السلطة الفلسطينية تطالب بالمشاركة في التحقيق في قتل الطلاب الفلسطينيين بأميركا

رفضت تبريرات القتل.. ودعت إلى مراجعة سيرة القاتل الأميركي

السلطة الفلسطينية تطالب بالمشاركة في التحقيق في قتل الطلاب الفلسطينيين بأميركا
TT

السلطة الفلسطينية تطالب بالمشاركة في التحقيق في قتل الطلاب الفلسطينيين بأميركا

السلطة الفلسطينية تطالب بالمشاركة في التحقيق في قتل الطلاب الفلسطينيين بأميركا

طالبت السلطة الفلسطينية السلطات الأميركية بإجراء تحقيق جدي حول جريمة قتل الطلاب الفلسطينيين الثلاثة التي وقعت الأسبوع الماضي في مدينة «تشابل هيل»، التابعة لولاية كارولينا الشمالية، وإشراك محققين فلسطينيين في مجرياته، لتوضيح ملابسات عملية القتل المتعمد.
وأصدرت وزارة الخارجية بيانا، أمس، أدانت فيه بشدة «الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الفلسطينيون الثلاثة يسر محمد أبو صالحة، وزوجها ضياء شادي بركات الذي يحمل وثيقة سفر سورية، وشقيقتها رزان محمد أبو صالحة، على يد أميركي متطرف وعنصري حاقد في ولاية كارولينا الشمالية».
وقالت الخارجية إنها تنظر بخطورة بالغة لهذا الإرهاب الذي يستهدف المواطنين بسبب دياناتهم، وتعتبر ما حدث {تهديدا مباشرا لحياة مئات الآلاف من المواطنين الأميركيين من أتباع الدين الإسلامي، الذين أصبحوا هدفا مباشرا للعنصريين». كما طالبت الخارجية بتحقيق شفاف ودقيق «يأخذ بعين الاعتبار التهديدات العديدة التي سبقت عملية الاغتيال ومراجعة ما كتبه الإرهابي الأميركي القاتل على صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة (فيسبوك)».
وكان أميركي يدعى كريغ ستيفن هيكس (46 عاما) قتل بدم بارد 3 طلاب فلسطينيين في مدينة تشابل هيل، التابعة لولاية كارولينا الشمالية، ووجهت له الشرطة تهما بالقتل من الدرجة الأولى، وهو ما أثار غضبا فلسطينيا عارما.
وهاتف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أول من أمس، محمد أبو صالحة، والد الطالبتين رزان ويسر، اللتين تم قتلهما، وعبّر له عن أحر تعازيه باسمه شخصيا، وباسم القيادة الفلسطينية، معربا عن تأثره الأبوي العميق بهذا المصاب، ووقوفه التام إلى جانب أسرة أبو صالحة في هذا المصاب الأليم. ونفذ فلسطينيون على مدار أيام وقفات تضامنية في الضفة الغربية وقطاع غزة مع عائلات الضحايا، وضد الإرهاب وما وصفوه بالصمت الرسمي الأميركي والعالمي والإعلامي على حادثة قتل الطلاب، فيما ضجت صفحات التواصل الاجتماعي بإدانة «الإرهاب» أيا كان مصدره، قبل أن يدين الرئيس الأميركي باراك أوباما جريمة القتل ويصفها بأنها «قتل وحشي شائن».
وجاء بيان أوباما في الوقت الذي قالت فيه وزارة العدل الأميركية إنها ستضم تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي المبدئي لتحديد ما إذا كان الرجل المتهم بالقتل خرق أي قوانين اتحادية، بما في ذلك قوانين جرائم الكراهية. وقال أوباما في بيان «يجب ألا يكون أحد في الولايات المتحدة الأميركية مستهدفا بسبب هويته أو هيئته أو دينه». وقدم تعازيه لأسر الضحايا.
وكان أقارب الضحايا قد دعوا أوباما إلى الإصرار على أن تحقق السلطات الاتحادية في ما إذا كان دافع القاتل هو كراهية الضحايا لأنهم مسلمون. ورفضت الخارجية الفلسطينية أن يكون سبب عملية القتل الخلاف على موقف للسيارات، وقالت في بيانها إن الوزارة «تطالب المسؤولين في الدول كافة خاصة الولايات المتحدة الأميركية بإدانة هذه الجريمة البشعة، وتدعوهم إلى توفير الحماية للمواطنين من أصول فلسطينية، وعدم التهرب من مسؤولياتهم من خلال الاختفاء خلف تبريرات غير مقبولة للتقليل من خطورة هذا الحادث المأساوي».



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.