قتل 25 شخصا على الأقل وأصيب عدد كبير بجروح بالغة أمس في هجوم استهدف فندقًا فخمًا بمقديشو كان يضم وزراء ونوابا ومسؤولين صوماليين. وعلى الفور أعلنت حركة «الشباب» المتشددة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع قبيل صلاة الجمعة في وقت تزدحم فيه فنادق العاصمة في نهاية الأسبوع.
وتحدث مصدر في الرئاسة الصومالية لم يشأ كشف هويته عن «25 قتيلا على الأقل» موضحا أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بالنظر إلى خطورة الإصابات. وبدوره، قال ضابط الشرطة نور محمد إن «سيارة مفخخة انفجرت عند بوابة الفندق أولًا، ثم فجر انتحاري نفسه في مجمع الفندق». وأضاف من مسرح الانفجار «كان هناك وزراء ومشرعون داخل الفندق». وروى شرطي يدعى عبد الرحمن علي أنه شاهد «جثث 11 شخصًا أن هناك أيضا عددا كبيرا من الجرحى إصابات كثيرين منهم بالغة». وأوضح أن «المبنى أصيب بأضرار كبيرة، والانفجارات كانت هائلة».
وأطلقت سيارات الإسعاف صفاراتها وهي تهرع إلى الفندق بينما ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان فوق المدينة التي تقع على المحيط الهندي. ثم سمع دوي إطلاق النار لفترة قصيرة في الفندق بعد الهجوم.
وقال ضابط أمني آخر يدعى فارح عبد الله إن نائب رئيس الوزراء محمد عمر ارتي ووزير الموانئ والنقل البحري نور فارح حرسي أصيبا بجروح طفيفة. وقال متحدث رئاسي بأن الرئيس حسن شيخ محمود أدان الهجوم باعتباره «هجوما إرهابيا». وقال وزير الإعلام محمد عبدي حير لمحطة إذاعة بأن «الكثيرين لقوا حتفهم» في الاعتداء بينهم نائب بالبرلمان ونائب عمدة مقديشو.
ويعد اعتداء أمس الأكثر دموية في الصومال منذ نحو عامين. ففي 14 أبريل (نيسان) 2013 أسفر هجوم انتحاري كبير في مقديشو على المحكمة الرئيسية أعقبه انفجار سيارة مفخخة، عن 34 قتيلا في صفوف المدنيين.
وتبنى مقاتلو «حركة الشباب» الهجوم، إذ صرح المتحدث العسكري باسم الحركة عبد العزيز أبو مصعب لوكالات أنباء أن «مقاتلينا هم داخل الفندق وقد شنوا هجوما من دون خوف»، مشيرا إلى أن «الهدف هو قتل المسؤولين (الصوماليين)». وسبق أن أعلنت حركة الشباب أنها تريد قتل جميع النواب «الواحد تلو الآخر». وقتل ثمانية على الأقل من هؤلاء في اعتداءات أو اغتيالات محددة الهدف منذ انتخاب البرلمان في سبتمبر (أيلول) 2012.
وتعرضت حركة «الشباب» منذ أغسطس (آب) 2011 لسلسلة من الهزائم العسكرية وهم يكثفون هجماتهم واعتداءاتهم وخصوصا في مقديشو. ففي 22 يناير (كانون الثاني) الماضي، قتل خمسة صوماليين على الأقل في العاصمة عشية زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في هجوم انتحاري استهدف فندقا يستضيف أعضاء في الوفد التركي، يقع أيضا قرب الرئاسة الصومالية. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، خلف هجومان بواسطة قنابل 15 قتيلا في مدينة بيداوة بوسط الصومال. وفي الأشهر الأخيرة، هاجم «الشباب» أهدافا لها رمزية ومحاطة بتدابير أمنية مشددة. فاستهدفوا في 2014 مقر الرئاسة الصومالية والبرلمان مرتين وأيضا مقر الاستخبارات الصومالية ومواكب للأمم المتحدة والمقر العام لقوة الاتحاد الأفريقي في الصومال يوم عيد الميلاد. كما شن المتشددون المرتبطون بـ«القاعدة» هجمات في دول تشارك في القوة الأفريقية وخصوصا كينيا المجاورة حيث أدت سلسلة من الهجمات إلى مقتل أكثر من 160 شخصا منذ يونيو (حزيران) الماضي. وهاجموا أيضًا مركز وست غيت التجاري في نيروبي في سبتمبر 2013 حيث قتلوا 67 شخصا على الأقل. ويظل المتمردون «الشباب» أكبر تهديد للسلام في الصومال الذي سيشهد في 2016 أول انتخابات تعددية بالاقتراع العام المباشر منذ أكثر من أربعين عامًا.
25 قتيلاً في هجوم استهدف مسؤولين داخل فندق قبيل صلاة الجمعة في مقديشو
نائب رئيس الوزراء ووزير وبرلماني ضمن الضحايا.. وحركة «الشباب» تبنت العملية
25 قتيلاً في هجوم استهدف مسؤولين داخل فندق قبيل صلاة الجمعة في مقديشو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة