شيخ الأزهر: لا يمكن للإعلام المأجور التأثير على العلاقة التاريخية بين السعودية ومصر

أحمد الطيب قال لـ («الشرق الأوسط») إن الملك سلمان حسم الأمر بوقوف المملكة بجوارنا

شيخ الأزهر: لا يمكن للإعلام المأجور التأثير على العلاقة التاريخية بين السعودية ومصر
TT

شيخ الأزهر: لا يمكن للإعلام المأجور التأثير على العلاقة التاريخية بين السعودية ومصر

شيخ الأزهر: لا يمكن للإعلام المأجور التأثير على العلاقة التاريخية بين السعودية ومصر

انتقد الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الجهات التي تحاول تعكير العلاقة الكبيرة والتاريخية بين السعودية ومصر، سواء كانت إعلامية أو غيرها، وقال لـ«الشرق الأوسط» أمس، في تصريح خاص، إنه لا يمكن لهذه الفتنة - ومن وراءها معروف ولا يحتاج لتصريح - أن تؤثر على العلاقة بين مصر والسعودية على الإطلاق؛ لأن العلاقة بينهما علاقة مستقبل مشترك وتاريخ مشترك، وكذلك تحدٍ مشترك، كون البلدين في قارب واحد، وأي شيء يمس أحد البلدين يؤثر على الآخر.
وشدد على أنهم في مصر على ثقة كبيرة بالسعودية ومن خلفها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي قال في كلمة تناقلها الإعلام: «إن المملكة وحكامها يسيرون على ذات النهج المعروف عنهم، وهو ما لمسناه فعلا في مصر».
وأضاف الطيب: «المصريون جميعا لا يستمعون لهذه الفتنة أو لهذا الإعلام المنحرف والضال المأجور، وهذا الإعلام إما مأجور من وراء البحار أو من أمامها والجميع يعرف ذلك، المهم أن هناك إعلاما مصنوعا ومأجورا يسعى لتكملة خطة تفتيت مصر والسعودية»، مشيرا إلى أن ما يطمئنا هو أن الشعب عندنا كما هو في السعودية واع تماما بأن هذه فتنة وزوبعة في فنجان، وكل مصري ومصرية يحبون السعودية من أولها إلى آخرها.
وأضاف:« أود أن أوصل رسالة شكر من كل مصري ومصرية إلى هذا البلد الشقيق الذي له في قلوبنا محبة وود، ومفاد الرسالة: الدعاء بالرحمة للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، والدعاء بالبركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وكذلك الشعب السعودي، فهم بحق أول من وقف بجوار مصر وشعبها، بعد أن أدركوا الخطر الحقيقي الذي يحيط بمصر، فكانوا حماة للعروبة والإسلام، بصورة لن ينساها الشعب المصري إطلاقا، فالمملكة لم تتاجر بقضيتنا ولا بقضايا العرب».
وتطرق الطيب خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» للإرهاب بمناسبة إقامة المؤتمر الإسلامي في مكة لمكافحة الإرهاب وقال: «ما زلت أتذكر هنا كلمات الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، للعالم وللغرب على وجه الخصوص، عندما حذرهم من الإرهاب، وأنه سيظهر في أوروبا وأميركا إذا لم يعمل العالم معا، وهو بالفعل ما حدث وبعد كلامه بفترة ليست بالطويلة».
وعن أسباب الإرهاب بين أن «أول سبب من وجهة نظري هو التربص بالأمة الإسلامية والعالم العربي، ومحاولة تفتيته، والمشروعات التي نسمع عنها ما بين الفينة والأخرى، مثل الشرق الأوسط الكبير وغيره، وهذه المشروعات وراءها قوى عالمية تتعاون مع الصهيونية العالمية، ذلك يعد من أبرز الأسباب».
وأضاف: «لو عدنا إلى الوراء وللقرن الماضي تحديدا وتابعنا سيرة الاستعمار على سبيل المثال في مصر، لوجدنا الاستعمار الفرنسي ثم الإنجليزي، فنجد أنهم لكي يطيلوا أمد الاستعمار، وبقاءهم في هذه البلاد يأتون ببعض النظريات، فمثلا هم يقولون إنهم جاءوا لتهذيب العالم، وهذا كلام خاطئ فكل همهم السيطرة على مقدرات البلدان العربية والإسلامية، ولم يكتفوا بذلك بل تركوا هذه البلدان في فقر وجهل متعمدين، ثم حاولوا إشعال الفتنة ما بين العرب والمسلمين، سواء بين الأقباط والمسلمين، أو السنة والشيعة، وكذلك السنة أنفسهم هذا سلفي وهذا آخر، ثم بين الشعوب العربية وحكامها، ليولدوا ردود فعل تحولت للإرهاب». وشدد شيخ الأزهر على أنه «لولا تدخل الغرب في العشر سنوات الماضية في الدول العربية والإسلامية لما رأينا انتشار ظاهرة الإرهاب بهذه الطريقة».
وعن وجود أسباب أخرى لظاهرة الإرهاب أشار إلى أن هناك أسبابا ثانوية منها الفقر والبطالة وإهمال الشباب في العالم العربي، لا سيما وأن نسبتهم كبيرة، وإهمال إشراكهم في تحديد المستقبل وجوانب أخرى. وأضاف: «لدي الشجاعة أن ألوم علماء المسلمين أيضا في الوضع الحاصل اليوم، ومن بينهم علماء الأزهر؛ لأنهم لم يعملوا على وحدة المسلمين، وهناك بعض العلماء ينظر للآخرين على أنهم خارجون على ما ينبغي أن يكونوا عليه إسلاميا، دون أي حجة سوى أنه يخالفون مذهبهم».
واختتم شيخ الأزهر بالحديث عن أوضاع مصر مبينا أن «مصر مستهدفة ويراد إسقاطها، والعالم الغربي حاول اللعب على وتر الأقباط والمسلمين بداخلها، ولكن لكي تبقى مصر صامدة، هي محتاجة أن يكون بجوارها السعودية، بالإضافة إلى بقية دول الخليج؛ الإمارات والكويت والبحرين». وأكد أن مصر «تعدت ثلثي الطريق الآن وبقى معنا الاستحقاق الثالث والأخير المتمثل في البرلمان وسيتم في موعده ليكتمل نظام الدولة، وكل يوم يمر على مصر يبرهن على أن الحاقدين على مصر سواء من الداخل أو الخارج، لن ينالوا منها شيئا، وهذا أيضا لم يتم لولا توفيق الله ثم وقوف السعودية بجانبنا، وهذا الأمر الجميع يعرفه سواء الأطفال أو الشباب والكبار نساءً ورجالا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.