25 قتيلاً في هجوم استهدف مسؤولين داخل فندق قبيل صلاة الجمعة في مقديشو

نائب رئيس الوزراء ووزير وبرلماني ضمن الضحايا.. وحركة «الشباب» تبنت العملية

الدخان يتصاعد من داخل الفندق الذي استهدفه مهاجمو حركة «الشباب» في مقديشو أمس (أ.ب)
الدخان يتصاعد من داخل الفندق الذي استهدفه مهاجمو حركة «الشباب» في مقديشو أمس (أ.ب)
TT

25 قتيلاً في هجوم استهدف مسؤولين داخل فندق قبيل صلاة الجمعة في مقديشو

الدخان يتصاعد من داخل الفندق الذي استهدفه مهاجمو حركة «الشباب» في مقديشو أمس (أ.ب)
الدخان يتصاعد من داخل الفندق الذي استهدفه مهاجمو حركة «الشباب» في مقديشو أمس (أ.ب)

قتل 25 شخصا على الأقل وأصيب عدد كبير بجروح بالغة أمس في هجوم استهدف فندقًا فخمًا بمقديشو كان يضم وزراء ونوابا ومسؤولين صوماليين. وعلى الفور أعلنت حركة «الشباب» المتشددة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع قبيل صلاة الجمعة في وقت تزدحم فيه فنادق العاصمة في نهاية الأسبوع.
وتحدث مصدر في الرئاسة الصومالية لم يشأ كشف هويته عن «25 قتيلا على الأقل» موضحا أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بالنظر إلى خطورة الإصابات. وبدوره، قال ضابط الشرطة نور محمد إن «سيارة مفخخة انفجرت عند بوابة الفندق أولًا، ثم فجر انتحاري نفسه في مجمع الفندق». وأضاف من مسرح الانفجار «كان هناك وزراء ومشرعون داخل الفندق». وروى شرطي يدعى عبد الرحمن علي أنه شاهد «جثث 11 شخصًا أن هناك أيضا عددا كبيرا من الجرحى إصابات كثيرين منهم بالغة». وأوضح أن «المبنى أصيب بأضرار كبيرة، والانفجارات كانت هائلة».
وأطلقت سيارات الإسعاف صفاراتها وهي تهرع إلى الفندق بينما ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان فوق المدينة التي تقع على المحيط الهندي. ثم سمع دوي إطلاق النار لفترة قصيرة في الفندق بعد الهجوم.
وقال ضابط أمني آخر يدعى فارح عبد الله إن نائب رئيس الوزراء محمد عمر ارتي ووزير الموانئ والنقل البحري نور فارح حرسي أصيبا بجروح طفيفة. وقال متحدث رئاسي بأن الرئيس حسن شيخ محمود أدان الهجوم باعتباره «هجوما إرهابيا». وقال وزير الإعلام محمد عبدي حير لمحطة إذاعة بأن «الكثيرين لقوا حتفهم» في الاعتداء بينهم نائب بالبرلمان ونائب عمدة مقديشو.
ويعد اعتداء أمس الأكثر دموية في الصومال منذ نحو عامين. ففي 14 أبريل (نيسان) 2013 أسفر هجوم انتحاري كبير في مقديشو على المحكمة الرئيسية أعقبه انفجار سيارة مفخخة، عن 34 قتيلا في صفوف المدنيين.
وتبنى مقاتلو «حركة الشباب» الهجوم، إذ صرح المتحدث العسكري باسم الحركة عبد العزيز أبو مصعب لوكالات أنباء أن «مقاتلينا هم داخل الفندق وقد شنوا هجوما من دون خوف»، مشيرا إلى أن «الهدف هو قتل المسؤولين (الصوماليين)». وسبق أن أعلنت حركة الشباب أنها تريد قتل جميع النواب «الواحد تلو الآخر». وقتل ثمانية على الأقل من هؤلاء في اعتداءات أو اغتيالات محددة الهدف منذ انتخاب البرلمان في سبتمبر (أيلول) 2012.
وتعرضت حركة «الشباب» منذ أغسطس (آب) 2011 لسلسلة من الهزائم العسكرية وهم يكثفون هجماتهم واعتداءاتهم وخصوصا في مقديشو. ففي 22 يناير (كانون الثاني) الماضي، قتل خمسة صوماليين على الأقل في العاصمة عشية زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في هجوم انتحاري استهدف فندقا يستضيف أعضاء في الوفد التركي، يقع أيضا قرب الرئاسة الصومالية. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، خلف هجومان بواسطة قنابل 15 قتيلا في مدينة بيداوة بوسط الصومال. وفي الأشهر الأخيرة، هاجم «الشباب» أهدافا لها رمزية ومحاطة بتدابير أمنية مشددة. فاستهدفوا في 2014 مقر الرئاسة الصومالية والبرلمان مرتين وأيضا مقر الاستخبارات الصومالية ومواكب للأمم المتحدة والمقر العام لقوة الاتحاد الأفريقي في الصومال يوم عيد الميلاد. كما شن المتشددون المرتبطون بـ«القاعدة» هجمات في دول تشارك في القوة الأفريقية وخصوصا كينيا المجاورة حيث أدت سلسلة من الهجمات إلى مقتل أكثر من 160 شخصا منذ يونيو (حزيران) الماضي. وهاجموا أيضًا مركز وست غيت التجاري في نيروبي في سبتمبر 2013 حيث قتلوا 67 شخصا على الأقل. ويظل المتمردون «الشباب» أكبر تهديد للسلام في الصومال الذي سيشهد في 2016 أول انتخابات تعددية بالاقتراع العام المباشر منذ أكثر من أربعين عامًا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.