التنظيم المتطرف يختطف مائة من أبناء عشائر تكريت.. ويجلب تعزيزات من سوريا

مقتل النائب الثاني للبغدادي في غارة جوية بالموصل

الدخان يتصاعد من منطقة في الموصل بعد غارة شنتها  طائرات التحالف الدولي أمس (صورة خاصة بـ {الشرق الأوسط»)
الدخان يتصاعد من منطقة في الموصل بعد غارة شنتها طائرات التحالف الدولي أمس (صورة خاصة بـ {الشرق الأوسط»)
TT

التنظيم المتطرف يختطف مائة من أبناء عشائر تكريت.. ويجلب تعزيزات من سوريا

الدخان يتصاعد من منطقة في الموصل بعد غارة شنتها  طائرات التحالف الدولي أمس (صورة خاصة بـ {الشرق الأوسط»)
الدخان يتصاعد من منطقة في الموصل بعد غارة شنتها طائرات التحالف الدولي أمس (صورة خاصة بـ {الشرق الأوسط»)

كشف محافظ الأنبار صهيب الراوي لـ«الشرق الأوسط»، أن تنظيم داعش بدأ بتحشيد قواته واستقدام مقاتلين وآليات ومعدات عسكرية من سوريا إلى المحافظة. من ناحية ثانية، أفادت مصادر عشائرية بأن التنظيم المتطرف اختطف نحو مائة من أبناء العشائر قرب تكريت.
وأضاف الراوي أن التحشيدات الجديدة لتنظيم داعش «تشير إلى حجم مخاوفه مع اقتراب الحملة العسكرية الكبرى لتحرير مدن الأنبار بالكامل». وأكد الراوي أن القطعات العسكرية العراقية الموجودة الآن في الأنبار يتم تعزيزها بشكل مستمر مع إضافة قطعات أخرى جديدة استعدادا لمعركة تحرير مدينة هيت، وهناك قطعات عسكرية موجودة الآن في ناحية البغدادي مهمتها المحافظة على الناحية والاشتراك مع القطعات الأخرى لتحرير مدينة هيت وبقية مناطق المحافظة في هجوم كبير وواسع.
من ناحية ثانية، أعلن زعماء عشائر، أمس، أن مسلحي «داعش» خطفوا مائة من رجال العشائر قرب مدينة تكريت للحد من خطورة خصوم محتملين قبيل هجوم متوقع على نطاق واسع للجيش العراقي في المحافظة. وتحشد القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي قواها منذ أيام تحضيرا للهجوم على معاقل التنظيم على طول نهر دجله إلى الشمال والجنوب من مدينة تكريت، حسب وكالة «رويترز».
وقال زعماء عشائر محليين إن «مقاتلي (داعش) اعتقلوا نحو 42 من رجال العشائر في بلدة الربيضة، أول من أمس، للاشتباه بأنهم يستعدون لقتالهم». وقال حاتم العبيدي، وهو أحد سكان الربيضة الذي تمكن من الهرب إلى بلدة طوز خرماتو: «اقتحموا المنازل وطلبوا الهواتف الجوالة».
وأضاف: «كانوا يدققون بكل محتويات الهواتف التي يمكن أن تظهر اصطفاف صاحبها ضدهم». وفي الأسبوع الماضي، قال أبو كريم العبيدي الذي غادر الربيضة إلى محافظة ديالى القريبة لتجنب الاختطاف، إن «56 رجلا اعتقلوا بعد اتهامهم بالانضمام إلى ميليشيا سنية موالية للحكومة».
وقال شهود إن مسلحي «داعش» سدوا، أمس، مداخل تكريت من الجنوب والغرب والشمال بجدران خرسانية مقاومة للانفجارات يبلغ علوها 4 أمتار. كما غطوا الجسر فوق نهر دجلة بنحو متر من الرمال لعلها تمتص صدمة القنابل. وقال الشهود إنهم شاهدوا قافلة من السيارات الرباعية الدفع وهي تتجه شمالا باتجاه مدينة الموصل. وأضافوا أنها ربما كانت تقل المخطوفين.
وفي تطور آخر ذي صلة، أعلن مسؤول كردي، أمس، إن جمعة محمد جمعة، النائب الثاني لزعيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، «قُتل خلال غارات لطيران التحالف الدولي استهدفت تجمعا للتنظيم في منطقة الغابات في الموصل». وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني، لـ«الشرق الأوسط»: «قتل 78 مسلحا من داعش في غابات الموصل إثر استهدافهم من قبل طيران التحالف الدولي}.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.