رئيس حكومة ليبيا يعتزم استبعاد الشركات التركية من العمل في بلاده

منفذًا تهديدات وجهها لتركيا عبر {الشرق الأوسط}

رئيس حكومة ليبيا يعتزم استبعاد الشركات التركية من العمل في بلاده
TT

رئيس حكومة ليبيا يعتزم استبعاد الشركات التركية من العمل في بلاده

رئيس حكومة ليبيا يعتزم استبعاد الشركات التركية من العمل في بلاده

علمت «الشرق الأوسط» أن رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا عبد الله الثني قرر مساء أمس تنفيذ التهديدات التي وجهها إلى تركيا في حواره الأخير مع «الشرق الأوسط»، حيث قررت الحكومة الليبية عقب اجتماع عقدته مساء أمس بمقرها المؤقت في مدينة البيضاء بشرق ليبيا طرد كل الشركات التركية من الأراضي الليبية.
وقال مسؤول في مكتب الثني لـ«الشرق الأوسط» هاتفيا من مقر الحكومة إنه تقرر أمس رسميا «إعادة النظر في جميع التعاقدات مع الشركات الأجنبية في جميع المجالات، واستبعاد الشركات التركية من العمل في دولة ليبيا».
ولم يعلن القرار رسميا حتى الآن، لكن المسؤول في مكتب رئيس الوزراء الليبي قال لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة بصدد الإعلان عنه في بيان رسمي سيصدر في وقت لاحق.
وكان الثني قد اتهم في حوار خص به «الشرق الأوسط» أخيرا تركيا بالتورط في الأزمة السياسية والعسكرية في بلاده، وقال إن ما يأتي من تركيا يؤثر تأثيرا سلبيا على أمن ليبيا واستقرارها. واعتبر أن موقف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان واضح، عبر رفضه قبول اعتماد السفير الليبي الذي جرى استبداله بسفير بآخر.
وقال الثني: «حتى الآن موقف تركيا ليس صحيحا، وسنضطر إلى اتخاذ إجراءات تجاه هذه الدولة. وفي النهاية تركيا هي الخاسرة لأن ليبيا بإمكانها التعامل مع أي دولة، والشركات التركية هي التي ستخسر استثماراتها في ليبيا».
وسألته «الشرق الأوسط» عن طبيعة هذه الإجراءات، فقال: «سنحاول أن نتعامل معهم، وسنطرح الموضوع على جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي، ونطالب بتطبيق عقوبات ضد التدخل في الشأن الليبي، لأن هذا يمس كرامة الدولة الليبية وسيادتها».
وأصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا حذرت فيه الثني من مغبة الإقدام على التصعيد إزاء الشركات التركية العاملة في ليبيا، وقالت: «ننتظر من مسؤولي الحكومة المؤقتة مراجعة مواقفهم اللامسؤولة، والابتعاد عن الإدلاء بتصريحات عدائية لا تستند إلى أي أساس من الصحة بحق تركيا».
وهددت بأنه «من الطبيعي أن نتخذ ما يلزم من تدابير في حال عدم حدوث أي تغيير في هذه المواقف»، معتبرة أن مثل هذه التصريحات التي تدلي بها الحكومة الليبية المؤقتة لا تعكس مشاعر الصداقة والشكر والعرفان التي يكنها الشعب الليبي الشقيق تجاه تركيا.
وتوترت العلاقات الليبية - التركية بعدما اتهم اللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة التي يشنها الجيش الليبي ضد المتطرفين في شرق البلاد، تركيا أكثر من مرة بالتورط في الشؤون الداخلية الليبية عبر دعم متطرفين مناوئين للسلطات الشرعية المعترف بها دوليا والممثلة في مجلس النواب وحكومة الثني.
في المقابل، تتمتع أنقرة بعلاقات جيدة مع المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق وما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني التي يترأسها عمر الحاسي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، ويحظى بدعم من ميليشيات فجر ليبيا المتشددة التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ الصيف الماضي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.