هكذا، نوع من المناورات في العملية السياسية»، وأعرب عن اعتقاده أن كل ما حدث ويحدث في اليمن «أعتقد أنه سيناريو مرسوم منذ فترة من قبل بعض الدول التي تسعى إلى تمزيق اليمن من الداخل في أحسن أحواله إلى شطرين وفي الأسوأ إلى 3 أو أكثر من ذلك».
وحول نظرة وموقف حزب المؤتمر الشعبي إلى تصرفات الحوثيين وقبضتهم الأمنية والاعتقالات التي ينفذونها في صفوف خصومهم السياسيين وما يطرح بأن النظام السابق لم يكن يفرض الإقامة الجبرية وغير ذلك من الإجراءات، يقول حسين حازب لـ«الشرق الأوسط»: إن «الوضع غير طبيعي منذ عام 2011، وما يحصل اليوم من قبل (أنصار الله) الحوثيين، ما هو إلا تكرار لما قام به الإخوة في أحزاب (اللقاء المشترك) منذ عام 2011، هؤلاء هاجموا المعسكرات وهؤلاء أيضا، وهؤلاء قطعوا الطرقات وهؤلاء أيضا، وأول من قبل بتدمير الجيش وسمح لعناصره بالتظاهر في الشوارع هو حزب الإصلاح وأحزاب المشترك، وهؤلاء (أنصار الله) مضوا على نفس الخطى، رغم أن الظرف غير طبيعي، وأنا أستغرب لمن يتظاهرون في شارع الستين في الوقت الذي هم يتحادثون ويتبادلون القبل ويأكلون الكعك والسمك في فندق موفنبيك (مقر الحوار السياسي)، إذن فالعملية غير صادقة، الذين يتظاهرون غير صادقين والذين يتحاورون، أيضا، كذلك جميعهم ينفذون خطوات مرسومة».
ودعا حازب اليمنيين إلى مصالحة شاملة، ويؤكد حازب أن «اليمنيين قرارهم ليس بأيديهم، وهذا واضح، ولن يستعيدوا هذا القرار إلا إذا التقوا تحت غطاء مصالحة ومسامحة حقيقية تذوب فيها الأغراض الشخصية والحزبية والمناطقية ويرتقوا فيها إلى سقف الوطن، وإذا وصلوا إلى هذا الارتقاء فلن يحتاجوا في الحوار إلا إلى أسبوع واحد فقط، لأننا جميعا بحاجة لـ3 أشياء أو أمور فقط، هي: أمن غذائي وأمن لأرواحنا وأن نبقى دولة واحدة، هذه هي مطالب الشعب الصغير والكبير، نحن 24.5 مليون نسمة، لكن النصف الأخير هم المستفيدون على حساب الـ24 مليونا الآخرين»، وحول مستقبل الحوار، يرى حازب أن «هذا المستقبل يحتاج إلى العودة إلى مرجعيات الحوار الوطني وألا نتجاوزها ومرجعيات اتفاق السلم والشراكة والمبادرة الخليجية، وإذا عدنا إلى مرجعية ما وقعنا عليه والتزمنا به، فسوف ينجح الحوار، لكن إذا اخترنا جزءا وأردنا تنفيذه وتجاهلنا بقية الأجزاء، فلن تقوم للحوار قائمة».
هذا وقد علق الحوار الوطني منذ تمكن الرئيس عبد ربه منصور هادي من مغادرة مقر إقامته الجبرية في منزله بالعاصمة صنعاء، السبت الماضي، والانتقال إلى القصر الرئاسي في عدن لممارسة صلاحياته الرئاسية، وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر، يعول على أن يتمكن المتحاورون من القوى السياسية من التوصل إلى صيغة تسوية سياسية تجنب اليمن التمزق والانزلاق نحو حرب أهلية والتي حذر منها في إفادته الأخيرة، الأسبوع الماضي، أمام مجلس الأمن الدولي، وقد منح المجلس فرصة أخرى للمبعوث الأممي لمواصلة مساعيه للتوصل إلى تسوية سياسية، وفي اجتماعه الأخير، قبل يومين، أقر المجلس تمديد فترة عمل المبعوث الأممي 3 أشهر أخرى.
وقالت مصادر مطلعة في الحوار السياسي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشاورات مكثفة يجريها المبعوث الأممي مع كل الأطراف لبحث طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي نقل مقر الحوار إلى مدينة آمنة غير العاصمة صنعاء»، وهو الطلب الذي وافقت عليه معظم الأطراف السياسية المشاركة في الحوار، ويرفضه الحوثيون وبعض القوى الصغيرة المؤيدة لهم داخل الحوار، وتشير كل التقديرات إلى إمكانية توصل الأطراف اليمنية، في غضون يومين أو 3 أيام، إلى اتفاق على نقل الحوار إلى مدينة تعز، باعتبارها حلا وسطا بين صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وعدن التي يدير منها الرئيس هادي شؤون البلاد منذ السبت الماضي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.