علاوي لـ {الشرق الأوسط}: التكتل الجديد سيكون عابرًا للطائفية والقومية من أجل إنقاذ العراق

الإعلان عن تشكيل جبهة بين «الوطنية» و«التيار الصدري» داخل البرلمان والحكومة

إياد علاوي
إياد علاوي
TT

علاوي لـ {الشرق الأوسط}: التكتل الجديد سيكون عابرًا للطائفية والقومية من أجل إنقاذ العراق

إياد علاوي
إياد علاوي

أعلن الدكتور إياد علاوي نائب رئيس الجمهورية زعيم الكتلة الوطنية الاتفاق مع كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري على تشكيل تكتل وطني داخل مجلس النواب لنبذ الطائفية.
وقال علاوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفدا من الهيئة السياسية لكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري برئاسة أحمد الفرطوسي زارني في مكتبي وتم التباحث والاتفاق على تشكيل الجبهة الوطنية التي ستعمل خلال الأيام القليلة القادمة في داخل البرلمان العراقي وداخل الحكومة لبلورة قرارات تخدم العراق والعراقيين وستكون عابرة للطائفية والقومية وتعمل على إنقاذ البلد من الصراعات السياسية والجهويّة حسب ميثاق الشرف الذي دعا إليه سماحة السيد مقتدى الصدر».
وأضاف علاوي، قائلا: «أُثمن وأثني على القرار الحكيم والشجاع الذي اتخذه السيد مقتدى الصدر بتجميد عمل سرايا السلام ولواء اليوم الموعود وباقي السرايا المسلحة التابعة والمرتبطة بالتيار الصدري وهذا القرار عبر عن مكنونات هذا الرجل الوطنية وانطلاقته الإيجابية لحفظ وحدة المجتمع العراقي»، مشيرا إلى أن «مواقف السيد مقتدى الصدر الوطنية وجهوده ترمي إلى وحدة الصف، وإيمانه بهذا البلد وشعبه بالكامل بغض النظر عن العرق والطائفة والمذهب والجهة السياسية التي يمثلونها المعنيين المقصودين بوحدة العراق».
وقال نائب رئيس الجمهورية بأن «ممثلين وبرلمانيين من تيار الأحرار (التابع للتيار الصدري) برئاسة النائب أحمد الفرطوسي قام بتسليمنا ميثاقا وطنيا، معربين عن رغبتهم بتشكيل جبهة وطنية داخل مجلس النواب بأسرع وقت ممكن»، وأضاف «لقد عبرنا عن تأييدنا لهذا الاتجاه السليم الذي ينأى بالعراقيين عن الطائفية السياسية ويؤسس لوحدة وطنية حقيقية نأمل من الله تعالى أن تنتقل لعموم المجتمع».
وقال: «سنعمل جاهدين على إنجاح هذا الميثاق الوطني عبر إجراء حوارات بناءة ومهمة مع التيار مستقبلًا لضمان تنفيذ هذا الميثاق الذي يؤدي ويرسم معالم الطريق نحو وحدة المجتمع العراقي خاصة ً في مرحلة دقيقة وحساسة من سفر العراق تمس وحدته ومستقبله وكيانه وتمس أوضاعه الاجتماعية والسياسية وهذا يحتم على كل ساسة العراق أن ينأوا بأنفسهم عن الجهوية وينطلقوا نحو عراق واحد يكون لكل العراقيين».
ونقل بيان لكتلة الأحرار عن رئيس الهيئة والوفد الزائر أحمد الفرطوسي القول: «التقت الهيئة السياسية لكتلة الأحرار نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي في مقره الرسمي لمناقشة آليات تنفيذ مشروع الميثاق السياسي الذي دعا إليه زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر بين الكتل السياسية».
وأكد أن الوفد الذي ضم عضو الهيئة جواد الشهيلي وبحضور أعضاء في حركة الوفاق الوطني أن «الاتفاق على تشكيل تكتل وطني تحت قبة البرلمان يعمل بروح الفريق الواحد من أجل نبذ الطائفية وتوحيد الشارع العراقي».
وقال النائب في البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار ضياء الأسدي لـ«الشرق الأوسط» بأن «الجبهة ستجمع قيادات سياسية وشخصيات مؤثرة داخل البرلمان العراقي على مبادئ عمل القاسم المشترك بينها والذي سيكون القاسم الوطني، أو حتى داخل الحكومة، وستتفق هذه الشخصيات على القرارات الحاسمة التي تهم مصلحة البلد بشكل عام ومصلحة العراقيين»، وأضاف: «إن هذا التكتل سيكون عابرا للطائفية وعابرا للقومية ويعمل وفق أجندة وطنية خالصة».
وأشار الأسدي إلى أن «فكرة الجبهة بدأت منذ شهرين تقريبًا وكانت قيد التداول بين كتلة الأحرار وبعض الشخصيات البرلمانية وكان من بينها نائب رئيس الجمهورية الدكتور إياد علاوي ولاقت هذه الفكرة قبول وترحيب كل من تم مفاتحته حول تشكيل الجبهة والكل كان مدركا أهمية تشكيلها على مبادئ وطنية بعيدًا عن الأجندات الحزبية الضيقة وما نحتاجه الآن فقط بلورة عمل مشترك مع كل الشخصيات التي انضوت في الجبهة لبدء عملها داخل البرلمان والحكومة خلال أيام معدودة فقط لكون العراق الآن في أمس الحاجة لاتخاذ قرارات وطنية تخدم مصلحة المواطن العراقي».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.