تقدم للأكراد والمعارضة المسلحة إلى محافظة الرقة معقل «داعش».. وسيطرة على 19 قرية

التنظيم يفتتح معسكر «أشبال الخلافة» لتدريب الأطفال شرق سوريا

تقدم للأكراد والمعارضة المسلحة إلى محافظة الرقة معقل «داعش».. وسيطرة على 19 قرية
TT

تقدم للأكراد والمعارضة المسلحة إلى محافظة الرقة معقل «داعش».. وسيطرة على 19 قرية

تقدم للأكراد والمعارضة المسلحة إلى محافظة الرقة معقل «داعش».. وسيطرة على 19 قرية

سيطرت وحدات كردية وكتائب في المعارضة المسلحة على 19 قرية داخل محافظة الرقة، معقل تنظيم داعش، وذلك في إطار هجومها المضاد المستمر منذ 26 يناير (كانون الثاني)، تاريخ استعادة السيطرة على عين العرب في شمال البلاد من التنظيم الجهادي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «وحدات حماية الشعب الكردية مدعومة بكتائب شمس الشمال ولواء ثوار الرقة ولواء جبهة الأكراد، تمكنت من السيطرة على 19 قرية داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة».
وأشار إلى أن هذه الوحدات سيطرت حتى الآن على 242 قرية وبلدة في محيط عين العرب (كوباني)، ضمنها قرى الرقة الـ19. وكان التنظيم شن في 16 سبتمبر (أيلول) هجوما في اتجاه عين العرب واحتل على الطريق إليها نحو 360 قرية وبلدة، ثم دخلها في مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، وسيطر على جزء كبير منها. وتمكن الأكراد من استعادة المدينة بعد 4 أشهر من المعارك العنيفة، قبل أن يبدأوا هجومهم المضاد.
وذكر المرصد أن بعض القرى التي سيطر عليها الأكراد ليست من ضمن المناطق التي احتلها التنظيم في حملة كوباني. وأوضح عبد الرحمن أن «التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية يلعب دورا أساسيا في تقدم مقاتلي الكتائب والوحدات، إذ يتولى قصف كل المواقع التي يتحصن فيها عناصر التنظيم المتطرف، مما يضطرهم إلى الانسحاب، ويفسح المجال أمام دخول المقاتلين الآخرين».
وبات مقاتلو الوحدات والكتائب على بعد مسافة تتراوح بين 22 و25 كيلومترا من تل أبيض الحدودية مع تركيا في محافظ الرقة. ويعد معبر تل أبيض، المنفذ الوحيد المؤمن للتنظيم المتطرف إلى خارج سوريا.
كما تمكن هؤلاء المقاتلون من قطع طريق الحسكة - حلب الدولي (جنوب كوباني)، وهم يسيطرون على مسافة 35 كيلومترا منها تقريبا. ونفذت طائرات التحالف ضربات عدة، أمس، على مواقع للتنظيم في منطقة العمليات العسكرية.
في شرق البلاد، أفاد مراسل «مكتب أخبار سوريا» بافتتاح تنظيم داعش، معسكرا لتدريب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عاما، في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور الخاضع لسيطرته. ويتلقى الأطفال تدريبات متنوعة على يد عناصر من التنظيم.
وأفاد مصدر عسكري من التنظيم، للمكتب، أن نحو 50 طفلا انضموا للمعسكر الذي سمي «أشبال الخلافة»، حيث سيتم تدريبهم على استخدام السلاح الخفيف والمتوسط، كما سيتلقون تدريبات للياقة البدنية، وقتال الشوارع والدفاع عن النفس، بالإضافة لتلقيهم دروسا شرعية في الدين، وذلك على مدى شهر كامل.
كما أوضح المصدر أن هذه الخطوة أتت لتعزيز صفوف التنظيم بمقاتلين مدربين بشكل «عال» و«لا يهابون الموت» حسب وصفه، حيث سيتم استخدامهم في المعارك ضد القوات النظامية، أو ضد قوات التحالف الدولي في حال نفذت أي تدخل بري ضد التنظيم.
يذكر أنها المرة الأولى التي يقام فيها معسكر لتدريب الأطفال على القتال في دير الزور، على خلاف محافظة الرقة التي يقيم التنظيم فيها معسكرا لتدريب الأطفال، كل شهرين ويستمر لمدة 16 يوما.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.