كتاب أميركي يتناول محاسن جامعات الإنترنت

توقع أن تكون هي السائدة في عام 2050

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
TT

كتاب أميركي يتناول محاسن جامعات الإنترنت

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

مع انتشار التعليم الإلكتروني حول العالم، تعددت التسميات للجهات التي تقدم هذه الخدمات، فهي تسمى «جامعات الإنترنت»، أو «الجامعات الإلكترونية»، أو «أونلاين إديوكيشن» (تعليم الإنترنت)، أو «إي ديغري» (الشهادة الإلكترونية). وفي الشهر الماضي، صدر كتابان عن هذا الموضوع من دار نشر «كريت سبيس» في نيويورك، واحد عن محاسن هذا النوع الجديد من التعليم الجامعي، والثاني عن مساوئه.
يركز الكتاب الأول على أهمية التعليم الإلكتروني الجامعي، وعلى أنه «ظاهرة تاريخية»، وستكون لها نتائج «لا يمكن تصورها» في المستقبل البعيد. ويشير الكتاب إلى ما يسميه «جامعات 2050»، ويقصد أن الناس في الوقت الحاضر لا يقدرون على تصور ما ستكون عليه الجامعات في ذلك الوقت. لكن «يوجد شيء واحد مؤكد: سيكون التعليم الإلكتروني هو الأهم»، بالمقارنة مع تعليم الجامعات الحالي.
هذه أهم فصول الكتاب:
1. تاريخ الدراسة الجامعية في الإنترنت.
2. لماذا الإنترنت وليس جامعة عادية؟
3. جامعات الإنترنت ليست لكل شخص.
4. الجامعة المناسبة، والكلية المناسبة.
5. من يعترف، ومن لا يعترف، بشهادات الإنترنت.
6. التكاليف.
في بداية الكتاب، يقول المؤلف: «يختص التعليم الإلكتروني بأنه تعليم جديد، لكنه هام وفعال وواعد. لم تعد الدارسة الجامعية سفرا، وفصولا، وداخليات، ومدينة جديدة، أو بلدا جديدا.. ولا حتى 4 سنوات. إذن توجد مشكلة واحدة للتعليم الإلكتروني هي أنه محيط شاسع، ويزيد. بدأت الظاهرة على شكل كليات أميركية خاصة، ثم دخلت في المجال جامعات أميركية كبيرة، ثم ها هي جامعات كبيرة وصغيرة في دول كبيرة وصغيرة، تدخل هذا المجال». وأضاف: «من كان يصدق، قبل 20 عاما فقط، أن شخصا يستطيع الحصول على شهادة من جامعة هارفارد دون أن يسافر إلى هارفارد؟».
ويشرح الكتاب طرق البحث عن الجامعة المناسبة، واختيار المجال المناسب، وعدم تكبد مصروفات كثيرة، وضمان شهادة معترف بها. ويتحدث عن «إي إيديوكيشن» (التعليم الإلكتروني)، بأن «إي» هي الحرف الأول من الكلمة الإنجليزية «إلكترونيك». ويقول إنها يمكن أن تكون الحرف الأول من الكلمة الإنجليزية «إيفريثنغ» (كل شيء). يقصد أن التعليم الإلكتروني صار يغطي كل شيء، وكل نوع من أنواع التعليم، وفي كل دولة، وفي كل زمان. ويعتبر الكتاب أن هذه واحدة من محاسن التعليم الجامعي: كل علم، في كل مكان، في كل وقت.
ويضيف فائدة أخرى، ويسميها «المشاركة» (انغيدج). تبدأ هذه الكلمة، أيضا، بالحرف الإنجليزي «إي»، بمعنى إلكتروني. وتتلخص الفائدة هنا في أن المشاركة في التعليم الجامعي الإلكتروني هي مشاركة على مستوى العالم. ويمكن مقارنة ذلك بالمشاركة على مستوى الفصل في الجامعات العادية، حيث يجلس الشخص في فصل ربما فيه 10 أشخاص، أو مائة شخص.. لكن، في كل الحالات، أغلبية هؤلاء من منطقة معينة، أو دولة معينة؛ بالمقارنة مع «فصل إلكتروني عالمي».. وطبعا، مع زيادة نوع الطلاب، تزيد الأفكار، وتثرى العقول.
وأشار الكتاب إلى مرونة هيكل جدولة المقررات لمواجهة مشاكل مثل ضيق الوقت، ومسؤوليات الشخصية والالتزامات العائلية، مثلا. ولمواجهة الطلب التقليدي للمباني والمعامل، والساحات الرياضية، والأنشطة الفنية، والبنيات التحتية.
وعلاوة على ذلك، يوجد احتمال زيادة فرص الحصول على مزيد من الأساتذة، في مختلف المجالات، ومن خلفيات جغرافية واجتماعية وثقافية واقتصادية، وتجريبية مختلفة. وطبعا، يمكن أن يكون الأستاذ صاحب وظيفة أخرى، أو يعيش في بلد آخر، ولا تتكفل الجامعة بنفقات سكنه، أو تنقلاته، أو معاشه، أو برنامج رعايته الصحية.
وتوجد، أيضا، فائدة التواصل بين الطلاب وزملائهم. وفي الوقت الحاضر، تتيح الاتصالات على الإنترنت للطلاب سهولة الربط مع الجامعات، وأيضا سهولة الربط مع بعضهم البعض. وبالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة، يمكن أن تكون هناك مواقع تواصل اجتماعي بين طلاب يعيشون في دول مختلفة، ولهم ثقافات، وأديان، وأعراق مختلفة.. ولا بد أن تزيد هذه لإثراء الواقع الأكاديمي.
ويقدم الكتاب إرشادات لمختلف الجامعات، ومختلف أنواع التعليم، ومختلف الشهادات الجامعية، وما هي الشهادات المعترف بها، وغير المعترف بها. ومن يقبلها، ومن لا يقبلها.
ويقول الكتاب إن هذا النوع من التعليم يحمل الطالب مسؤولية أكبر من الذي يدرس في جامعة عادية. لكن، في الجانب الآخر، يقدم له تسهيلات ربما لا توجد في تلك الجامعات. منها أن يقدر الطالب على:
أولا: مراجعة دروسه أكثر من مرة وفقا لحاجته.
ثانيا: التنقل في الدورات الدراسية لتناسب ظروفه.
ثالثا: التركيز على مواضيع هو فيها ضعيف، دون أن يجبر نفسه، كما في الجامعات العادية، بدراسة كل ما يقدم الأستاذ.
وفعلا، أثبتت دراسات وأبحاث أكاديمية وجود مستوى عال من الرضا وسط الطلاب المسجلين في التعليم عن بعد. ووجود دوافع تحفيز أكثر وسط هؤلاء. بالإضافة إلى تفتح عقولهم، وقدرتهم على التعامل، والتسامح (وذلك طبعا بسبب التعود على طلاب من أماكن وثقافات وأديان مختلفة).
ويقول الكتاب إن هذا النوع من التعليم لا يجب أن يقتصر على الجامعات والشهادات الجامعية. ويمكن أن يستفيد منه آخرون. وأشار إلى أمثلة عن غير القادرين على حضور الدراسة التقليدية - أي دراسة - لأسباب منها:
أولا: المرض العادي.
ثانيا: المرض المعدي.
ثالثا: ذوو الاحتياجات الخاصة.
رابعا: كبار السن.
خامسا: أصحاب السوابق الجنائية.
ويقول الكتاب: «لم يحدث من قبل في التاريخ أن درس مريض ومعاق وكبير في السن، وصاحب سوابق جنائية، في فصل واحد».



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.