قالت مصادر محلية مطلعة في محافظة البيضاء بوسط اليمن، أمس، لـ«الشرق الأوسط» إن ما لا يقل عن 15 مسلحا حوثيا لقوا مصرعهم في مواجهات مع رجال القبائل وعناصر مسلحة محسوبة على تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم القاعدة، وذلك في سياق محاولات الحوثيين بمساعدة من بعض الوحدات العسكرية، فرض سيطرتها العسكرية والأمنية على المحافظة، بصورة كاملة، بعد السيطرة على بعض المناطق والمديريات، خلال الأيام القليلة الماضية، وخسر الحوثيون، الأيام الماضية، العشرات من مقاتليهم في معارك وعمليات عسكرية بمحافظة البيضاء.
وذكرت المصادر أن المواجهات مستمرة ومتصاعدة وأن «الحوثيين يهدفون إلى السيطرة الكاملة على محافظة البيضاء وإخضاعها عسكريا، لأنها تمثل مدخلا نحو المحافظات الجنوبية ومحافظة مأرب، وجميعها مناطق غنية بالنفط وقليلة السكان»، وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين «يستخدمون قوات الجيش في ضرب المواطنين بحجة قتال العناصر التكفيرية، وهي مجموعات محدودة، الأمر الذي استدعى أن تتحالف بعض القبائل، مع تلك الجماعات من أجل منع التوسع الحوثي الهادف إلى الهيمنة والسيطرة وليس بسط الأمن والاستقرار»، وأكدت تلك المصادر القبلية والمحلية أن «الحوثيين يقومون بهذه الحروب المذهبية تحت مبررات واهية وسوف يقودون البلاد إلى حروب مذهبية وطائفية، كما حدث في قبل مئات الأعوام بين القبائل والمذاهب اليمنية».
على صعيد آخر، تشهد محافظة إب بوسط اليمن ولليوم الثالث على التوالي مظاهرات مناهضة لجماعة الحوثي ولانقلابها على السلطة، في الوقت الذي كثفت فيه ميليشيا الحوثيين من عمليات قمعها واستخدامها للعنف ضد المتظاهرين، وقالت مصادر محلية بإب إن عددا آخر من المتظاهرين سقطوا جرحى برصاص الحوثيين، وأظهرت بعض الصور استخدام العنف المفرط بحق المحتجين في المحافظة.
ويعلق على التطورات الجارية هناك، الكاتب الصحافي نجيب الغرباني بالقول لـ«الشرق الأوسط» إن «التوسع الحوثي في المحافظات السنية، ومنها محافظة إب، كرس التوتر الطائفي الذي يعمق من الصراعات وخلق مشكلة طائفية، كما خلق هذا التوسع بيئة مناسبة لظهور (أنصار الشريعة) وحدوث كارثة المركز الثقافي وسقوط الكثير من الضحايا». وأضاف الغرباني أن «اليمن سيواجه الجماعات المسلحة، خاصة بعد خروج المظاهرات المكثفة ووصف (أنصار الله) للمناهضين لهم بـ(الدواعش) و(التكفيريين) ولديهم إصرار على قمع المظاهرات السلمية بالرصاص الحي، وهذا ما يزيد من تفاقم اضطراب أحوال الدولة وفقدان السلطة، وأعتقد أن قمع المظاهرات وقتل واختطاف المتظاهرين، يعد مؤشرا خطيرا، إضافة إلى انهيار البنية السياسية والشراكة وقد تتطور الأمور إلى حرب أهليه وسقوط اليمن وانتقال الصراع إلى دائرة أكبر مما يعزز التدخل الخارجي وإعلان اللجان الثورية لجماعه (أنصار الله) معناه مزيد من تمزيق أوصال المجتمع المدني ولهذا ستتفاقم المظاهرات والاعتصامات في الأيام المقبلة في الكثير من المحافظات التي يوجد فيها الحوثيون والرافضة لوجودهم، مما سيؤدي إلى احتدام صراع شامل وحرب أهليه، إذا لم يتم الوصول إلى مخرج حقيقي للأزمة».
هذا وتعد البيضاء وإب من المحافظات اليمنية الوسطى التي شهدت، في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، صراعا مسلحا إبان ما عرفت بحرب المنطقة الوسطى التي كانت طرفا فيها الجبهة الوطنية الديمقراطية المدعومة من نظام الجنوب في عدن، وقوات الجيش الشمالية التابعة للنظام في صنعاء.
16 قتيلاً بصفوف الحوثيين في قتال عنيف في البيضاء
محللون سياسيون يحذرون من حرب أهلية في ظل قمع المظاهرات المناوئة لـ«أنصار الله»
16 قتيلاً بصفوف الحوثيين في قتال عنيف في البيضاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة