تخطى عدد القتلى الذين سقطوا جراء معارك حلب المحتدمة منذ يوم الثلاثاء الـ156 قتيلا، بينهم 70 لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، مقابل 86 لمسلحي المعارضة، في حين أفاد ناشطون باتساع نطاق الاشتباك واحتدام المعارك ما جعل محيط المدينة وريفها جبهات مفتوحة.
ورجّح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن يكون عدد القتلى من جانب النظام السوري أكثر من 70 «لأن مصير 25 من مقاتليه لا يزال مجهولا». وأضاف أن 66 من مقاتلي المعارضة التابعين لجماعات مختلفة قتلوا في المعارك إلى جانب 20 على الأقل من «جبهة النصرة».
وأكد ورد فراتي، مدير المكتب الإعلامي لـ«الجبهة الشامية»، استعادة قوات المعارضة السيطرة بالكامل على محورين من أصل 3 نجح النظام والمسلحون الموالون له بالتقدم فيها، نتيجة هجوم مباغت شنّوه الثلاثاء الماضي مستفيدين من الأحوال الجوية والضباب. وقال فراتي لـ«الشرق الأوسط»: «استعدنا السيطرة على كامل محور الملاح وكبّدنا النظام خسائر فادحة بحيث سقط له وللمرتزقة والميليشيات الطائفية التي تقاتل بصفوفه أكثر من 150 قتيلا، أما في محور الراشدين فلم نكتف باستعادة السيطرة على المناطق التي كانت معنا قبل هجوم النظام، بل سيطرنا على نقطة جديدة، وقد سقط للطرف المقابل 40 قتيلا في هذه الجبهة».
وأوضح فراتي أن المعارك لا تزال مستمرة عند المحور الثالث، محور رتيان وحردتين وباشكوي، مؤكدا أن «أغلبية المناطق تحت سيطرة المعارضة التي نجحت باستعادة السيطرة أيضا على دوير الزيتون الذي يعتبر نقطة استراتيجية كونها خطا أساسيا لإمداد النظام».
وأضاف فراتي: «النظام بدخوله إلى مناطقنا في الريف دخل محرقته، فقد أحصينا مقتل ما بين 250 و300 من عناصره والمسلحين الموالين له وهم بمعظمهم من النخبة، أما الحديث عن حصار حلب فمشروع فاشل منذ بدايته باعتبار أننا نتخذ ومنذ أكثر من 4 أشهر كل الاحتياطات لمنع إحكام الحصار على المدينة».
في هذا الوقت، قال المرصد السوري إن نحو 60 جنديا سوريا وصلوا إلى بلدتي الزهراء ونبل شمالي حلب بعدما انسحبوا من معارك في بلدة رتيان.
وأفادت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله»، بأن مجموعة من الجيش السوري تمكنت من خرق دفاعات المسلحين والوصول إلى بلدة الزهراء بريف حلب الشمالي، والمحاصرة منذ أكثر من عامين. وأشارت «المنار» إلى أنّه حتى الساعة لم يتم فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، لافتة إلى أن ما حصل هو أن مجموعة من الجيش السوري استطاعت خرق دفاعات المسلحين ودخلت إلى الزهراء وهذا لا يعني فك الحصار.
وقال ناشطون إن نطاق الاشتباك اتسع يوم أمس حتى شمل جبهات الملاح وحندرات وسيفات، وقد تحرك مقاتلو المعارضة من غرب حلب في اتجاه جنوبها، ليصبح محيط المدينة وريفها جبهات مفتوحة. وأكدت مصادر في المعارضة السورية لقناة «بي بي سي» البريطانية، أن مسلحي المعارضة سيطروا على منطقة الملاح بريف حلب بعد اشتباكات مع القوات الحكومية سقط فيها أربعون قتيلا من قوات النظام.
ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن مصدر ميداني، أن فصائل المعارضة استعادت القرى الأربع التي تقدمت فيها القوات النظامية «متسللة» أول من أمس، وقتلت ما يقارب 150 عنصرًا، شوهدت جثثهم من قبل ناشطين من المنطقة عند نقاط الاشتباك بين الطرفين، مشيرًا إلى أن قوات المعارضة أسرت أيضا العشرات من المقاتلين الذي ينتمي أغلبهم لميليشيات أجنبية.
وقال مصدر عسكري في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات المعارضة تحتجز ما يقارب الـ110 جثث من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم 9 جثث لعناصر «حزب الله». وشدّد المصدر على أن وضع النظام حاليا في حلب «لا يُحسد عليه».
وتحدث «مكتب أخبار سوريا» عن جرح سبعة أطفال جراء غارة جوية نفذها الطيران الحربي التابع للجيش السوري النظامي على مدرسة ابتدائية في مدينة الأتارب الخاضعة لسيطرة الجبهة الشامية المعارضة بريف حلب الغربي. ونقل المكتب عن ناشط ميداني أن المقاتلات الحربية استهدف مدينة الأتارب بصاروخين فراغيين سقط أحدهما على منزل خال من السكان على أطراف المدينة، فيما سقط الآخر قرب مدرسة ابتدائية يوجد داخلها نحو 100 تلميذ، خلال الدوام الرسمي، ما أدى إلى إصابة سبعة منهم بجروح طفيفة. وقال المرصد السوري، إن كتائب المعارضة قصفت تمركزات لقوات النظام في كتيبة الدفاع الجوي بحندرات بالقذائف الصاروخية، فيما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة الأتارب ومحيطها، بريف حلب الغربي.
بالمقابل، عرضت قناة «المنار» مشاهد قالت إنّها تظهر «تقدم الجيش السوري في ريف حلب، حيث يشن الجيش عملية واسعة لطرد المسلحين من المنطقة»، لافتة إلى أن الجيش نجح باستعادة السيطرة على بلدات رتيان وحردتين وباشكوي في ريف حلب الشمالي».
وقتل خلال الاشتباكات، بحسب النظام، عشرات المسلحين، بينهم القائد العسكري في «حركة نور الدين الزنكي» حسن معيكة في رتيان، و«رئيس الهيئة الشرعية في مدينة إعزاز» المدعو وليد العريض، كما أصيب القيادي في «جيش المجاهدين» المدعو عبد العزيز، وتم نقله إلى تركيا للعلاج. وأفادت مواقع مقربة من «حزب الله» بمقتل المخرج في قناة «المنار» حسن عبد الله خلال عمله مع جهاز الإعلام الحربي التابع للحزب في ريف حلب.
أكثر من 150 قتيلاً في المعارك المحتدمة في حلب ومقتل مخرج في قناة «المنار»
الناطق باسم الجبهة الشامية لـ («الشرق الأوسط»): استعدنا السيطرة على محورين بالكامل والنظام دخل محرقته
أكثر من 150 قتيلاً في المعارك المحتدمة في حلب ومقتل مخرج في قناة «المنار»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة