أمل كلوني تثير جدلا حول {إتيكيت} القفازات الطويلة

هل هي رمز للتعجرف وافتقاد الخيال أم أنها عنوان أناقة ؟

أمل كلوني
أمل كلوني
TT

أمل كلوني تثير جدلا حول {إتيكيت} القفازات الطويلة

أمل كلوني
أمل كلوني

عندما نفكر في أناقة الزمن الجميل، وتحديدا مناسبات المساء والسهرة الكبيرة، تتراءى أمام أعيننا صور نجمات هوليوود في فساتين طويلة، أحيانا بذيل، وجواهر ثمينة تلمع بالماس والزمرد والياقوت أو باللؤلؤ، وأحيانا قفازات عالية تغطي الكوع. ولا شك أن هذه هي الصورة المترسخة في ذهن أمل كلوني، والتي أرادت تحقيقها، حين ظهرت في حفل توزيع جوائز الـ«غولدن غلوب»، منذ فترة ليست بعيدة. تألقت في فستان أسود بكتف واحد وذيل طويل من الموسلين، من إبداع دار ديور باللون الأسود مع قفازات عالية باللون الأبيض مما خلق تناقضا أثار جدلا في أوساط الموضة بين مؤيد للمظهر وغير معجب به. كانت الفعالية أول ظهور لها بعد زواجها من جورج كلوني في مناسبة مماثلة، لهذا كانت الأنظار مسلطة عليها والكاميرات متربصة بها، والسكاكين مشحوذة استعدادا لأي خطأ. وبالفعل لم تخيب الآمال، إذ منحت الكل صورة مثيرة أكدت أنها أصبحت واحدة من أكثر النساء أناقة بالنسبة للباباراتزي. الفضل في هذه الصورة يعود إلى قفازاتها بوجه خاص.
بلونها الأبيض وتناقضها مع فستانها الأسود كانت درامية، لم ترق للكل. فهناك من رآها محاولة مستميتة لجذب الانتباه، وهناك من رآها تفتقد إلى الخيال والحيوية.
جيسيكا مورغان، وهي مدونة بأحد المواقع الشهيرة، علقت: «لقد بدت في الحفل وكأنها تحضر حفلة مدرسية راقصة أو كأنها تشارك في حفل لأول مرة بحياتها، غير أن الواقع يقول إن أمل كلوني ليست مراهقة أو شابة تخطو خطواتها الأولى لهذا كان عليها أن تختار ما هو أفضل».
الطريف أن حجم الجدال المثار حول مظهر أمل كلوني وصل إلى حد استدعى فتح حساب منفصل عبر «تويتر» لتحليله وتشريحه، وانتقد قراء بعض المواقع الإلكترونية الأخرى قفازات أمل كلوني باعتبارها تنم عن غطرسة أو تكلف، متهمين إياها بأنها تظن نفسها من أسرة مالكة، بينما كتب قارئ، أن «أمل ارتدت القفازات لتحمي خاتمي الخطوبة والزواج من الأعين المتربصة».
ولم يقتصر الجدل على المواقع والمدونات، بل وصل إلى صحيفة «التلغراف» اللندنية التي أدلت بدلوها في الموضوع، مشيرة إلى أن القفازات البيضاء من الإكسسوارات التي ينبغي التعامل معها بحرص شديد، موضحة: «إذا كنت شديدة التأنق، فأنت بذلك تخاطرين بوضع نفسك في مقارنة مع مايكل جاكسون، أما إذا كنت جامدة للغاية، بمعنى متقيدة بالأصول إلى أقصى حد، فأنت تخاطرين بعقد مقارنة بينك وبين الملكة».
في كتاب الموضة «القفازات: الموضة والإتيكيت» الصادر عام 1961، جاء فيه أن المنطق يقول إنه عند ارتداء القفازات الطويلة ينبغي شدها بحيث تبدو خطا مستقيما من الأظافر وحتى الكوع. أي أن تظهر وكأنها جزء من البشرة، وهو ما لم تتقيد به السيدة كلوني. كان من الممكن أيضا اعتماد قفازات مطرزة بالأحجار المتنوعة الألوان لخلق نوع من الحيوية، وإبراز بعض الجرأة عوض اعتمادها الأبيض الثلجي، الذي يعتبر في عرف الموضة، لونا أساسيا يجب البناء عليه لا التواكل عليه وحده، بدليل أن المصمم كريستيان لاكروا كان يعتبره لونا ميتا يحتاج إلى ألوان أخرى تضخه بالحياة والحيوية.
في نهاية الأمر لم ترتكب أمل خطأ جما، بل حسب رأي فئة لا يستهان بها من المتابعين فإن قفازاتها توافقت تماما مع فستانها الأسود الطويل ومنحتها إطلالة كلاسيكية تروق للعين. الخطأ الذي ارتكبته ربما هو اختيارها لقطعة تطرح عدة مقارنات، في غير صالحها، مع نجمات تألقن وأثرن على عالم الأناقة أمثال جاكلين كيندي وغريس كيلي وأودري هيبورن.
* رغم أن عالما يحتفي بالقفازات بخامات وألوان وترصيعات متنوعة في الفترة الأخيرة، فإن موضتها تعود إلى القرن الثالث عشر، حين بدأت المرأة تستعملها للزينة لأول مرة. في القرن الخامس عشر، وصلت إلى عصرها الذهبي، بفضل الملكة إليزابيث الأولى، التي أضافت إليها التطريزات والجواهر. في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، أصبحت جزءا من مظهر نجمات هوليوود من مثيلات، أودري هيبورن التي أنعشتها بعد ظهورها في فيلم «إفطار في تيفاني». في أواخر الستينات والسبعينات، تراجع استعمالها لأنها لم تعد تتناسب مع الجينز والملابس «السبور» كما أصبحت ترتبط بالبورجوازية، ما أبعد شريحة كبيرة من النساء. مؤخرا باتت تظهر في الكثير من العروض، حيث يتفنن المصممون فيها وفي تطريزها لتحاكي الجواهر أحيانا.



سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)
TT

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)

لفتت النظر في عروض باريس لموضة الربيع والصيف المقبلين، عارضات يرتدين سراويل ذات ساق واحدة، وأيضاً بساق مغطَّاة وأخرى مكشوفة. ومنذ ظهور تلك البدعة، تضاربت الآراء وسط المُشتغلين بالتصميم بين مُعجب ومُستهجن. هل يكون الزيّ في خدمة مظهر المرأة أم يجعل منها مهرّجاً ومسخرة؟

لم يقتصر تقديم تلك الموضة على مجموعات المصمّمين الجدد والشباب، وإنما امتدّ إلى أسماء شهيرة، مثل عروض أزياء «لويس فويتون»، و«كوبرني»، و«فيكتوريا بيكام»، و«بوتيغا فينيتا». ففي حين يرى المعجبون بالسراويل غير المتناظرة أنها تعبّر عن اتجاه جريء يحمل تجديداً في التصميم، وجد كثيرون أنها خالية من الأناقة. فهل تلقى الموضة الجديدة قبولاً من النساء أم تموت في مهدها؟

طرحت مجلة «مدام فيغارو» الباريسية السؤال على محرّرتين من صفحات الأزياء فيها؛ الأولى ماتيلد كامب التي قالت: «أحبّ كثيراً المظهر الذي يعبّر عن القوة والمفاجأة التي نراها في هذا السروال. إنه يراوح بين زيّ المسرح وشكل البطلة المتفوّقة. وهو قطعة قوية وسهلة الارتداء شرط أن تترافق مع سترة كلاسيكية وتنسجم مع المظهر العام وبقية قطع الثياب. ثم إنّ هذا السروال يقدّم مقترحاً جديداً؛ بل غير مسبوق. وهو إضافة لخزانة المرأة، وليس مجرّد زيّ مكرَّر يأخذ مكانه مع سراويل مُتشابهة. صحيح أنه متطرّف، لكنه مثير في الوقت عينه، وأكثر جاذبية من سراويل الجينز الممزّقة والمثقوبة التي انتشرت بشكل واسع بين الشابات. ويجب الانتباه إلى أنّ هذا الزيّ يتطلّب سيقاناً مثالية وركباً جميلة ليكون مقبولاً في المكتب وفي السهرات».

أما رئيسة قسم الموضة كارول ماتري، فكان رأيها مخالفاً. تساءلت: «هل هو نقص في القماش؟»؛ وأضافت: «لم أفهم المبدأ، حيث ستشعر مرتدية هذا السروال بالدفء من جهة والبرد من الجهة الثانية. وهو بالنسبة إليّ موضة تجريبية، ولا أرى أي جانب تجاري فيها. هل هي قابلة للارتداء في الشارع وهل ستُباع في المتاجر؟». ولأنها عاملة في حقل الأزياء، فإن ماتري تحرص على التأكيد أنّ القطع المبتكرة الجريئة لا تخيفها، فهي تتقبل وضع ريشة فوق الرأس، أو ثوباً شفافاً أو بألوان صارخة؛ لكنها تقول «كلا» لهذا السروال، ولا تحبّ قطع الثياب غير المتناظرة مثل البلوزة ذات الذراع الواحدة. مع هذا؛ فإنها تتفهَّم ظهور هذه الصرعات على منصات العرض؛ لأنها تلفت النظر وتسلّي الحضور.