تشديدات على المحافظين المصريين بعدم التحيز لأي مرشح أو قائمة

لجنة الانتخابات البرلمانية تمهل المرشحين يومين لاستكمال أوراقهم وتعلن الكشوف النهائية الأحد

تشديدات على المحافظين المصريين بعدم التحيز لأي مرشح أو قائمة
TT

تشديدات على المحافظين المصريين بعدم التحيز لأي مرشح أو قائمة

تشديدات على المحافظين المصريين بعدم التحيز لأي مرشح أو قائمة

أمهلت اللجنة العليا لانتخابات مجلس النواب (البرلمان) في مصر، جميع المرشحين الذين تقدموا بطلبهم بالترشيح للانتخابات ولم يستوفوا بعض الأوراق، يومين إضافيين تنتهي اليوم، لسرعة تقديم الأوراق المطلوبة إلى اللجان المختصة. وكشف محافظ أسوان اللواء مصطفى يسري، عن أن «هناك تعليمات صدرت لجميع المحافظات بضرورة التزام كل المحافظين بالحياد خلال العملية الانتخابية وعدم التحيز إلى أي مرشح أو قائمة انتخابية. وقال يسري لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكومة تراهن على خروج عملية الاقتراع في صورة نزيهة وشفافة بعيدة عن أي تحيزات لأحد»، لافتا إلى أن رئيس مجلس الوزراء المصري إبراهيم محلب، شدد خلال لقائه ومكاتباته للمحافظين «على ضرورة الالتزام بالحياد حتى تخرج الانتخابات بالصورة المشرفة التي خرجت بها الانتخابات الرئاسية الماضية».
في غضون ذلك، كشفت مصادر حزبية مصرية أمس، عن أن «عدد من تقدموا بأوراق ترشحهم للبرلمان إلى لجان المحافظات على مستوى الجمهورية، سوف يتجاوز 7 آلاف مرشح بنظام الفردي، بينما تأكد تقديم 7 كيانات حزبية بنظام القوائم».
وأغلق أول من أمس (الخميس)، باب تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب (البرلمان)، ومدت اللجنة يومين آخرين حتى اليوم، لاستكمال أوراق المرشحين. وأكد المستشار عمر مروان، المتحدث الرسمي للجنة العليا للانتخابات، في تصريحات صحافية، أن «اللجنة العليا ستقوم غدا (الأحد) بإعلان كشوف بأسماء من تم قبولهم من المرشحين في مختلف المحافظات، وفقا للإجراءات والشروط والقواعد المقررة»، لافتا إلى أنه تعقب ذلك فترة تقديم الطعون على قرارات لجان فحص طلبات الترشح ولمدة 3 أيام، اعتبارا من غد (الأحد) وحتى (الثلاثاء) المقبل، مشيرا إلى أن محكمة القضاء الإداري سوف تنظر في تلك الطعون، وتفصل فيها اعتبارا من الأربعاء المقبل ولمدة 5 أيام.
وتبدأ المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان خارج مصر يومي 21 و22 مارس (آذار) المقبل، وداخلها يومي 22 و23 مارس، فيما تبدأ المرحلة الثانية خارج مصر يومي 25 و26 أبريل (نيسان) المقبل، وداخلها يومي 26 و27 أبريل.
وتعد انتخابات مجلس النواب هي المرحلة الثالثة والأخيرة من «خارطة المستقبل»، التي وضعتها القوى السياسية بالاتفاق مع الجيش، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي مطلع يوليو (تموز) 2013، إثر احتجاجات شعبية واسعة، ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين، التي أعلنتها السلطات «تنظيما إرهابيا».
وزادت تحالفات اللحظات الأخيرة لانتخابات البرلمان من حدة المنافسة بين القوى والأحزاب السياسية في مصر، التي أعلنت من قبل عن العديد من القوائم الانتخابية؛ لكن المصادر الحزبية أكدت أن «عدد القوائم التي تقدمت للجنة الانتخابات النيابية بلغ 7 قوائم فقط، في مقدمتها، قائمة «في حب مصر» والتي تضم تحالف «الوفد المصري» بأحزابه، المصري الديمقراطي الاجتماعي، والمحافظين، والإصلاح والتنمية، والوعي، والعدل، وقوائم «الصحوة الوطنية»، و«العدالة الاجتماعية»، و«نداء مصر»، و«فرسان مصر»، بالإضافة لقائمة «الجبهة المصرية» التابعة لحزب «الحركة الوطنية» برئاسة الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الأسبق، وحزب النور، الممثل الوحيد للتيار الديني في الانتخابات.
وستجرى الانتخابات البرلمانية وفقا لنظام مختلط يجمع بين «الفردي والقائمة»، وحدد قانون الانتخابات عدد أعضاء مجلس النواب بـ540 عضوا بالانتخاب (420 وفقا للنظام الفردي، و120 بنظام القائمة)، إضافة لنسبة 5 في المائة، يعينها الرئيس المصري، ليصبح عدد الأعضاء 567، بينهم، وبحد أدنى: 21 مقعدا للنساء، و24 للمسيحيين، و16 للشباب، ومثلها للعمال والفلاحين، في حين تخصص 8 مقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة، والمصريين المقيمين في الخارج.
واستبعدت المصادر الحزبية، مد موعد الاقتراع عن المواعيد المحددة في مارس المقبل، خاصة بعدما تردد في الأوساط السياسية مد مواعيد الاقتراع التي قررت من قبل، نظرا لمد توقيتات قبول طلبات المرشحين لمدة 4 أيام. وقالت المصادر إنه «لا تأثير على مواعيد الاقتراع ذاتها من كل هذه التأجيلات».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.