السيسي يعلن حزمة تشريعات جاذبة للاستثمار في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي

الرئيس المصري شدد على التزام بلاده بسداد مستحقات النفط والغاز

السيسي يعلن حزمة تشريعات جاذبة للاستثمار في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي
TT

السيسي يعلن حزمة تشريعات جاذبة للاستثمار في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي

السيسي يعلن حزمة تشريعات جاذبة للاستثمار في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده ستعلن حزمة إصلاحات تشريعية لتيسير إجراءات الاستثمار خلال المؤتمر الاقتصادي العالمي المقرر عقده منتصف الشهر المقبل في منتجع شرم الشيخ. وتأمل القاهرة أن يدفع مؤتمر شرم الشيخ اقتصاد البلاد الذي يعاني بسبب الاضطرابات السياسية التي مرت بها البلاد خلال السنوات الأربع الماضية.
وأضاف الرئيس السيسي خلال لقائه كلاوديو دِسكالزي، المدير التنفيذي لشركة «إيني» الإيطالية للبترول، أن الحكومة المصرية سددت جزءا من المستحقات الخاصة بشركات النفط والغاز الأجنبية العاملة في مصر، وأنها ماضية في سداد ما تبقى من مستحقات، أخذا في الاعتبار أن مصر لم تتخلف يوما عن سداد التزاماتها الدولية.
وواجهت مصر خلال العامين الماضيين أزمة في توفير المواد البترولية اللازمة لتشغيل شبكة الكهرباء، والمصانع، وتوفير وقود السيارات، خفف من حدتها إمدادات خليجية. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن المدير التنفيذي لشركة «إيني» الإيطالية «استهل حديثه بتقديم خالص التعازي للرئيس في المواطنين المصريين الأبرياء ضحايا العمل الإرهابي الآثم في ليبيا»، معربا عن القلق إزاء انتشار الجماعات الإرهابية وما تمثله من تهديد لكل منطقة المتوسط. وشهدت العلاقات المصرية الإيطالية تطورا ملحوظا خلال الشهور الماضية على خلفية مخاوف إيطالية من الفوضى في ليبيا، التي يتدفق عبر شواطئها المهاجرون غير الشرعيين إلى أوروبا. وزار الرئيس السيسي إيطاليا، أواخر العام الماضي، في بداية جولة أوروبية، أجرى خلالها مباحثات موسعة مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي.
وقال السفير يوسف إن الرئيس السيسي رحب بالمدير التنفيذي للشركة الإيطالية، مشيدا بتاريخ التعاون الممتد ونشاط الشركة في مصر منذ خمسينات القرن الماضي، ومثنيا على النجاحات التي حققتها في السوق المصرية، حيث يمثل حجم الإنتاج الحالي للشركات التابعة لها نحو 28 في المائة من حجم إنتاج مصر من الغاز والزيت الخام. كما رحب الرئيس المصري بزيادة استثمارات شركة «إيني» في مصر، مشيرا إلى تزايد احتياجات السوق المصرية من الطاقة، بالنظر للمشروعات الاقتصادية التي يتم تنفيذها حاليا، وما ستوفره من نمو ملموس في النشاط الاقتصادي، فضلا عن توفير بيئة جاذبة ومناخ موات للاستثمارات العربية والأجنبية المباشرة في مصر.
من جانبه، أكد دسكالزي على أن متانة العلاقات المصرية الإيطالية تنعكس على مناخ عمل الشركة في مصر التي يشعر مسؤولوها بأنهم في وطنهم، مشيرا إلى اعتزام الشركة زيادة استثماراتها في مصر خلال المرحلة المقبلة، وذلك إيمانا منها بالفرص الواعدة التي يتيحها الاقتصاد المصري والتي يعززها المناخ الأمني المستقر فيها، ولا سيما في ضوء الآفاق الاقتصادية التي توفرها المشروعات العملاقة التي يتم تنفيذها في مصر خلال المرحلة الحالية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».